IIJURII
06 Jan 2005, 12:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
نكمل معا الجزء الثاني , لموضوع : فتى الأدغال بصحبة العلامة المختار الشنقيطي
حفظه الرحمن
وُلدَ شيخُنا في المدينةِ النبويّةِ سنةَ 1381 هـ ،كما حدّثني بذلكَ، ودرسَ فيها دراستهُ
النظاميّةَ ،وأكملَ الدراسةَ المتوسّطةَ والثانويّةَ في معاهدِ الجامعةِالإسلاميّةِ التابعةِ لها ،
ثمَّ أكملَ دراستهُ الجامعيّة َ في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، في كلّيةِ الشريعةِ ، وتخرّجَ منها ،
ثُمَّ عُيّنَ بها معيداً ،وحضّرَ رسالتهُ الماجستيرَ فيها ، وكانَ عنوانُ رسالتهِ "
القدحُ في البيّنةِ في القضاءِ " ,ولم تطبعْ بعدُ ، ثُمَّ حضّرَ رسالتهُ في الدكتوراه ،
وكانَ ينوي ابتداءً أن تكونَ في تحقيق ِ جزءٍ من كتابِ الإمام ِ ابن ِ عبدِ البرِّ – رحمهُ اللهُ –
" الاستذكارُ " ، ثمَّ عدلَ بعدَ مشورةٍ لبعض ِ مشايخهِ إلى أن تكونَ رسالتهُ في الجراحةِ
وأحكامِها، فاختارَ ذلكَ الموضوعَ ، وكانتْ أطروحتهُ بعنوان ِ " أحكامُ الجراحةِ الطبيّةِ
والآثارُالمُترتبة ُ عليها " ، وقد أجيزتْ بمرتبةِ الشرفِ الأولى ، مع التوصيةِ بالطبع ِ،
وطبع تْمراراً ، وأخذَ شيخُنا عليها جائزة َ المدينةِ المنوّرةِ للبحثِ العلميِّ .
هذهُ نبذةٌ يسيرةٌ عن مولدِ الشيخ ِ ودراستهِ وشهاداتِهِ .
أمّا عن علمهِ وفضلهِ وديانتهِ ،فهذا أمرٌ علمهُ جميعُ من عرفَ الشيخَ أو بلغهُ خبرهُ ،
واستقرَّ في نفوسهم ، لما سمعوهُ من علمهِ ووقفوا عليهِ من فضلهِ وآثار ِ صلاحهِ،
فالشيخُ لهُ منظرٌ يُنبئُ عن مخبرهِ ، فلا يراهُ أحدٌ إلا ويذكرُ اللهَ تعالى ، فوجه هُو ضيءٌ ،
طلقُ المُحيّا ،مبتسمُ الثغر ِ ،ناتئُ الجبهةِ وبها أثرٌ للسجودِ ،
وأسنانهُ بها فلجة ٌ زيّنتْ طلعتهُ، وسيما الصلاح ِ وآثارُ الهُدى تتقاطرُ
من حال ِالشيخ ِ وهديهِ وسمتهِ .
حينَ الحديثِ عن علمهِ ووفرتهِ ، فإنَّ الأمرَ لا يحتاجُ إلى كبير ِ برهان ٍ أو تأكيدٍ،
فمن سمِعَ دروسَ الشيخ ِ أو محاضراتِهِ ، علِمَ حقّاً غزارة َ محفوظهِ ، ودقّة َ فهمهِ ،
وكثرة َاطّلاعهِ ، وسعة َ مواردهِ ، فقد درسَ الشيخُ الفقهَ والحديثَ والتفسيرَ على والدهِ
مِراراً ،ومن جملةِ ما قرأهُ :الكتبَ الستّة َ وتفسيرَ القرءان ِ مِراراً ،
إضافة ًإلى عشراتِ المتون ِ في الفقهِ وأصولهِ وأصول ِ الحديثِ والعقيدةِ وغيرِها ،
ولهُ دِراية ٌ عجيبة ٌ بمذاهبِ الفقهاءِ وأقوالِهم ،فهو يستحضرُ كِتابَ " بدايةِ المُجتهدِ ونهايةِ
المُقتصدِ " لابن ِ رُشدٍ الحفيدِ ،ولاتكادُ تمرُّ مسألة ٌ إلا ويذكرُ فيها أقوالَ أهل ِ العلم ِ
ومذاهبَه موأدلّتهم ، ثُمَّ لا يكتفي بذلكَ فحسب ،وإنّما يُرصّعُ البحثَ بالترجيحِ والموازنةِ بينَ
الأقوال ِ، بطريقةٍ تدلُّ على فقه النفس ِ ،وشيخُنا وإنْ كانَ على طريقةِ المالكيّةِ في التقرير
ِوالتفريع ِ ، إلا أنّهُ لا يعتمدُ إلا ما صحَّ بهِ الدليلُ ،وترجّحَ لهُ بموجبِ المقارنةِ بينَ الأقوال ِ
، وهو فيدروسهِ يُلقي بحسبِ ما يتهيأ لهُ ،فقليلاً ما يُعدُّ أو يُراجعُ للدرس ِ ، وإنّما يأتي إلى
مجلسهِ ويُقرأ عليه ، فينطلقُ كالسيل ِ الهادر ِ ،ولا يُعرفُ انتهاءِ الدرس ِ إلا بسكوتهِ .
يتبع
الجزء الأول
http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?t=8570
نكمل معا الجزء الثاني , لموضوع : فتى الأدغال بصحبة العلامة المختار الشنقيطي
حفظه الرحمن
وُلدَ شيخُنا في المدينةِ النبويّةِ سنةَ 1381 هـ ،كما حدّثني بذلكَ، ودرسَ فيها دراستهُ
النظاميّةَ ،وأكملَ الدراسةَ المتوسّطةَ والثانويّةَ في معاهدِ الجامعةِالإسلاميّةِ التابعةِ لها ،
ثمَّ أكملَ دراستهُ الجامعيّة َ في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، في كلّيةِ الشريعةِ ، وتخرّجَ منها ،
ثُمَّ عُيّنَ بها معيداً ،وحضّرَ رسالتهُ الماجستيرَ فيها ، وكانَ عنوانُ رسالتهِ "
القدحُ في البيّنةِ في القضاءِ " ,ولم تطبعْ بعدُ ، ثُمَّ حضّرَ رسالتهُ في الدكتوراه ،
وكانَ ينوي ابتداءً أن تكونَ في تحقيق ِ جزءٍ من كتابِ الإمام ِ ابن ِ عبدِ البرِّ – رحمهُ اللهُ –
" الاستذكارُ " ، ثمَّ عدلَ بعدَ مشورةٍ لبعض ِ مشايخهِ إلى أن تكونَ رسالتهُ في الجراحةِ
وأحكامِها، فاختارَ ذلكَ الموضوعَ ، وكانتْ أطروحتهُ بعنوان ِ " أحكامُ الجراحةِ الطبيّةِ
والآثارُالمُترتبة ُ عليها " ، وقد أجيزتْ بمرتبةِ الشرفِ الأولى ، مع التوصيةِ بالطبع ِ،
وطبع تْمراراً ، وأخذَ شيخُنا عليها جائزة َ المدينةِ المنوّرةِ للبحثِ العلميِّ .
هذهُ نبذةٌ يسيرةٌ عن مولدِ الشيخ ِ ودراستهِ وشهاداتِهِ .
أمّا عن علمهِ وفضلهِ وديانتهِ ،فهذا أمرٌ علمهُ جميعُ من عرفَ الشيخَ أو بلغهُ خبرهُ ،
واستقرَّ في نفوسهم ، لما سمعوهُ من علمهِ ووقفوا عليهِ من فضلهِ وآثار ِ صلاحهِ،
فالشيخُ لهُ منظرٌ يُنبئُ عن مخبرهِ ، فلا يراهُ أحدٌ إلا ويذكرُ اللهَ تعالى ، فوجه هُو ضيءٌ ،
طلقُ المُحيّا ،مبتسمُ الثغر ِ ،ناتئُ الجبهةِ وبها أثرٌ للسجودِ ،
وأسنانهُ بها فلجة ٌ زيّنتْ طلعتهُ، وسيما الصلاح ِ وآثارُ الهُدى تتقاطرُ
من حال ِالشيخ ِ وهديهِ وسمتهِ .
حينَ الحديثِ عن علمهِ ووفرتهِ ، فإنَّ الأمرَ لا يحتاجُ إلى كبير ِ برهان ٍ أو تأكيدٍ،
فمن سمِعَ دروسَ الشيخ ِ أو محاضراتِهِ ، علِمَ حقّاً غزارة َ محفوظهِ ، ودقّة َ فهمهِ ،
وكثرة َاطّلاعهِ ، وسعة َ مواردهِ ، فقد درسَ الشيخُ الفقهَ والحديثَ والتفسيرَ على والدهِ
مِراراً ،ومن جملةِ ما قرأهُ :الكتبَ الستّة َ وتفسيرَ القرءان ِ مِراراً ،
إضافة ًإلى عشراتِ المتون ِ في الفقهِ وأصولهِ وأصول ِ الحديثِ والعقيدةِ وغيرِها ،
ولهُ دِراية ٌ عجيبة ٌ بمذاهبِ الفقهاءِ وأقوالِهم ،فهو يستحضرُ كِتابَ " بدايةِ المُجتهدِ ونهايةِ
المُقتصدِ " لابن ِ رُشدٍ الحفيدِ ،ولاتكادُ تمرُّ مسألة ٌ إلا ويذكرُ فيها أقوالَ أهل ِ العلم ِ
ومذاهبَه موأدلّتهم ، ثُمَّ لا يكتفي بذلكَ فحسب ،وإنّما يُرصّعُ البحثَ بالترجيحِ والموازنةِ بينَ
الأقوال ِ، بطريقةٍ تدلُّ على فقه النفس ِ ،وشيخُنا وإنْ كانَ على طريقةِ المالكيّةِ في التقرير
ِوالتفريع ِ ، إلا أنّهُ لا يعتمدُ إلا ما صحَّ بهِ الدليلُ ،وترجّحَ لهُ بموجبِ المقارنةِ بينَ الأقوال ِ
، وهو فيدروسهِ يُلقي بحسبِ ما يتهيأ لهُ ،فقليلاً ما يُعدُّ أو يُراجعُ للدرس ِ ، وإنّما يأتي إلى
مجلسهِ ويُقرأ عليه ، فينطلقُ كالسيل ِ الهادر ِ ،ولا يُعرفُ انتهاءِ الدرس ِ إلا بسكوتهِ .
يتبع
الجزء الأول
http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?t=8570