ام حفصه
17 Feb 2013, 06:39 PM
http://www.aljazeera.net/File/GetImageCustom/8af45feb-701a-4a55-9d50-9110d7347722/190/143
شكك كثيرون في تصريحات البابا والأسباب التي برر بها استقالته التي أعلنها مؤخرا، واعتبروها غير مقنعة. وتضاربت الآراء حول هذه الخطوة غير المسبوقة
في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ 600 عام، عندما قام البابا شيليستينو الخامس بالاستقالة، وإن كانت الأسباب والظروف مختلفة عن اليوم.
واعتبر العالم الكاثوليكي والعالم الغربي إعلان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر أمس التنحي عن سدة البابوية يوم 28 فبراير/شباط الجاري بالقرار الشجاع والاستثنائي، لما يحمل في طياته من مسؤولية كبيرة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية.
وجاء قرار البابا المفاجئ خلال جلسة استثنائية للكرادلة على هامش اجتماع للمجلس البابوي، مبررا ذلك بأن صحته وسنه لم يعودا ملائمين لقيادة الكنيسة.
وقال البابا "بعد أن فحصت ضميري أمام الله تيقنت بأن قوتي وتقدمي في السن أصبحا غير ملائمين لممارسة منصب الوزارة البطرسية، كما أن عالم اليوم يخضع لتغيرات سريعة، وتحركه مسائل لها أهمية كبيرة لحياة الإيمان، لهذا أُعلن تنازلي عن منصب أسقف روما".
تأثير الفضائح
ويرى أستاذ التاريخ في جامعة الدراسات العليا في مدينة بيزا الإيطالية دانييلي مينوتسي في حديث للجزيرة نت أن مشاكل كثيرة هي التي قد تكون تسببت باستقالة البابا.
ويذكر مينوتسي في هذا الصدد فضائح الفساد والاعتداءات الجنسية والصراع على السلطة والخلافات حول "عقيدة الإيمان"، معتبرا أن كل هذه المشاكل ألقت بثقلها على البابا بحيث لم يعد قادراً على إدارة الحكم بنفس النهج السياسي الذي اتبعه حتى الآن.
لكن المشكلة الحقيقية كما أوضح مينوتسي، هي عدم مواكبة الكنيسة للعصر الحديث، "فمنذ تسلم البابا منصبه عام 2005 أصبحت الكنيسة أكثر تزمتاً، وخاصة فيما يتعلق بفرضية الحقيقة الحصرية الصالحة لكل زمان ومكان كمعيار عالمي".
ويضيف أن هذه الفرضية خلفت اعتراضات كثيرة في كنيسة روما لأنها تصر على أن المبادئ والقيم الكاثوليكية غير قابلة للنقاش وتنطبق على كافة المجتمعات والسياسات بالتساوي. معتبرا أن هذا يدل على انغلاق الكنيسة تجاه العالم الآخر والحوار مع الديانات الأخرى.
ضحية التناقض
وفي قراءة ثانية لاستقالة البابا، يرى أستاذ القانون والدين بجامعة ليوفان ببلجيكا ماركو فينتورا، أن البابا برر استقالته بمشكلة صحية "لكن المشكلة الحقيقية هي الصراع من أجل الدين في عالم علماني سريع التغيرات، فالبابا ضحية مثله مثل باقي القيادات الدينية للتغيرات السريعة، ولفكرة أن العلمانية تتناقض مع الدين".
وأضاف فينتورا للجزيرة نت، أن البابا ركز على السلطة واللاهوت منذ المجمع الفاتيكاني الثاني ولم يترك حيزاً لإبداعات جديدة لإدخال تغييرات على الكنيسة، وركز على شخص الكاهن، واستثنى المرأة من الكهنوت ووطد السلطة الذكورية والهرمية للكنيسة، لكن استقالته أثبتت أنه لم يكن بمقدوره الاستمرار في هذه السياسة المتناقضة مع العصر الحديث.
وفيما يتعلق بالبابا القادم، توقع فينتورا أن يكون من الولايات المتحدة "لأنها أصبحت المكان الذي يشهد تزايدا في أتباع الديانة الكاثوليكية المتشددة، لكنه أبدى تخوفه من تأثير البابا المستقيل على البابا المنتخب، "لأنه سيكون هناك اثنان وليس واحداً، بما أن بنديكت السادس عشر تنحى عن منصبه ولم توافه المنية مثلما يحصل عادة في تاريخ الكنيسة".
وبحسب مينوتسي، سيعتمد ذلك على اختيار الكرادلة للبابا الجديد، وما إذا كانوا سيختارون بابا على نهج البابا المستقيل أم أنهم سيدركون أن سياسته أظهرت ضعفها وبالتالي يلزم الأمر اختيار بابا قادر على التغيير والتحديث؟
منقول ---
شكك كثيرون في تصريحات البابا والأسباب التي برر بها استقالته التي أعلنها مؤخرا، واعتبروها غير مقنعة. وتضاربت الآراء حول هذه الخطوة غير المسبوقة
في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ 600 عام، عندما قام البابا شيليستينو الخامس بالاستقالة، وإن كانت الأسباب والظروف مختلفة عن اليوم.
واعتبر العالم الكاثوليكي والعالم الغربي إعلان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر أمس التنحي عن سدة البابوية يوم 28 فبراير/شباط الجاري بالقرار الشجاع والاستثنائي، لما يحمل في طياته من مسؤولية كبيرة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية.
وجاء قرار البابا المفاجئ خلال جلسة استثنائية للكرادلة على هامش اجتماع للمجلس البابوي، مبررا ذلك بأن صحته وسنه لم يعودا ملائمين لقيادة الكنيسة.
وقال البابا "بعد أن فحصت ضميري أمام الله تيقنت بأن قوتي وتقدمي في السن أصبحا غير ملائمين لممارسة منصب الوزارة البطرسية، كما أن عالم اليوم يخضع لتغيرات سريعة، وتحركه مسائل لها أهمية كبيرة لحياة الإيمان، لهذا أُعلن تنازلي عن منصب أسقف روما".
تأثير الفضائح
ويرى أستاذ التاريخ في جامعة الدراسات العليا في مدينة بيزا الإيطالية دانييلي مينوتسي في حديث للجزيرة نت أن مشاكل كثيرة هي التي قد تكون تسببت باستقالة البابا.
ويذكر مينوتسي في هذا الصدد فضائح الفساد والاعتداءات الجنسية والصراع على السلطة والخلافات حول "عقيدة الإيمان"، معتبرا أن كل هذه المشاكل ألقت بثقلها على البابا بحيث لم يعد قادراً على إدارة الحكم بنفس النهج السياسي الذي اتبعه حتى الآن.
لكن المشكلة الحقيقية كما أوضح مينوتسي، هي عدم مواكبة الكنيسة للعصر الحديث، "فمنذ تسلم البابا منصبه عام 2005 أصبحت الكنيسة أكثر تزمتاً، وخاصة فيما يتعلق بفرضية الحقيقة الحصرية الصالحة لكل زمان ومكان كمعيار عالمي".
ويضيف أن هذه الفرضية خلفت اعتراضات كثيرة في كنيسة روما لأنها تصر على أن المبادئ والقيم الكاثوليكية غير قابلة للنقاش وتنطبق على كافة المجتمعات والسياسات بالتساوي. معتبرا أن هذا يدل على انغلاق الكنيسة تجاه العالم الآخر والحوار مع الديانات الأخرى.
ضحية التناقض
وفي قراءة ثانية لاستقالة البابا، يرى أستاذ القانون والدين بجامعة ليوفان ببلجيكا ماركو فينتورا، أن البابا برر استقالته بمشكلة صحية "لكن المشكلة الحقيقية هي الصراع من أجل الدين في عالم علماني سريع التغيرات، فالبابا ضحية مثله مثل باقي القيادات الدينية للتغيرات السريعة، ولفكرة أن العلمانية تتناقض مع الدين".
وأضاف فينتورا للجزيرة نت، أن البابا ركز على السلطة واللاهوت منذ المجمع الفاتيكاني الثاني ولم يترك حيزاً لإبداعات جديدة لإدخال تغييرات على الكنيسة، وركز على شخص الكاهن، واستثنى المرأة من الكهنوت ووطد السلطة الذكورية والهرمية للكنيسة، لكن استقالته أثبتت أنه لم يكن بمقدوره الاستمرار في هذه السياسة المتناقضة مع العصر الحديث.
وفيما يتعلق بالبابا القادم، توقع فينتورا أن يكون من الولايات المتحدة "لأنها أصبحت المكان الذي يشهد تزايدا في أتباع الديانة الكاثوليكية المتشددة، لكنه أبدى تخوفه من تأثير البابا المستقيل على البابا المنتخب، "لأنه سيكون هناك اثنان وليس واحداً، بما أن بنديكت السادس عشر تنحى عن منصبه ولم توافه المنية مثلما يحصل عادة في تاريخ الكنيسة".
وبحسب مينوتسي، سيعتمد ذلك على اختيار الكرادلة للبابا الجديد، وما إذا كانوا سيختارون بابا على نهج البابا المستقيل أم أنهم سيدركون أن سياسته أظهرت ضعفها وبالتالي يلزم الأمر اختيار بابا قادر على التغيير والتحديث؟
منقول ---