ام حفصه
20 Mar 2013, 09:04 AM
http://www.almoslim.net/files/images/3313151469426.thumbnail.jpg
السؤال:
ابني يبلغ من العمر تسع سنوات ونصف، لديه حبٌّ لترديد الكلمات غير اللائقة، ومستهترٌ بكلِّ شيء، بأخلاقه، بصلاته، بكتابة واجباته المدرسيَّة، ولا يسمع النُّصح إلا إذا هدَّدته بإخفاء الآيباد عنه، فإنَّه يتوب ويرعوي.
سؤالي: كيف أتعامل معه؟. وماهو الأسلوب الأنسب لتربيته؟. وشكرًا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...
أختي العزيزة: أشكركِ على ثقتكِ، بموقع المسلم، ومتابعتكِ له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاً لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظَّاً لمخلوق..آمين.
أختي الكريمة: أنت تذكرين أنَّ ولدك عمره تسع سنوات ونصف، ويردِّد كلمات غير لائقة، ومستهتر وغير مهتم بالآداب والأخلاق والتَّعليم والدِّراسة، ولا يستمع للنُّصح إلا بمنعه من الآيباد، وتسألين عن كيفية تربيته والتَّعامل معه، خيرًا صنعت بتواصلك مع موقع المسلم، فقد قال الله تعالى: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)النحل: 43. وإخوانك في موقع المسلم يرشدونك ويدلونك على الطُّرق التَّربويَّة في معالجة أخطاء ولدك، وإليك العلاج التَّربوي لولدك – هداه الله وأصلحه – من خلال النِّقاط الآتية:
أولاً: انتبهي: الوالدان قدوة.
أسرة الطِّفل هي المؤثِّر الأول في سلوكه وأخلاقه، فإذا ابتعدت عن ألفاظ السِّباب ابتعد عنها أطفالها، وإن خرجت من أفواههم تأثَّروا بها فيكرِّرونها مثلهم، علِّميه إذا أخطأ أن يقول: آسف..أعتذر... سامحني، وإذا خُدم أن يقول: جزاك الله خيرًا..شكرًا، وإذا طلب أن يقول: لو سمحت..لو تكرَّمت..لو تفضلت، وإذا أراد الانصراف أن يقول: أستأذن.. عن إذنك..أتأذن لي. كرِّري عليه أن يتلفَّظ بهذه الألفاظ، ولا تملِّي من تكرار ذلك عليه، حتى يصبح سجيَّة له، ومع مرور الزَّمن يعتاد اللَّفظ الطَّيب، ويبتعد رويدًا رويدً عن اللَّفظ القبيح، فخير ما اشتغلت به تربية ولدك تربية صالحة، إذاً عوِّديه التَّلفظ بألفاظ طيِّبة، وأنكري عليه أي لفظ نابٍِ بذئ، واحذري أن تكوني وأبيه وإخوته الكبار ممن يتلفَّظون بألفاظ نابية سيِّئة، سيحرجكم بقوله: أنتم تقولون ذلك.. وأنتم تفعلون فعلي..
ثانيًا: راقبي أصحابه وأقرانه.
كلُّ قرين بالمقارن يقتدي، لا تتركي ولدك مع كلِّ ولد، ربِّيه على ألا يرافق من هو دونه، ولا يمشي ويلعب مع من هو أكبر منه، قولي له: العب مع أمثالك، ومن هم في سنِّك، ولا تلعب وتماشي فلان، والعب وماشي فلان، ذاك الأول ولد سيئ، وهذا ولد صالح، وليكن تعاملك معه برفق مع المتابعة، ولا تملِّي فشياطين الجنِّ والإنس لا يملُّوا من شدِّ ولدك إلى الانحراف والزَّيغ، ولا تجاملي أحدًا في تربية أولادك، ولا تقولي يجالس ويرافق ابن عمه أو ابن خاله، وهذا القريب له سلوك منحرف، وأنت تعلمي ذلك وتجاملي، لا، صدِّيه عنه وبكلِّ صرامة، ونبِّهي أهل الولد على خلق ولدهم ليعالجوه قبل أن يستفحل فيه ذلك الخلق، فأنتِ تهديهم أجمل هدية لو كانوا يعقلون، ويحرصون على تربية ولدهم تربية حسنة.
ثالثًا: لا تضخِّمي فعله السَّيئ أكثر من اللازم.
حاولي قدر المستطاع عدم تضخيم الأمر، ولا تعطه اهتمامًا أكثر من اللازم، تظاهري بعدم المبالاة حتَّى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحًا يشهره الطفل متى أراد، سواء بنية اللَّعب والمرح، أو بنيَّة الردِّ على سلوك أبويٍّ لا يعجبه، وبهذا تنسحب تلك الألفاظ من ساحة اهتمامه، وتكراره لها بمفرده ليس ممتعًا إذا لم يجد من يشاركه فيها، امدحي أمامه الكلام الجميل، قولي وهو يسمعك: ما أجمل أن يقول الإنسان كذا، وما أحلى أن يقول الإنسان كذا، وما أحسن قول كذا في موقف كذا، وأثنِ أمامه على تصرُّفات أحد أصحابه الطَّيبة، ومعاملته الحسنة مع النَّاس، امدحي أمامه ابن الجيران الذي في سنِّه، وهو ذو خلق حسن، ثمَّ اذكري من أخلاقه وسلوكه الطَّيب، وهو يسمع دون توجيه الكلام له بشكل مباشر، ابن جيراننا فلان – ما شاء الله عليه – أراه كلما أذَّن المؤذن يذهب للصَّلاة، وأراه عند صلاة العصر، يأخذ مصحفه معه؛ ليتعلَّم القرآن الكريم في حلقة التَّحفيظ في المسجد، وأراه يساعد والده، ويحمل الأمتعة مع والده، عندما يقدم من السُّوق..
رابعًا: متابعة زيارة المدرسة.
لا بدَّ من وقوف الوالد على سلوكيَّات طفلك في مدرسته، وزيارته داخل صفِّه، والاطمئنان على
أقرانه وزملائه، وسؤال مدرِّسيه واحدًا واحدًا عنه، حتَّى تصلوا إلى مصدر الخطر والازعاج، فتُقدِّموا العلاج النَّاجح، مستعينين بالمرشد الطُّلابي، وبمدير ومدرسي المدرسة.
خامسًا: بالحبِّ ربِّي ولدك.
أفضل طريق في التَّربية والتَّعليم أن نربِّي أولادنا بالحبِّ والحنان، يشعر الطِّفل بهذه الطَّريقة بالدِّفء والأمان، وبالتَّالي بمجرد تقولين له: ولدي أنا أحبُّك، وهذا الفعل وهذا القول لا أحبُّه منك، فأرجوك أن تجتنبه، أنت تحرجني وتحرج نفسك، والنَّاس ينتقدونك، وهذا اللَّفظ السَّيئ يغضب ربَّك، ويسيئ إلى أسرتك، عِدني ألا تعود لهذا مرَّة ثانية، ولو عاد كرِّري الأسلوب، وذكِّريه أنَّه وعدك، وخذي منه وعدًا جديدًا، ربِّيه حبَّة حبَّة، وخطوة خطوة، وتابعي ولا تفتري، وتذكَّري دائمًا أنَّ ولدك أغلى الغوالي على الإطلاق..
ختامًا: عقابك له بأخذ الآيباد في كلِّ مرَّة، قد يستمرئ ذلك، ولا يبالي بأخذه، ولكن جرِّبي التربية بالحبِّ، ولا تميلي إلى العقاب مباشرة، بل افعلي ما قاله الشَّاعر:
تكفي اللَّبيب إشارة مرمـوزة *** وسواه يدعى بالنداء العالي
وسواهما بالزَّجر من قبل العصا *** والعصا هي رابع الأحوال
ثمَّ انتبهي لجهاز الآيباد، وتأكدي من أنَّ استخدامه له لا يغضب الله، والخلق والدين والمبادئ، ثمَّ راقبي ما يشاهده على الأقنية الفضائية المختلفة، من أفلام متنوعة، ولقطات مشبوهة، حتَّى الرُّسوم المتحركة راقبيها. أصلح الله لي ولك النِّية والذُّريَّة، ووفقنا وأولادنا لما يحبُّه ويرضاه عنَّا.
المسلم----منقول
السؤال:
ابني يبلغ من العمر تسع سنوات ونصف، لديه حبٌّ لترديد الكلمات غير اللائقة، ومستهترٌ بكلِّ شيء، بأخلاقه، بصلاته، بكتابة واجباته المدرسيَّة، ولا يسمع النُّصح إلا إذا هدَّدته بإخفاء الآيباد عنه، فإنَّه يتوب ويرعوي.
سؤالي: كيف أتعامل معه؟. وماهو الأسلوب الأنسب لتربيته؟. وشكرًا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...
أختي العزيزة: أشكركِ على ثقتكِ، بموقع المسلم، ومتابعتكِ له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاً لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظَّاً لمخلوق..آمين.
أختي الكريمة: أنت تذكرين أنَّ ولدك عمره تسع سنوات ونصف، ويردِّد كلمات غير لائقة، ومستهتر وغير مهتم بالآداب والأخلاق والتَّعليم والدِّراسة، ولا يستمع للنُّصح إلا بمنعه من الآيباد، وتسألين عن كيفية تربيته والتَّعامل معه، خيرًا صنعت بتواصلك مع موقع المسلم، فقد قال الله تعالى: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)النحل: 43. وإخوانك في موقع المسلم يرشدونك ويدلونك على الطُّرق التَّربويَّة في معالجة أخطاء ولدك، وإليك العلاج التَّربوي لولدك – هداه الله وأصلحه – من خلال النِّقاط الآتية:
أولاً: انتبهي: الوالدان قدوة.
أسرة الطِّفل هي المؤثِّر الأول في سلوكه وأخلاقه، فإذا ابتعدت عن ألفاظ السِّباب ابتعد عنها أطفالها، وإن خرجت من أفواههم تأثَّروا بها فيكرِّرونها مثلهم، علِّميه إذا أخطأ أن يقول: آسف..أعتذر... سامحني، وإذا خُدم أن يقول: جزاك الله خيرًا..شكرًا، وإذا طلب أن يقول: لو سمحت..لو تكرَّمت..لو تفضلت، وإذا أراد الانصراف أن يقول: أستأذن.. عن إذنك..أتأذن لي. كرِّري عليه أن يتلفَّظ بهذه الألفاظ، ولا تملِّي من تكرار ذلك عليه، حتى يصبح سجيَّة له، ومع مرور الزَّمن يعتاد اللَّفظ الطَّيب، ويبتعد رويدًا رويدً عن اللَّفظ القبيح، فخير ما اشتغلت به تربية ولدك تربية صالحة، إذاً عوِّديه التَّلفظ بألفاظ طيِّبة، وأنكري عليه أي لفظ نابٍِ بذئ، واحذري أن تكوني وأبيه وإخوته الكبار ممن يتلفَّظون بألفاظ نابية سيِّئة، سيحرجكم بقوله: أنتم تقولون ذلك.. وأنتم تفعلون فعلي..
ثانيًا: راقبي أصحابه وأقرانه.
كلُّ قرين بالمقارن يقتدي، لا تتركي ولدك مع كلِّ ولد، ربِّيه على ألا يرافق من هو دونه، ولا يمشي ويلعب مع من هو أكبر منه، قولي له: العب مع أمثالك، ومن هم في سنِّك، ولا تلعب وتماشي فلان، والعب وماشي فلان، ذاك الأول ولد سيئ، وهذا ولد صالح، وليكن تعاملك معه برفق مع المتابعة، ولا تملِّي فشياطين الجنِّ والإنس لا يملُّوا من شدِّ ولدك إلى الانحراف والزَّيغ، ولا تجاملي أحدًا في تربية أولادك، ولا تقولي يجالس ويرافق ابن عمه أو ابن خاله، وهذا القريب له سلوك منحرف، وأنت تعلمي ذلك وتجاملي، لا، صدِّيه عنه وبكلِّ صرامة، ونبِّهي أهل الولد على خلق ولدهم ليعالجوه قبل أن يستفحل فيه ذلك الخلق، فأنتِ تهديهم أجمل هدية لو كانوا يعقلون، ويحرصون على تربية ولدهم تربية حسنة.
ثالثًا: لا تضخِّمي فعله السَّيئ أكثر من اللازم.
حاولي قدر المستطاع عدم تضخيم الأمر، ولا تعطه اهتمامًا أكثر من اللازم، تظاهري بعدم المبالاة حتَّى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحًا يشهره الطفل متى أراد، سواء بنية اللَّعب والمرح، أو بنيَّة الردِّ على سلوك أبويٍّ لا يعجبه، وبهذا تنسحب تلك الألفاظ من ساحة اهتمامه، وتكراره لها بمفرده ليس ممتعًا إذا لم يجد من يشاركه فيها، امدحي أمامه الكلام الجميل، قولي وهو يسمعك: ما أجمل أن يقول الإنسان كذا، وما أحلى أن يقول الإنسان كذا، وما أحسن قول كذا في موقف كذا، وأثنِ أمامه على تصرُّفات أحد أصحابه الطَّيبة، ومعاملته الحسنة مع النَّاس، امدحي أمامه ابن الجيران الذي في سنِّه، وهو ذو خلق حسن، ثمَّ اذكري من أخلاقه وسلوكه الطَّيب، وهو يسمع دون توجيه الكلام له بشكل مباشر، ابن جيراننا فلان – ما شاء الله عليه – أراه كلما أذَّن المؤذن يذهب للصَّلاة، وأراه عند صلاة العصر، يأخذ مصحفه معه؛ ليتعلَّم القرآن الكريم في حلقة التَّحفيظ في المسجد، وأراه يساعد والده، ويحمل الأمتعة مع والده، عندما يقدم من السُّوق..
رابعًا: متابعة زيارة المدرسة.
لا بدَّ من وقوف الوالد على سلوكيَّات طفلك في مدرسته، وزيارته داخل صفِّه، والاطمئنان على
أقرانه وزملائه، وسؤال مدرِّسيه واحدًا واحدًا عنه، حتَّى تصلوا إلى مصدر الخطر والازعاج، فتُقدِّموا العلاج النَّاجح، مستعينين بالمرشد الطُّلابي، وبمدير ومدرسي المدرسة.
خامسًا: بالحبِّ ربِّي ولدك.
أفضل طريق في التَّربية والتَّعليم أن نربِّي أولادنا بالحبِّ والحنان، يشعر الطِّفل بهذه الطَّريقة بالدِّفء والأمان، وبالتَّالي بمجرد تقولين له: ولدي أنا أحبُّك، وهذا الفعل وهذا القول لا أحبُّه منك، فأرجوك أن تجتنبه، أنت تحرجني وتحرج نفسك، والنَّاس ينتقدونك، وهذا اللَّفظ السَّيئ يغضب ربَّك، ويسيئ إلى أسرتك، عِدني ألا تعود لهذا مرَّة ثانية، ولو عاد كرِّري الأسلوب، وذكِّريه أنَّه وعدك، وخذي منه وعدًا جديدًا، ربِّيه حبَّة حبَّة، وخطوة خطوة، وتابعي ولا تفتري، وتذكَّري دائمًا أنَّ ولدك أغلى الغوالي على الإطلاق..
ختامًا: عقابك له بأخذ الآيباد في كلِّ مرَّة، قد يستمرئ ذلك، ولا يبالي بأخذه، ولكن جرِّبي التربية بالحبِّ، ولا تميلي إلى العقاب مباشرة، بل افعلي ما قاله الشَّاعر:
تكفي اللَّبيب إشارة مرمـوزة *** وسواه يدعى بالنداء العالي
وسواهما بالزَّجر من قبل العصا *** والعصا هي رابع الأحوال
ثمَّ انتبهي لجهاز الآيباد، وتأكدي من أنَّ استخدامه له لا يغضب الله، والخلق والدين والمبادئ، ثمَّ راقبي ما يشاهده على الأقنية الفضائية المختلفة، من أفلام متنوعة، ولقطات مشبوهة، حتَّى الرُّسوم المتحركة راقبيها. أصلح الله لي ولك النِّية والذُّريَّة، ووفقنا وأولادنا لما يحبُّه ويرضاه عنَّا.
المسلم----منقول