رونق الامل
25 Feb 2013, 02:06 PM
http://up.ala7ebah.com/img/JQY90135.jpg
جميلة بخيتان الحربي
تعتبر علاقة الأم بأبنائها وبناتها من أول و أهم العلاقات الإنسانية في الأسرة والمجتمع معاً.
هذه العلاقة التي تبدأ حتى قبل أن يولد الطفل، فهو يتأثر بالحالة النفسية للأم، فيشعر بالتوتر إذا توترت وبالانبساط والهدوء إذا هدأت.
وللأسف نجد أن كثيراً من الأبناء في زمننا هذا يتألمون أو يشعرون بفجوة في هذه العلاقة، فما السبب في ذلك يا ترى؟؟
هل هو انخراط المرأة في العمل أكثر من السابق؛ مما جعلها تنشغل عن دعم هذه العلاقة بتحقيق ذاتها في مجال العمل.
هل هو انشغال الأبناء أيضا؟ فمعظم أوقاتهم على الكمبيوتر، والجوال، والآيباد، والآيبود، و.. و.. وغيرها من الأجهزة التي تسرق وقتنا ووقتهم معاً، مما جعل كثيرا من الأسر تفتقد ذلك الجو الأسري الذي كانوا يقضونه معاً؛ مما أدى إلى انعدام الحوار الأسري.
ففي كثير من الأحيان حتى وان كانت الأسرة مجتمعة في مكانِ واحد، نجد كلا منهم مشغولا عن الآخر، فهذا مع الجوال، وذاك مع الآيباد، وتلك مع البلاك، وهؤلاء الأطفال مع التلفاز.
وغيرها من الأجهزة التي تجعل الشخص يتحدث مع نفسه دون أن يحدث من حوله.
و من أسباب الفجوة بين الأبوين وأبنائهم بالإضافة إلى افتقاد الحوار الأسري عدم رضا كلِ منهم عن الآخر.
فالأم غير راضية أو لنقل غير متقبلة لجسم ابنتها فأنتِ سمينة جداً، أو أنتِ نحيلة جداً. والابن شعره طويل، أو جسمه هزيل، و أنت مستواك الدراسي أقل من ابن الجيران أو من فلان.
ولاشك أن الأم من حقها أن توجه الأبناء إلى بعض الأمور التي قد يغفلون عنها، والتي تتعلق بالشكل والهندام و.. و .. إلخ ومن واجبها أن تعمل على رفع مستواهم الدراسي بالتشجيع.
لكن أن تصبح هذه العيوب التي تراها الأم محوراً لحديثها معهم؛ مما يجعلهم يصدون أو يبتعدون عن الحديث معها؛ حتى لا تسبب لهم ألماً نفسياً، أو جرحاً، ينتقص من تقديرهم لأنفسهم، فهي لا تجد حديثاً إلا في هذا الأمر محاولة ً تغييرهم بالشكل الذي يناسبها؛ متناسيةً كثيرا من الصفات الإيجابية والحسنة فيهم.
لذا يجب على الأم أولا: أن تتقبل ابنتها أو ابنها كما هو أو كما هي بكل ما فيه من صفات جسدية أو نفسية، وما فيه من مواهب وقدرات عقلية تزيد أو تنقص من شخص لآخر، ولا تحاول أن تقارنه أو تقارنها بغيرها من أبناء الأقارب والمعارف و ...و.... بحيث لا تطلب منهم فوق ما يستطيعون أو أن يقتدوا بشخصيات تختلف عن شخصياتهم.
وبعد هذا التقبل والرضا تسعى الأم لتعديل بعض السلوكيات أو التصرفات التي تراها.
وتبدأ بمنح أبنائها الثقة في أنفسهم، فأنت مميز في كذا وأنتِ رائعة في كذا، وبذلك تشعر الابنة مثلا بالرضا عن نفسها والتصالح معها، وتبدأ بالاهتمام بجسمها أو دراستها أو لتعمل على تطوير نفسها.
أما استخدام أسلوب التحبيط المستمر. والضغط النفسي، فمثل هذا الأسلوب يجعل أبناءك ينكمشون على أنفسهم، بعيدين عنك، وقد قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أعينوا أبناءكم على بركم".
إن أبناءنا وبناتنا أمانة، نحن مساءلون عنها أمام الله فلنمنحهم الحب والثقة.
منقول
جميلة بخيتان الحربي
تعتبر علاقة الأم بأبنائها وبناتها من أول و أهم العلاقات الإنسانية في الأسرة والمجتمع معاً.
هذه العلاقة التي تبدأ حتى قبل أن يولد الطفل، فهو يتأثر بالحالة النفسية للأم، فيشعر بالتوتر إذا توترت وبالانبساط والهدوء إذا هدأت.
وللأسف نجد أن كثيراً من الأبناء في زمننا هذا يتألمون أو يشعرون بفجوة في هذه العلاقة، فما السبب في ذلك يا ترى؟؟
هل هو انخراط المرأة في العمل أكثر من السابق؛ مما جعلها تنشغل عن دعم هذه العلاقة بتحقيق ذاتها في مجال العمل.
هل هو انشغال الأبناء أيضا؟ فمعظم أوقاتهم على الكمبيوتر، والجوال، والآيباد، والآيبود، و.. و.. وغيرها من الأجهزة التي تسرق وقتنا ووقتهم معاً، مما جعل كثيرا من الأسر تفتقد ذلك الجو الأسري الذي كانوا يقضونه معاً؛ مما أدى إلى انعدام الحوار الأسري.
ففي كثير من الأحيان حتى وان كانت الأسرة مجتمعة في مكانِ واحد، نجد كلا منهم مشغولا عن الآخر، فهذا مع الجوال، وذاك مع الآيباد، وتلك مع البلاك، وهؤلاء الأطفال مع التلفاز.
وغيرها من الأجهزة التي تجعل الشخص يتحدث مع نفسه دون أن يحدث من حوله.
و من أسباب الفجوة بين الأبوين وأبنائهم بالإضافة إلى افتقاد الحوار الأسري عدم رضا كلِ منهم عن الآخر.
فالأم غير راضية أو لنقل غير متقبلة لجسم ابنتها فأنتِ سمينة جداً، أو أنتِ نحيلة جداً. والابن شعره طويل، أو جسمه هزيل، و أنت مستواك الدراسي أقل من ابن الجيران أو من فلان.
ولاشك أن الأم من حقها أن توجه الأبناء إلى بعض الأمور التي قد يغفلون عنها، والتي تتعلق بالشكل والهندام و.. و .. إلخ ومن واجبها أن تعمل على رفع مستواهم الدراسي بالتشجيع.
لكن أن تصبح هذه العيوب التي تراها الأم محوراً لحديثها معهم؛ مما يجعلهم يصدون أو يبتعدون عن الحديث معها؛ حتى لا تسبب لهم ألماً نفسياً، أو جرحاً، ينتقص من تقديرهم لأنفسهم، فهي لا تجد حديثاً إلا في هذا الأمر محاولة ً تغييرهم بالشكل الذي يناسبها؛ متناسيةً كثيرا من الصفات الإيجابية والحسنة فيهم.
لذا يجب على الأم أولا: أن تتقبل ابنتها أو ابنها كما هو أو كما هي بكل ما فيه من صفات جسدية أو نفسية، وما فيه من مواهب وقدرات عقلية تزيد أو تنقص من شخص لآخر، ولا تحاول أن تقارنه أو تقارنها بغيرها من أبناء الأقارب والمعارف و ...و.... بحيث لا تطلب منهم فوق ما يستطيعون أو أن يقتدوا بشخصيات تختلف عن شخصياتهم.
وبعد هذا التقبل والرضا تسعى الأم لتعديل بعض السلوكيات أو التصرفات التي تراها.
وتبدأ بمنح أبنائها الثقة في أنفسهم، فأنت مميز في كذا وأنتِ رائعة في كذا، وبذلك تشعر الابنة مثلا بالرضا عن نفسها والتصالح معها، وتبدأ بالاهتمام بجسمها أو دراستها أو لتعمل على تطوير نفسها.
أما استخدام أسلوب التحبيط المستمر. والضغط النفسي، فمثل هذا الأسلوب يجعل أبناءك ينكمشون على أنفسهم، بعيدين عنك، وقد قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أعينوا أبناءكم على بركم".
إن أبناءنا وبناتنا أمانة، نحن مساءلون عنها أمام الله فلنمنحهم الحب والثقة.
منقول