ام حفصه
21 Feb 2013, 11:34 AM
http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c67.0.403.403/p403x403/17594_444519032283701_749368028_n.jpg
د. نهى قاطرجي
بسم الله الرحمن الرحيم
أمسكت يارا سماعة الهاتف بيدها لفترة طويلة قبل أن تقرر طلب الرقم ، ثم رفعت سماعة الهاتف و قالت بصوت متهدج : ألو مرحبا : هنا الخط الساخن ؟
- نعم حبيبتي، من معي ؟
- اسمي يارا ، احتاج إلى استشارة، هل يمكن ان أزور مركزكم ؟
- اهلا وسهلا بك في أي وقت، هل تحبين أن نأتي نحن لعندك ، نحن مستعدون لذلك .. أم ..
- لا ، أن سآت ، أنا سآت ... شكرا لك ... العنوان من فضلك؟ ... شكرا ... شكرا .
أقفلت يارا الخط وشعرت بشيء من الارتياح، ليس لأنها طلبت المساعدة، فهي تعرف بأنها تستطيع أن تتخطى المشكلة ، بل لأنها وجدت من يستمع إلى مشكلتها من دون أن يضع اللوم عليها .
*******عندما دخلت يارا إلى مركز جميعة " حقي" للحماية من العنف الأسري ، لم يكن هناك أحد في استقبالها كما وعدوها، لذلك أخذت مكانا منزويا في طرف القاعة، وكأنها بذلك تخشى أن يراها أحد فيعرفها.
لم يمر وقت طويل حتى جاءت إحدى النسوة وهي تمسك بيد امرأة في العشرين من العمر تقريبا، وأجلستها على الكرسي ، وقالت لها : لن أتأخر عليك، اجلسي هنا، أنت الآن في أمان لا تخافي ...
خيم الصمت على المكان لفترة من الزمن قبل أن تقرر يارا أخذ المبادرة، وسألت الفتاة الجالسة أمامها :
- خير يا حبيبتي، ما بك، لماذا تبكين؟ وما هذه الآثار البادية على وجهك، من فعل بك هذا؟
- أجابت الفتاة والدموع تنهمر على خديها : إنه زوجي .
- زوجك... يا إلهي، هل يمكن لأحد ان يضرب بهذه الوحشية؟
- إنه مجرم ، هو يضربني كل يوم تقريباً منذ أن تزوجنا ؟ هكذا من دون سبب يهجم علي ويضربني ، لقد صبرت كثيرا على الموضوع، ولكني لم أعد احتمل، لذلك لجأت إلى هذه الجمعية بعد أن نسقت معها عبر الهاتف ؟
- ولكن الم تخبري أهلك بالأمر ؟
- لا لم أفعل ، إنهم يرفضون الحديث في الموضوع، ويضعون اللوم علي، لأني لا ألبي له طلباته ، ولا أطيعه كما يعتقدون ... مع أنني يشهد الله أني لا أجرؤ حتى على عدم إطاعته ... ولكن للأسف لا أحد يصدقني ...
- هوني عليك يا عزيزتي، أنا أصدقك فأنا هنا أيضاً لأن لدي مشكلة مع زوجي ، وإن كنت أقول الآن : الذي يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته ... ولكن ألم تحاولي أن ترفعي قضية ضده في المحكمة الشرعية وتطلبي الطلاق ..
- أطلب الطلاق .. وأين أذهب ؟ إذا كان أهلي يقفون معه فكيف أقنع القاضي بأني على حق ؟ ... ثم إن تجربتي مع المحكمة الشرعية لا تبشر بالخير، فعلى رغم الآثار البادية على وجهي، وتقرير الطبيب الشرعي، إلا انه لم يطلقوني منه، حتى اتنازل عن اولادي ... وطبعا لم أقبل، وكانت النتيجة جولات جديدة من العنف التي لا تنتهي ..
صمت جديد خيم على القاعة إلى ان تابت الفتاة الكلام فقالت:
- المشكلة أني تركت أولادي بين يديه ... أولادي يكسرون ظهري وبجبروني على العودة إليه في كل مرة ... ولكن الآن لم أعد ابالي، لم اعد أستطيع التحمل ... لذلك جئت إلى هنا ..
- ألم تخبري احدا بمكان وجودك .
- لا هم طلبوا مني ذلك، قالوا لي ألا أخبر أحدا، وهم سيحموني ويهتموا بي ...
أرادت يارا أن تكمل كلامها ولكن دخول المشرفة أنهت الحديث بينهما ..
طلبت المشرفة من المرأة أن توقع على أوراق خاصة، وأخبرتها بأنهم سيهتمون بها، وسينقلوها إلى دار للرعاية، وسيحاولون أن يحصلوا لها على الطلاق بعد فترة من الزمن ... ولكن المهم ألا يعلم أحد بمكان وجودها...
- ألا أستطيع ان أكلم أولادي، قالت الأم المتلهفة على أبنائها ...
- قطعا لا ...اياك .. ستنقلين إلى الدار الآن .. هيا لا تخافي هناك من يهتم بك هناك؟
**********
د. نهى قاطرجي
بسم الله الرحمن الرحيم
أمسكت يارا سماعة الهاتف بيدها لفترة طويلة قبل أن تقرر طلب الرقم ، ثم رفعت سماعة الهاتف و قالت بصوت متهدج : ألو مرحبا : هنا الخط الساخن ؟
- نعم حبيبتي، من معي ؟
- اسمي يارا ، احتاج إلى استشارة، هل يمكن ان أزور مركزكم ؟
- اهلا وسهلا بك في أي وقت، هل تحبين أن نأتي نحن لعندك ، نحن مستعدون لذلك .. أم ..
- لا ، أن سآت ، أنا سآت ... شكرا لك ... العنوان من فضلك؟ ... شكرا ... شكرا .
أقفلت يارا الخط وشعرت بشيء من الارتياح، ليس لأنها طلبت المساعدة، فهي تعرف بأنها تستطيع أن تتخطى المشكلة ، بل لأنها وجدت من يستمع إلى مشكلتها من دون أن يضع اللوم عليها .
*******عندما دخلت يارا إلى مركز جميعة " حقي" للحماية من العنف الأسري ، لم يكن هناك أحد في استقبالها كما وعدوها، لذلك أخذت مكانا منزويا في طرف القاعة، وكأنها بذلك تخشى أن يراها أحد فيعرفها.
لم يمر وقت طويل حتى جاءت إحدى النسوة وهي تمسك بيد امرأة في العشرين من العمر تقريبا، وأجلستها على الكرسي ، وقالت لها : لن أتأخر عليك، اجلسي هنا، أنت الآن في أمان لا تخافي ...
خيم الصمت على المكان لفترة من الزمن قبل أن تقرر يارا أخذ المبادرة، وسألت الفتاة الجالسة أمامها :
- خير يا حبيبتي، ما بك، لماذا تبكين؟ وما هذه الآثار البادية على وجهك، من فعل بك هذا؟
- أجابت الفتاة والدموع تنهمر على خديها : إنه زوجي .
- زوجك... يا إلهي، هل يمكن لأحد ان يضرب بهذه الوحشية؟
- إنه مجرم ، هو يضربني كل يوم تقريباً منذ أن تزوجنا ؟ هكذا من دون سبب يهجم علي ويضربني ، لقد صبرت كثيرا على الموضوع، ولكني لم أعد احتمل، لذلك لجأت إلى هذه الجمعية بعد أن نسقت معها عبر الهاتف ؟
- ولكن الم تخبري أهلك بالأمر ؟
- لا لم أفعل ، إنهم يرفضون الحديث في الموضوع، ويضعون اللوم علي، لأني لا ألبي له طلباته ، ولا أطيعه كما يعتقدون ... مع أنني يشهد الله أني لا أجرؤ حتى على عدم إطاعته ... ولكن للأسف لا أحد يصدقني ...
- هوني عليك يا عزيزتي، أنا أصدقك فأنا هنا أيضاً لأن لدي مشكلة مع زوجي ، وإن كنت أقول الآن : الذي يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته ... ولكن ألم تحاولي أن ترفعي قضية ضده في المحكمة الشرعية وتطلبي الطلاق ..
- أطلب الطلاق .. وأين أذهب ؟ إذا كان أهلي يقفون معه فكيف أقنع القاضي بأني على حق ؟ ... ثم إن تجربتي مع المحكمة الشرعية لا تبشر بالخير، فعلى رغم الآثار البادية على وجهي، وتقرير الطبيب الشرعي، إلا انه لم يطلقوني منه، حتى اتنازل عن اولادي ... وطبعا لم أقبل، وكانت النتيجة جولات جديدة من العنف التي لا تنتهي ..
صمت جديد خيم على القاعة إلى ان تابت الفتاة الكلام فقالت:
- المشكلة أني تركت أولادي بين يديه ... أولادي يكسرون ظهري وبجبروني على العودة إليه في كل مرة ... ولكن الآن لم أعد ابالي، لم اعد أستطيع التحمل ... لذلك جئت إلى هنا ..
- ألم تخبري احدا بمكان وجودك .
- لا هم طلبوا مني ذلك، قالوا لي ألا أخبر أحدا، وهم سيحموني ويهتموا بي ...
أرادت يارا أن تكمل كلامها ولكن دخول المشرفة أنهت الحديث بينهما ..
طلبت المشرفة من المرأة أن توقع على أوراق خاصة، وأخبرتها بأنهم سيهتمون بها، وسينقلوها إلى دار للرعاية، وسيحاولون أن يحصلوا لها على الطلاق بعد فترة من الزمن ... ولكن المهم ألا يعلم أحد بمكان وجودها...
- ألا أستطيع ان أكلم أولادي، قالت الأم المتلهفة على أبنائها ...
- قطعا لا ...اياك .. ستنقلين إلى الدار الآن .. هيا لا تخافي هناك من يهتم بك هناك؟
**********