رونق الامل
24 Apr 2013, 08:56 PM
http://up.ala7ebah.com/img/vHc25988.jpg
وائل بن إبراهيم بركات
التربية فن، والتربية قدوة، والمربي الناجح هو الذي يختار الكلام المناسب في الموقف المناسب في الوقت المناسب، فيعالج الموضوع قبل أن يتفاقم، وقبل أن يكبر، وقبل أن يتراكم في ذهن الطفل، ويصعب بالتالي التخلص منه.
والمربية الناجحة هي التي تستطيع تحويل الموقف من سلبي إلى ايجابي بأسهل الوسائل، وأيسر الطرق ، وتكون هناك استجابة من الطفل.
ومن المعروف أن هناك علاقة وطيدة بين الطفل والبحث في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والشغف بالألعاب الإلكترونية، وهذه العلاقة يجب أن تكون محط أنظار الأب والأم، إذ لا يمكن منع الطفل من التناغم مع الألعاب الإلكترونية والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكن تعويده على نظام معين، فتكون هناك مدة زمنية محددة بأيام محددة بأوقات محددة، وبألعاب ومواقع محددة. وهذا يتطلب غسيل يومي لتنظيف الطفل مما يعلق به من ممارسته للألعاب والمواقع.
ومن الألعاب التي شغف بها الناس الكبير قبل الصغير، والرجال والنساء قبل الأطفال لعبة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وهي لعبة المزرعة، فما هي لعبة المزرعة؟ وما علاقتها بالتربية؟
لعبة المزرعة هي عبارة عن لعبة موجودة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وهي عبارة عن قطعة أرض يقوم اللاعب بزراعة وشراء وبيع الأرض والحيوانات التي تعطي الحليب، وهناك المعامل التي تصنع الجبن، وبالتالي يحقق اللاعب أرباح وهمية للتسلية. واللعبة يشترك فيها الأصدقاء والمشاركون، فيلعبون مع بعضهم ويتفاخرون أيهم حصل على نقاط أعلى، وهكذا تدور اللعبة في التجارة بالوهم .
هذه هي لعبة المزرعة باختصار شديد، التي طلبها أحد الأطفال من أمه أن تسمح له باللعب بها على الإنترنت، فابن خاله يلعبها دائما وأصبح عنده مزرعة كبيرة وغنم وحليب ومعامل جبن. وراح يعدد لأمه ماذا تعطي المزرعة بعد ذلك من أموال وأرباح. فسألته الأم: وهذه الأموال والأرباح أين هي؟ فأجابها: لا يا ماما هي أموال وهمية، هذه لعبة وليست حقيقة.
فضحكت الأم وقالت: ما رأيك لو لعبت مع أخواتك وتزرعون شجرا في مزرعة الجنة؟
ففتح الطفل فمه متعجبا وصرخ: الجنة!! كيف؟
ونادى أخواته، تعالوا أمي ستعلمنا لعبة مزرعة الجنة.
فلما اجتمعوا، أخرجت الأم من الدرج خاتم التسبيح، وأعطت كل واحد منهم خاتما.. وقالت هذه الخواتم من جدتكم. وتعالوا نزرع حقيقة وليس وهما أجمل مزرعة.. وأفضل من مزرعة الفيسبوك .. وهذه ليست لعبة بل حقيقة. مزرعة باقية..
قولوا ورائي: سبحان الله صار عندنا شجرة في الجنة.
والحمد لله .. صار عنا شجرة في الجنة..
ولا اله إلا الله .. صار عنا شجرة في الجنة .
والله أكبر .. صار عنا شجرة في الجنة ..
وكلما قلتم أكثر تزرعون أكثر .. والذي يسبق الثاني بالتسبيح والتهليل والحمد والتكبير هو الذي يكون عنده مزرعة أكبر.
فما رأيكم بهذه المزرعة؟
فصاح الأطفال بكل براءة.. حلوة كثير.
وأصبحت زراعة الجنة عندهم أمرا ممتعا.
وتفاجأ الأب عند عودته بصوت التسبيح والتهليل يصدح بها أطفاله ، وأخبرهم أن الجنة فيها كل ما تتمنونه، وانه يمكن الاستغناء عن خاتم التسبيح بالعد على الأصابع.
وما بين وقت وآخر يسأل الأب كم شجرة زرعت يا فلان؟ وما هو نوع الشجرة التي زرعتيها يا فلانة؟
فيا عشاق مزرعة الفيسبوك، مزرعتكم وهمية، وأرباحكم وهمية، ولكن مزرعة الجنة حقيقية، وأرباحها باقية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت: غراسا لي. قال: ألا أدلك على غراس خير لك من هذا؟ قال: بلى يا رسول الله قال: قل: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة) رواه ابن ماجه، قال الألباني: صحيح.
منقول
وائل بن إبراهيم بركات
التربية فن، والتربية قدوة، والمربي الناجح هو الذي يختار الكلام المناسب في الموقف المناسب في الوقت المناسب، فيعالج الموضوع قبل أن يتفاقم، وقبل أن يكبر، وقبل أن يتراكم في ذهن الطفل، ويصعب بالتالي التخلص منه.
والمربية الناجحة هي التي تستطيع تحويل الموقف من سلبي إلى ايجابي بأسهل الوسائل، وأيسر الطرق ، وتكون هناك استجابة من الطفل.
ومن المعروف أن هناك علاقة وطيدة بين الطفل والبحث في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والشغف بالألعاب الإلكترونية، وهذه العلاقة يجب أن تكون محط أنظار الأب والأم، إذ لا يمكن منع الطفل من التناغم مع الألعاب الإلكترونية والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكن تعويده على نظام معين، فتكون هناك مدة زمنية محددة بأيام محددة بأوقات محددة، وبألعاب ومواقع محددة. وهذا يتطلب غسيل يومي لتنظيف الطفل مما يعلق به من ممارسته للألعاب والمواقع.
ومن الألعاب التي شغف بها الناس الكبير قبل الصغير، والرجال والنساء قبل الأطفال لعبة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وهي لعبة المزرعة، فما هي لعبة المزرعة؟ وما علاقتها بالتربية؟
لعبة المزرعة هي عبارة عن لعبة موجودة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وهي عبارة عن قطعة أرض يقوم اللاعب بزراعة وشراء وبيع الأرض والحيوانات التي تعطي الحليب، وهناك المعامل التي تصنع الجبن، وبالتالي يحقق اللاعب أرباح وهمية للتسلية. واللعبة يشترك فيها الأصدقاء والمشاركون، فيلعبون مع بعضهم ويتفاخرون أيهم حصل على نقاط أعلى، وهكذا تدور اللعبة في التجارة بالوهم .
هذه هي لعبة المزرعة باختصار شديد، التي طلبها أحد الأطفال من أمه أن تسمح له باللعب بها على الإنترنت، فابن خاله يلعبها دائما وأصبح عنده مزرعة كبيرة وغنم وحليب ومعامل جبن. وراح يعدد لأمه ماذا تعطي المزرعة بعد ذلك من أموال وأرباح. فسألته الأم: وهذه الأموال والأرباح أين هي؟ فأجابها: لا يا ماما هي أموال وهمية، هذه لعبة وليست حقيقة.
فضحكت الأم وقالت: ما رأيك لو لعبت مع أخواتك وتزرعون شجرا في مزرعة الجنة؟
ففتح الطفل فمه متعجبا وصرخ: الجنة!! كيف؟
ونادى أخواته، تعالوا أمي ستعلمنا لعبة مزرعة الجنة.
فلما اجتمعوا، أخرجت الأم من الدرج خاتم التسبيح، وأعطت كل واحد منهم خاتما.. وقالت هذه الخواتم من جدتكم. وتعالوا نزرع حقيقة وليس وهما أجمل مزرعة.. وأفضل من مزرعة الفيسبوك .. وهذه ليست لعبة بل حقيقة. مزرعة باقية..
قولوا ورائي: سبحان الله صار عندنا شجرة في الجنة.
والحمد لله .. صار عنا شجرة في الجنة..
ولا اله إلا الله .. صار عنا شجرة في الجنة .
والله أكبر .. صار عنا شجرة في الجنة ..
وكلما قلتم أكثر تزرعون أكثر .. والذي يسبق الثاني بالتسبيح والتهليل والحمد والتكبير هو الذي يكون عنده مزرعة أكبر.
فما رأيكم بهذه المزرعة؟
فصاح الأطفال بكل براءة.. حلوة كثير.
وأصبحت زراعة الجنة عندهم أمرا ممتعا.
وتفاجأ الأب عند عودته بصوت التسبيح والتهليل يصدح بها أطفاله ، وأخبرهم أن الجنة فيها كل ما تتمنونه، وانه يمكن الاستغناء عن خاتم التسبيح بالعد على الأصابع.
وما بين وقت وآخر يسأل الأب كم شجرة زرعت يا فلان؟ وما هو نوع الشجرة التي زرعتيها يا فلانة؟
فيا عشاق مزرعة الفيسبوك، مزرعتكم وهمية، وأرباحكم وهمية، ولكن مزرعة الجنة حقيقية، وأرباحها باقية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت: غراسا لي. قال: ألا أدلك على غراس خير لك من هذا؟ قال: بلى يا رسول الله قال: قل: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة) رواه ابن ماجه، قال الألباني: صحيح.
منقول