ام حفصه
13 Feb 2013, 05:33 PM
http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.0.403.403/p403x403/555453_367216910042277_78735164_n.jpg
خمسة عشر عاما
عبدالملك القاسم
بسم الله الرحمن الرحيمأشرقت تباشير فجر هذا اليوم فرحة جذلى وهي تحمل تاجًا مرصعًا بالجواهر والدرر، يممت به فوق أشعتها الذهبية حتى وضعته على رأس ذلك الشاب.. ثم ودعت مغادرة المكان على عجل والصوت مسموع وهذا قليل في حقه!
من هو يا ترى هذا الشاب الذي تحمل له القلوب كل تلك المحبة؟ ويتزين له القمر في ليلة مظلمة! وينفرد بوضع التاج على رأسه! وهل في هذا الزمن من يستحق ذلك...
خصوصًا إذا كان شابًا لم يتجاوز الأربعين من عمره... بل وما هو جهاده وبلاؤه؟ وأين سيرته ودقائق حياته؟!
مع غروب شمس هذه الأيام يكون هذا الشاب نضر الله وجهه، قد أتم خمسة عشر عامًا بجوار والده في غرفة صغيرة بإحدى المستشفيات لا يخرج منها إلا لحاجة ضرورية.. دقائق معدودة ثم يعود سريعًا وغالبًا ما تكون بعد عصر يوم الخميس في حضور أحد الأقارب!
والسؤال يطرح نفسه بحثًا عن الإجابة الوافية بعد هذه المعلومات السريعة الموجزة !!
أين يعمل إذا؟! وكيف يعيش؟! وماذا عن وضعه الاجتماعي؟! وكيف طوع الصبر في يده طوال هذه المدة الطويلة؟! وبماذا قاد نفسه وكيف وطنها في طريق عجز الآخرون عن السير فيه خطوات فحسب؟!
أسئلة طويلة تحتاج إلى نبع من الأجوبة يروى ظمأ القارئ؛ ويطفئ لهيب أفئدة أصابتها سهام العقوق!
وجواب هذه الأسئلة مدعاة إلى أن تتضح صورة الوفاء وأداء الحقوق بشكل أنصح وأجمل! وإن شئت فاحمل بيدك مع نهاية هذه السطور تاجًا آخر على رأس ذلك الشاب.. ثم أتبعه ما شئت من الدعاء له!!
فمنذ أن أصيب والده بجلطة دماغية أدت إلى ملازمته للسرير، تفرغ هذا الشاب من كل أشغال الدنيا، وترك العمل، وهجر الأصحاب، وأعرض عن النزهات والرحلات!
بل كان العمل والأصحاب والتنزه والحياة كلها هنا في هذه الغرفة الصغيرة بين جدرانها الأربعة بجوار والده برًا وإحسانًا، ويزداد العجب إذا علمنا أن والده حتى الآن وطوال هذه السنوات الخمس عشرة في غيبوبة دائمة لا يعرف من يأتيه ولا من يذهب عنه!
خمسة عشر عاما
عبدالملك القاسم
بسم الله الرحمن الرحيمأشرقت تباشير فجر هذا اليوم فرحة جذلى وهي تحمل تاجًا مرصعًا بالجواهر والدرر، يممت به فوق أشعتها الذهبية حتى وضعته على رأس ذلك الشاب.. ثم ودعت مغادرة المكان على عجل والصوت مسموع وهذا قليل في حقه!
من هو يا ترى هذا الشاب الذي تحمل له القلوب كل تلك المحبة؟ ويتزين له القمر في ليلة مظلمة! وينفرد بوضع التاج على رأسه! وهل في هذا الزمن من يستحق ذلك...
خصوصًا إذا كان شابًا لم يتجاوز الأربعين من عمره... بل وما هو جهاده وبلاؤه؟ وأين سيرته ودقائق حياته؟!
مع غروب شمس هذه الأيام يكون هذا الشاب نضر الله وجهه، قد أتم خمسة عشر عامًا بجوار والده في غرفة صغيرة بإحدى المستشفيات لا يخرج منها إلا لحاجة ضرورية.. دقائق معدودة ثم يعود سريعًا وغالبًا ما تكون بعد عصر يوم الخميس في حضور أحد الأقارب!
والسؤال يطرح نفسه بحثًا عن الإجابة الوافية بعد هذه المعلومات السريعة الموجزة !!
أين يعمل إذا؟! وكيف يعيش؟! وماذا عن وضعه الاجتماعي؟! وكيف طوع الصبر في يده طوال هذه المدة الطويلة؟! وبماذا قاد نفسه وكيف وطنها في طريق عجز الآخرون عن السير فيه خطوات فحسب؟!
أسئلة طويلة تحتاج إلى نبع من الأجوبة يروى ظمأ القارئ؛ ويطفئ لهيب أفئدة أصابتها سهام العقوق!
وجواب هذه الأسئلة مدعاة إلى أن تتضح صورة الوفاء وأداء الحقوق بشكل أنصح وأجمل! وإن شئت فاحمل بيدك مع نهاية هذه السطور تاجًا آخر على رأس ذلك الشاب.. ثم أتبعه ما شئت من الدعاء له!!
فمنذ أن أصيب والده بجلطة دماغية أدت إلى ملازمته للسرير، تفرغ هذا الشاب من كل أشغال الدنيا، وترك العمل، وهجر الأصحاب، وأعرض عن النزهات والرحلات!
بل كان العمل والأصحاب والتنزه والحياة كلها هنا في هذه الغرفة الصغيرة بين جدرانها الأربعة بجوار والده برًا وإحسانًا، ويزداد العجب إذا علمنا أن والده حتى الآن وطوال هذه السنوات الخمس عشرة في غيبوبة دائمة لا يعرف من يأتيه ولا من يذهب عنه!