ام حفصه
17 Mar 2013, 08:03 PM
http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.0.400.400/p403x403/625531_498747366828848_1200707831_n.jpg
يتعهد الوالدان إبنتهم بالرعاية , فتكبر أمامهما يوماَ بعد يوم , و تبدو متفتحة مثل الزهرة بألوانها فتسعد عيونهما وقلوبهما برؤيتها
ويظل يتدفق عليها الحب و التدليل والعطاء من والديها , ثم يبدآن بعد ذلك في تجهيزها و إعدادها لاستلام مهمتها التى خلقت من أجلها لتواصل سنة الحياة , فتبدأ تتساقط دمعاتهما عندما تخرج من بيتهما إلي بيت زوجها حيث تكون هذه اللحظة هى آخر المطاف لإتمام تلك الرسالة تجاهها ..
وربما في بداية زواجها تبقي فترتها الأولي متعلقة بالبيت الذى تربت وترعرعت فيه , فتواصلهما بالسؤال , وبعض الزيارات ..
حتى أن يرزقها الله تعالى بالأولاد فتلتحم حياتها بالأعباء و الضغوط , فتقابلها مسئولية أولادها ورعايتهم ومسئولية الصغار منهم و مسئولية زوجها التائه وسط كل هذه المهام !
فتبدأ في تقليل الزيارات تجاه أبويها , ثم تتباعد تلك الزيارات تدريجياَ ,حتى يصل السؤال عنهما بعد ذلك عن طريق الجوال ليس إلا !
لا شك أن قلوب الأبوين لترتجف لذلك البعد , شوقا لرؤيتها , فقط يريدان منها ان يطمئنا عليها ويسمعا عنها كل خير , رغم لهفتهما عليها و شوقهما إليها .
لكننا ههنا نتساءل : إلى من نترك هؤلاء الآباء والأمهات ؟!
فبعد مرور الزمان لاشك أنهم لم يبقوا علي حالهم , فقد أكلت الأيام شبابهم و حيويتهم , فهل نتركهم لأنفسهم التي كبرت وضعفت , أم لزوجة إبن لترعاهم ؟ ( وقد أفسد الإعلام أفكار النساء وصور لهم أم الزوج بأوصاف كلها تتسم بالظلم )
لاشك أن الأحق برعايتهما هي ابنتهما التي منحوها كل غال وسمين من حياتهم
فزوجة الابن غير مكلفة برعايتهما , و إن فعلت ذلك فإنما تفعله لوجه الله تعالي أو بنية إرضاء زوجها
لكن هناك من زوجات الأبناء من لا ينظرن لذلك الثواب ولا لطاعة الزوج , بل تريد كل منهن أخذ زوجها من أبويه , و كأنه أصبح ملكاَ لها , و ليس لأبويه بعد ذلك عليه أى حقوق , وللأسف بعض الأزواج يرضخون لتسلط تلك الزوجة !!
و علي الجانب الآخر فقد تتحجج بناتهن , فإحداهن تلقي اللوم علي زوجها وتصفه بأنه شديد القسوة و قد يمنعها من الخروج في معظم الأوقات !
و أخرى تتحجج بأنها امرأة عاملة , فهي في الصباح في عملها , وتعود مهرولة إلي أولادها و بيتها , و كل همها مباشرة رعاية اسرتها , إلي أن تنتهي طاقتها فلا تستطيع المواصلة لرعاية ابويها
وتتلاحق الأيام , حتى تصل للشهر و الشهرين دون زيارة أبويها , وربما دون السؤال عنهما ..!
و أخريات يعترفن بالتقصير , ورغم ذلك يكون تواصلهن لآبائهن لايزيد عن مجرد كلمات في الجوال تقولها إحداهن ويداها مشغولتان بعمل آخر
ماأردت قوله ههنا أنه لابد على هؤلاء النساء أن يتيقظن من تلك الغفلة التي عادة لا يفيقن منها إلا بعد فوات الأوان !
لا شك أننا نقدر معاناة كل زوجة ومسئولة في بيتها , وعليها من الحقوق والواجبات ماعليها , لكن لابد – على اية حال - أن يحققن الموازنة لإرضاء الزوج والأولاد و لا ينسين حق و إرضاء الأبوين أيضاَ .
أما إن كان بعض الأزواج فعلاَ يمنع زوجته من الخروج حتى لأبويها , فأعرض لكم نموذجا لامرأة أعرفها كان زوجها فعلاَ شديدا عليها , و كثيرا ما يمنعها من الخروج لأبويها , لكنها عندما لجأت إلى الله تعالى ودعت ربها , ثم قامت بأداء دور إيجابي في رعاية أم زوجها التى أصابها مرض شديد , تقول : لقد افترشت لأم زوجى سريراَ بجانب أولادى فعاشت معنا , وكنت عندما أجهز الطعام أقوم أولاَ بإطعامها بيدى فأضع في فمها الملعقة قبل أن أضعها في فم أولادى , كنت أرغب فى ثوابى من الله تعالي , فلما وجد زوجى و رأى بعينيه كم أنا أرعى أمه تغيرت معاملته لى تغيراَ جذرياَ و أصبح إنسانا آخر !
فقد حققت تلك الزوجة بحكمتها و ذكائها و خوفها و تقواها لله تعالي التوفيق فى كسب محبة زوجها , فما كان بعد ذلك يمنعها أبدا من الخروج لزيارة أبويها أو لأى شيء تريده قط .
أم أخرى وجدت نفسها وحدها برغم مالديها من الأولاد والبنات , فالأولاد في شغلهم وتجارتهم وسفرهم , وبناتها عاملات متزوجات , وتظل هي تحكي للجدران قصتها , ويسمع جيرانها شكواها وأنينها بينما هي في ظلمة ليل بهيم ..
فلماذا لاتجعل ابنتها تلك العاملة - التي تتحجج بأن الوقت ينتهي وتفقد قواها دون الاستطاعة للخروج لزيارة أبويها - يوما خاصا كيوم إجازتها لزيارتهما , أو تبحث مع زوجها عن طريق آخر تقوم فيه بدورها
إن الآباء غالبا غير محتاجين للدعم المادي من بناتهم , إنما يحتاجون أن تصلهم مشاعر الحنان والعطف منهن , ولا افضل من مواصلتهن بالزيارة , فقد أوصانا الله تعالى بالوالدين في كتابه الكريم قال سبحانه :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ... الآيات "
إن وقت الكبر لدى الابوين من أهم أوقات البر إذ إنهما في ذلك العمر يكونان في أمس حاجة للخدمة والرعاية , بل إن منهما من يكون عاجزا عن خدمة نفسه , ومنهم من لايستطيع في كثير من الأوقات أن يقوم من سريره لشرب جرعة ماء !
ليتنا نواصل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر " ..
ولتعلم أن ما نقدمه لآبائنا لهو مكتوب لنا وعلينا , وفي الدنيا ولاشك سترد إلينا بضاعتنا , وسنجد ابناءنا يفعلون معنا ما كنا نفعل بآبائنا وأمهاتنا , ثم يوم القيامة يكون الجزاء الكامل , ندعو الله ربنا أن يجعل خير أيامنا خواتيمها ويوم لقائه .
مما قرأت
يتعهد الوالدان إبنتهم بالرعاية , فتكبر أمامهما يوماَ بعد يوم , و تبدو متفتحة مثل الزهرة بألوانها فتسعد عيونهما وقلوبهما برؤيتها
ويظل يتدفق عليها الحب و التدليل والعطاء من والديها , ثم يبدآن بعد ذلك في تجهيزها و إعدادها لاستلام مهمتها التى خلقت من أجلها لتواصل سنة الحياة , فتبدأ تتساقط دمعاتهما عندما تخرج من بيتهما إلي بيت زوجها حيث تكون هذه اللحظة هى آخر المطاف لإتمام تلك الرسالة تجاهها ..
وربما في بداية زواجها تبقي فترتها الأولي متعلقة بالبيت الذى تربت وترعرعت فيه , فتواصلهما بالسؤال , وبعض الزيارات ..
حتى أن يرزقها الله تعالى بالأولاد فتلتحم حياتها بالأعباء و الضغوط , فتقابلها مسئولية أولادها ورعايتهم ومسئولية الصغار منهم و مسئولية زوجها التائه وسط كل هذه المهام !
فتبدأ في تقليل الزيارات تجاه أبويها , ثم تتباعد تلك الزيارات تدريجياَ ,حتى يصل السؤال عنهما بعد ذلك عن طريق الجوال ليس إلا !
لا شك أن قلوب الأبوين لترتجف لذلك البعد , شوقا لرؤيتها , فقط يريدان منها ان يطمئنا عليها ويسمعا عنها كل خير , رغم لهفتهما عليها و شوقهما إليها .
لكننا ههنا نتساءل : إلى من نترك هؤلاء الآباء والأمهات ؟!
فبعد مرور الزمان لاشك أنهم لم يبقوا علي حالهم , فقد أكلت الأيام شبابهم و حيويتهم , فهل نتركهم لأنفسهم التي كبرت وضعفت , أم لزوجة إبن لترعاهم ؟ ( وقد أفسد الإعلام أفكار النساء وصور لهم أم الزوج بأوصاف كلها تتسم بالظلم )
لاشك أن الأحق برعايتهما هي ابنتهما التي منحوها كل غال وسمين من حياتهم
فزوجة الابن غير مكلفة برعايتهما , و إن فعلت ذلك فإنما تفعله لوجه الله تعالي أو بنية إرضاء زوجها
لكن هناك من زوجات الأبناء من لا ينظرن لذلك الثواب ولا لطاعة الزوج , بل تريد كل منهن أخذ زوجها من أبويه , و كأنه أصبح ملكاَ لها , و ليس لأبويه بعد ذلك عليه أى حقوق , وللأسف بعض الأزواج يرضخون لتسلط تلك الزوجة !!
و علي الجانب الآخر فقد تتحجج بناتهن , فإحداهن تلقي اللوم علي زوجها وتصفه بأنه شديد القسوة و قد يمنعها من الخروج في معظم الأوقات !
و أخرى تتحجج بأنها امرأة عاملة , فهي في الصباح في عملها , وتعود مهرولة إلي أولادها و بيتها , و كل همها مباشرة رعاية اسرتها , إلي أن تنتهي طاقتها فلا تستطيع المواصلة لرعاية ابويها
وتتلاحق الأيام , حتى تصل للشهر و الشهرين دون زيارة أبويها , وربما دون السؤال عنهما ..!
و أخريات يعترفن بالتقصير , ورغم ذلك يكون تواصلهن لآبائهن لايزيد عن مجرد كلمات في الجوال تقولها إحداهن ويداها مشغولتان بعمل آخر
ماأردت قوله ههنا أنه لابد على هؤلاء النساء أن يتيقظن من تلك الغفلة التي عادة لا يفيقن منها إلا بعد فوات الأوان !
لا شك أننا نقدر معاناة كل زوجة ومسئولة في بيتها , وعليها من الحقوق والواجبات ماعليها , لكن لابد – على اية حال - أن يحققن الموازنة لإرضاء الزوج والأولاد و لا ينسين حق و إرضاء الأبوين أيضاَ .
أما إن كان بعض الأزواج فعلاَ يمنع زوجته من الخروج حتى لأبويها , فأعرض لكم نموذجا لامرأة أعرفها كان زوجها فعلاَ شديدا عليها , و كثيرا ما يمنعها من الخروج لأبويها , لكنها عندما لجأت إلى الله تعالى ودعت ربها , ثم قامت بأداء دور إيجابي في رعاية أم زوجها التى أصابها مرض شديد , تقول : لقد افترشت لأم زوجى سريراَ بجانب أولادى فعاشت معنا , وكنت عندما أجهز الطعام أقوم أولاَ بإطعامها بيدى فأضع في فمها الملعقة قبل أن أضعها في فم أولادى , كنت أرغب فى ثوابى من الله تعالي , فلما وجد زوجى و رأى بعينيه كم أنا أرعى أمه تغيرت معاملته لى تغيراَ جذرياَ و أصبح إنسانا آخر !
فقد حققت تلك الزوجة بحكمتها و ذكائها و خوفها و تقواها لله تعالي التوفيق فى كسب محبة زوجها , فما كان بعد ذلك يمنعها أبدا من الخروج لزيارة أبويها أو لأى شيء تريده قط .
أم أخرى وجدت نفسها وحدها برغم مالديها من الأولاد والبنات , فالأولاد في شغلهم وتجارتهم وسفرهم , وبناتها عاملات متزوجات , وتظل هي تحكي للجدران قصتها , ويسمع جيرانها شكواها وأنينها بينما هي في ظلمة ليل بهيم ..
فلماذا لاتجعل ابنتها تلك العاملة - التي تتحجج بأن الوقت ينتهي وتفقد قواها دون الاستطاعة للخروج لزيارة أبويها - يوما خاصا كيوم إجازتها لزيارتهما , أو تبحث مع زوجها عن طريق آخر تقوم فيه بدورها
إن الآباء غالبا غير محتاجين للدعم المادي من بناتهم , إنما يحتاجون أن تصلهم مشاعر الحنان والعطف منهن , ولا افضل من مواصلتهن بالزيارة , فقد أوصانا الله تعالى بالوالدين في كتابه الكريم قال سبحانه :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ... الآيات "
إن وقت الكبر لدى الابوين من أهم أوقات البر إذ إنهما في ذلك العمر يكونان في أمس حاجة للخدمة والرعاية , بل إن منهما من يكون عاجزا عن خدمة نفسه , ومنهم من لايستطيع في كثير من الأوقات أن يقوم من سريره لشرب جرعة ماء !
ليتنا نواصل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر " ..
ولتعلم أن ما نقدمه لآبائنا لهو مكتوب لنا وعلينا , وفي الدنيا ولاشك سترد إلينا بضاعتنا , وسنجد ابناءنا يفعلون معنا ما كنا نفعل بآبائنا وأمهاتنا , ثم يوم القيامة يكون الجزاء الكامل , ندعو الله ربنا أن يجعل خير أيامنا خواتيمها ويوم لقائه .
مما قرأت