رونق الامل
25 Feb 2013, 02:37 PM
http://up.ala7ebah.com/img/beR91904.jpg
رانية طه الودية
لقد بدا هذا اليوم كأنه صباح عادي.. فيه من الروتين الشيء الكثير.
استيقاظ.. فتهيؤ للخروج للعمل.. أفكار متطايرة عن يوم عمل جديد.. هكذا كانت بدايته.
غير أنه تميز بالزيارة المفاجئة لصديقه.. لم تكن زيارة عادية, بل وداع صديق مسافر يتأمل من صديقه حفظ صندوق من المُقتنيات الثمينة عنده إلى أن يعود من سفره.
رغم أن هذا الطلب يظهر للعيان اعتيادياً.. إلا أنه يحمل الكثير من العبء فهي أمانة ثقيلة.
ومن هنا كانت البداية، فعلى قدر ما طمأن صديقه أن أمانته ستكون كما تركها تماماً.. إلا أنه في الوقت نفسه بدأت تعصف به أعاصير القلق.
و بدأت الخواطر تتقافز في مُخيلته عن الطريقة المُثلى للحفاظ على الأمانة.
فبدا حديث النفس ساحة صراع؛ أأترك الصندوق وأنصرف لعملي؟
هل آمن عليه في البيت.. أم آخذه معي؟
أين أتركه لأطمئن؟
تأخر الوقت.. لا لن أخرج قبل الاطمئنان على مكان آمن له.
هنا أفضل.. لا بل هنا آمن.. لا ربما هذا المكان لا يخطر على البال.
كلها أحاديث نفس جالت خاطره لثوان، لكن أرهقته وأثقلت كاهله.
لم يكن يخشى على البيت من قبل. بل كان يشعر أن البيت آمن. لكن الآن اختلف كل شيء.
انطلق للعمل وفكره منشغل بالصندوق. وتحولت الأفكار التي كانت تغزوه كل يوم من أفكار في العمل، إلى أفكار عن الصندوق وطرق المحافظة عليه.
فكان بداخله صرخة تتردد كلما انشغل.. الأمانة .. الأمانة.
بعد انتهاء الدوام.. لا مجال لمسامرة الزملاء، بل انطلاق سريع نحو المنزل في محاولة للاطمئنان عليه.
هكذا بدت حياته مختلفةً، و مُتمحورةً حول أمانة جل همه الحفاظ عليها من الضياع.
نعم الأمانة ثقيلة والحفاظ عليها يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد الفكري والنفسي والجسمي.
الكثير منا يمتلك أمانة غالية. أغلى من صندوق المقتنيات الثمينة. إذ إن كل ما بالصندوق يمكن تعويضه.. أما ما يملكه الكثيرون من ذرية فلا يمكن تعويضه إن ضاعت أو فُقدت.
وسنكون حُفاظاً لها بقدر ما تشغل بالنا في البحث عن طرق لحمايتها.
وإعطائها اهتماماً كبيراً يوازي حجم الأمانة ذاتها.
ونتفقدها في كل وقت.. لتكون تحت أعيننا دائماً.
لنحميها من شرور قد تجهل خطرها. ونوجهها لكل ما ينفعها. فهي أملنا في المستقبل.
وأن تكون آخر ما نتركه عند انشغالنا. وأول ما نتفقده عند عودتنا.
وأن يلهج لساننا بالدعاء لهم ليحفظهم الله.
فكلما تعاملنا معهم بأسلوب الأمانة.. كلما استطعنا الحفاظ عليهم وتربيتهم خير تربية.
وعلينا أن لا ننسى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"رواه البخاري و مسلم.
فلذا نقول.. الأمانة بين يديك .. فما أنت فاعل بها!
منقوول
رانية طه الودية
لقد بدا هذا اليوم كأنه صباح عادي.. فيه من الروتين الشيء الكثير.
استيقاظ.. فتهيؤ للخروج للعمل.. أفكار متطايرة عن يوم عمل جديد.. هكذا كانت بدايته.
غير أنه تميز بالزيارة المفاجئة لصديقه.. لم تكن زيارة عادية, بل وداع صديق مسافر يتأمل من صديقه حفظ صندوق من المُقتنيات الثمينة عنده إلى أن يعود من سفره.
رغم أن هذا الطلب يظهر للعيان اعتيادياً.. إلا أنه يحمل الكثير من العبء فهي أمانة ثقيلة.
ومن هنا كانت البداية، فعلى قدر ما طمأن صديقه أن أمانته ستكون كما تركها تماماً.. إلا أنه في الوقت نفسه بدأت تعصف به أعاصير القلق.
و بدأت الخواطر تتقافز في مُخيلته عن الطريقة المُثلى للحفاظ على الأمانة.
فبدا حديث النفس ساحة صراع؛ أأترك الصندوق وأنصرف لعملي؟
هل آمن عليه في البيت.. أم آخذه معي؟
أين أتركه لأطمئن؟
تأخر الوقت.. لا لن أخرج قبل الاطمئنان على مكان آمن له.
هنا أفضل.. لا بل هنا آمن.. لا ربما هذا المكان لا يخطر على البال.
كلها أحاديث نفس جالت خاطره لثوان، لكن أرهقته وأثقلت كاهله.
لم يكن يخشى على البيت من قبل. بل كان يشعر أن البيت آمن. لكن الآن اختلف كل شيء.
انطلق للعمل وفكره منشغل بالصندوق. وتحولت الأفكار التي كانت تغزوه كل يوم من أفكار في العمل، إلى أفكار عن الصندوق وطرق المحافظة عليه.
فكان بداخله صرخة تتردد كلما انشغل.. الأمانة .. الأمانة.
بعد انتهاء الدوام.. لا مجال لمسامرة الزملاء، بل انطلاق سريع نحو المنزل في محاولة للاطمئنان عليه.
هكذا بدت حياته مختلفةً، و مُتمحورةً حول أمانة جل همه الحفاظ عليها من الضياع.
نعم الأمانة ثقيلة والحفاظ عليها يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد الفكري والنفسي والجسمي.
الكثير منا يمتلك أمانة غالية. أغلى من صندوق المقتنيات الثمينة. إذ إن كل ما بالصندوق يمكن تعويضه.. أما ما يملكه الكثيرون من ذرية فلا يمكن تعويضه إن ضاعت أو فُقدت.
وسنكون حُفاظاً لها بقدر ما تشغل بالنا في البحث عن طرق لحمايتها.
وإعطائها اهتماماً كبيراً يوازي حجم الأمانة ذاتها.
ونتفقدها في كل وقت.. لتكون تحت أعيننا دائماً.
لنحميها من شرور قد تجهل خطرها. ونوجهها لكل ما ينفعها. فهي أملنا في المستقبل.
وأن تكون آخر ما نتركه عند انشغالنا. وأول ما نتفقده عند عودتنا.
وأن يلهج لساننا بالدعاء لهم ليحفظهم الله.
فكلما تعاملنا معهم بأسلوب الأمانة.. كلما استطعنا الحفاظ عليهم وتربيتهم خير تربية.
وعلينا أن لا ننسى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"رواه البخاري و مسلم.
فلذا نقول.. الأمانة بين يديك .. فما أنت فاعل بها!
منقوول