ام حفصه
04 Mar 2013, 12:44 PM
http://awda-dawa.com/App/Upload/articles/15615.jpg
د. فايز أبو شمالة
المشهد نفسه الذي رأيتموه في الغابة يتكرر في غرف التحقيق الإسرائيلية، حين تلتقي مجموعة من الضباع الجائعة على جسد الفريسة، بعد أن تحاصرها، وتتعلق بعرقوبها، وتنقض عليها، وهي بين الموت والحياة، تنهش أعضاءها التناسلية، وتلغ في أحشائها، وتقضم لحمها، دون أن يطبق أحدهم أنيابه على عنقها، فالوحوش الإسرائيلية لا تريد للفريسة أن تموت بسرعة، يريدون الفلسطيني حياً، يقدم لهم المعلومة، ويشهد بما لم ير، ولم يسمع، كي يضمنوا له إقامة دائمة في السجون، ويجعلوا منه عبرةً لم اعتبر.
الفلسطيني عند الإسرائيليين متهمٌ طالما لم يخن، فإن خان، يصير في نظرهم حاوية نفايات قذرة، يتوجب التخلص من قرفها على أول مفترق، وفي أمثال اليهود الموروثة يقولون: لا يؤتمن العربي بعد أربعين سنة من موته، لذلك حين أشرف البروفسور اليهودي يهودا هيس رئيس مركز الطب الشرعي في "أبو كبير" على فحص جثمان الشهيد عرفات جرادات كان يهدف من ذلك التأكد من الوفاة، قبل أن تفرج إدارة السجون عن الجثمان، ولم يكن الهدف هو معرفة سبب الوفاة، الذي بات معروفاً للقاصي والداني، ولاسيما أن البروفسور اليهودي هيس قد اعتاد على نزع أحشاء العرب الذين استشهدوا في الانتفاضة، ودأب على بيعها لمراكز الأبحاث الطبية والمستشفيات اليهودية، وهذا ما كشف عنه التلفاز الإسرائيلي، الذي تشكك في أمانته الطبية سنة 2009.
الشهيد عرفات جرادات فارق الحياة لأنه صمد تحت التعذيب، ولم يقدم المعلومة التي انتظرها المحقق اليهودي الحاقد، والتي كان سيفتخر فيها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، الجنرال آفي مزراحي، الذي قال في برنامج واجه الصحافة: منذ شهر نوفمبر 2012 وحتى نهاية يناير 2013 تمكنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إحباط 18 محاولة من قبل مجموعات فلسطينية لأسر جنود من جيش الاحتلال.
الجنرال اليهودي القاتل آفي مزراحي يعترف بالفضل لذوي الفضل حين اعترف علانية بأن الجيش الإسرائيلي تمكن من الحفاظ على الهدوء النسبي في أرجاء الضفة الغربية المحتلة بفضل التعاون والتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
ما يحزن أن عرفات جرادات استشهد في أقبية التحقيق رغم تواصل التنسيق الأمني، وما يحزن أكثر؛ أن الرد الشعبي قد ارتقى إلى مستوى الجريمة، حين شرع شباب فلسطين بالانتفاضة على الصهاينة، بينما الرد الرسمي للسلطة الفلسطينية لم يرق إلى جسامة الحدث، فلم يصدر عن أي مسئول فلسطيني ما يشير إلى توقف التنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، واكتفىوا بالتصريحات اللفظية من شجبٍ واستنكارٍ وتحميل مسئولية.
منقول ----
د. فايز أبو شمالة
المشهد نفسه الذي رأيتموه في الغابة يتكرر في غرف التحقيق الإسرائيلية، حين تلتقي مجموعة من الضباع الجائعة على جسد الفريسة، بعد أن تحاصرها، وتتعلق بعرقوبها، وتنقض عليها، وهي بين الموت والحياة، تنهش أعضاءها التناسلية، وتلغ في أحشائها، وتقضم لحمها، دون أن يطبق أحدهم أنيابه على عنقها، فالوحوش الإسرائيلية لا تريد للفريسة أن تموت بسرعة، يريدون الفلسطيني حياً، يقدم لهم المعلومة، ويشهد بما لم ير، ولم يسمع، كي يضمنوا له إقامة دائمة في السجون، ويجعلوا منه عبرةً لم اعتبر.
الفلسطيني عند الإسرائيليين متهمٌ طالما لم يخن، فإن خان، يصير في نظرهم حاوية نفايات قذرة، يتوجب التخلص من قرفها على أول مفترق، وفي أمثال اليهود الموروثة يقولون: لا يؤتمن العربي بعد أربعين سنة من موته، لذلك حين أشرف البروفسور اليهودي يهودا هيس رئيس مركز الطب الشرعي في "أبو كبير" على فحص جثمان الشهيد عرفات جرادات كان يهدف من ذلك التأكد من الوفاة، قبل أن تفرج إدارة السجون عن الجثمان، ولم يكن الهدف هو معرفة سبب الوفاة، الذي بات معروفاً للقاصي والداني، ولاسيما أن البروفسور اليهودي هيس قد اعتاد على نزع أحشاء العرب الذين استشهدوا في الانتفاضة، ودأب على بيعها لمراكز الأبحاث الطبية والمستشفيات اليهودية، وهذا ما كشف عنه التلفاز الإسرائيلي، الذي تشكك في أمانته الطبية سنة 2009.
الشهيد عرفات جرادات فارق الحياة لأنه صمد تحت التعذيب، ولم يقدم المعلومة التي انتظرها المحقق اليهودي الحاقد، والتي كان سيفتخر فيها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، الجنرال آفي مزراحي، الذي قال في برنامج واجه الصحافة: منذ شهر نوفمبر 2012 وحتى نهاية يناير 2013 تمكنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إحباط 18 محاولة من قبل مجموعات فلسطينية لأسر جنود من جيش الاحتلال.
الجنرال اليهودي القاتل آفي مزراحي يعترف بالفضل لذوي الفضل حين اعترف علانية بأن الجيش الإسرائيلي تمكن من الحفاظ على الهدوء النسبي في أرجاء الضفة الغربية المحتلة بفضل التعاون والتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
ما يحزن أن عرفات جرادات استشهد في أقبية التحقيق رغم تواصل التنسيق الأمني، وما يحزن أكثر؛ أن الرد الشعبي قد ارتقى إلى مستوى الجريمة، حين شرع شباب فلسطين بالانتفاضة على الصهاينة، بينما الرد الرسمي للسلطة الفلسطينية لم يرق إلى جسامة الحدث، فلم يصدر عن أي مسئول فلسطيني ما يشير إلى توقف التنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، واكتفىوا بالتصريحات اللفظية من شجبٍ واستنكارٍ وتحميل مسئولية.
منقول ----