ام حفصه
20 Mar 2013, 09:51 AM
http://www.almoslim.net/files/images/3826484526028.jpg
يحيى البوليني
كثير من الناس يظن بل يتيقن أن المال قادر على حل كل المشكلات , وأنه يعيد البسمة المفقودة للشفاة , ويعيد الرضا والاطمئنان للقلوب المضطربة وللأعين التي لا تكاد ترى النوم إلا غفوات , ولاشك أنهم واهمون في ذلك فسرعان ما يكتشفون أن المال على عظم تأثيره في النفوس وتغييره لأحوال كثيرة من الناس إلا أنه يظل عاجزا أمام مشكلات كثيرة في حياة الناس .ما أقسى الجراحات حينما تشتد على قلب واهن ضعيف فتؤلمه ألما لا يستطيع أن يتحمله , ولن يجد سوى خالقه ومولاه مؤنسا وكافيا ووليا ونصيرا إليه وحده المشتكى فهو العليم بحال القلب الكسير وهو الحكيم الذي يقضي الأمور بحكمته البالغة التي يجب أن نرضى جميعا بها .ولقد اخترت جراحتين مؤلمتين لقلبين ضعيفين : أولاهما لقلب شيخ كبير وهن قلبه من كثرة ما تعرض له من جراحات , والثانية لقلب غض صغير برئ لم يشتد عوده بعد ولم يعتد بعد مرارة التجارب وآلام السنين .
شيخ على مشارف السبعين من عمره لم يتعلم العلم الدنيوي لكثرة الجهل في محيطه , ولم يتعلم العلم الشرعي الذي يقيه الوقوع في المصائب التي تنتج عن مخالفة أوامر الله .أقنعه بعضهم يوما - ممن كان يظنه ويتوسم فيه أنه ناصح أمين عليم بالأحكام الشرعية - بتوزيع ما جمعه من ماله على أبنائه وهو حي يرزق , حتى لا يفترقوا من بعده وتتقطع أرحامهم ويختلفوا نظرا لاختلاف طباعهم وثوابتهم وقيمهم , فظن أنه يحسن فعلا بذلك خاصة عندما أورد له ذلكم الناصح الأمثلة الكثيرة التي تضج بها المجتمعات الإسلامية عند توزيع المواريث وكأن الإشقاء المتحابين يظلون إخوة متجمعين إلى أن يأتي اليوم الذي تبرز فيه المصالح المادية بينهم فتتقطع الأواصر ويُظهر كل منهم ما أضمر من سوء خلق ويكون يوم موت مورثهم نازعا لآخر ورقة توت من حيائهم .وبالفعل وزع الشيخ ما جمعه طوال عمره على أبنائه , وهم ما بين مرحب بذلك وكاره له , ولم يترك لنفسه شيئا هو وأمهم , بل كتب كل شئ يملكه هبة لأبنائه كي لا يختلفوا على أي شئ من بعده حتى لو كان ضئيلا لاقيمة له .
وظل الأبناء على حسن صلتهم به وبأمهم على انشغال منهم جميعا فكلهم يسعى لرزقه , والناس متفاوتون في الأرزاق فمنهم من يُبسط له فيه ومن من يُقدر عليه .
إلى أن جاء اليوم الذي لم يستعد له الشيخ ولم يضعه في حسبانه , يوم أن أصيبت زوجته بمرض عضال وانتهى الأمر خلال أيام قلائل وانتقلت زوجته إلى رحاب الله تاركة إياه ليعيش أسوأ أيام عمره .
يحيى البوليني
كثير من الناس يظن بل يتيقن أن المال قادر على حل كل المشكلات , وأنه يعيد البسمة المفقودة للشفاة , ويعيد الرضا والاطمئنان للقلوب المضطربة وللأعين التي لا تكاد ترى النوم إلا غفوات , ولاشك أنهم واهمون في ذلك فسرعان ما يكتشفون أن المال على عظم تأثيره في النفوس وتغييره لأحوال كثيرة من الناس إلا أنه يظل عاجزا أمام مشكلات كثيرة في حياة الناس .ما أقسى الجراحات حينما تشتد على قلب واهن ضعيف فتؤلمه ألما لا يستطيع أن يتحمله , ولن يجد سوى خالقه ومولاه مؤنسا وكافيا ووليا ونصيرا إليه وحده المشتكى فهو العليم بحال القلب الكسير وهو الحكيم الذي يقضي الأمور بحكمته البالغة التي يجب أن نرضى جميعا بها .ولقد اخترت جراحتين مؤلمتين لقلبين ضعيفين : أولاهما لقلب شيخ كبير وهن قلبه من كثرة ما تعرض له من جراحات , والثانية لقلب غض صغير برئ لم يشتد عوده بعد ولم يعتد بعد مرارة التجارب وآلام السنين .
شيخ على مشارف السبعين من عمره لم يتعلم العلم الدنيوي لكثرة الجهل في محيطه , ولم يتعلم العلم الشرعي الذي يقيه الوقوع في المصائب التي تنتج عن مخالفة أوامر الله .أقنعه بعضهم يوما - ممن كان يظنه ويتوسم فيه أنه ناصح أمين عليم بالأحكام الشرعية - بتوزيع ما جمعه من ماله على أبنائه وهو حي يرزق , حتى لا يفترقوا من بعده وتتقطع أرحامهم ويختلفوا نظرا لاختلاف طباعهم وثوابتهم وقيمهم , فظن أنه يحسن فعلا بذلك خاصة عندما أورد له ذلكم الناصح الأمثلة الكثيرة التي تضج بها المجتمعات الإسلامية عند توزيع المواريث وكأن الإشقاء المتحابين يظلون إخوة متجمعين إلى أن يأتي اليوم الذي تبرز فيه المصالح المادية بينهم فتتقطع الأواصر ويُظهر كل منهم ما أضمر من سوء خلق ويكون يوم موت مورثهم نازعا لآخر ورقة توت من حيائهم .وبالفعل وزع الشيخ ما جمعه طوال عمره على أبنائه , وهم ما بين مرحب بذلك وكاره له , ولم يترك لنفسه شيئا هو وأمهم , بل كتب كل شئ يملكه هبة لأبنائه كي لا يختلفوا على أي شئ من بعده حتى لو كان ضئيلا لاقيمة له .
وظل الأبناء على حسن صلتهم به وبأمهم على انشغال منهم جميعا فكلهم يسعى لرزقه , والناس متفاوتون في الأرزاق فمنهم من يُبسط له فيه ومن من يُقدر عليه .
إلى أن جاء اليوم الذي لم يستعد له الشيخ ولم يضعه في حسبانه , يوم أن أصيبت زوجته بمرض عضال وانتهى الأمر خلال أيام قلائل وانتقلت زوجته إلى رحاب الله تاركة إياه ليعيش أسوأ أيام عمره .