ام حفصه
16 May 2013, 04:47 PM
http://mercyprophet.org/mul/ar/sites/default/files/images/m00422_0.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
لَمَحاتٌ مُضيئَةٌ في طُفُولَةِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
بقلم الدكتور مصطفى محمد عبد الفتاح/سورية ـ إدلب
حين نقف في محرابِ سيرة النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تأخذنا ملامح العبقرية في شخصيته الإنسانية المميزة، وتأسر ألبابَنا المظاهر الفريدة التي جعلته أهلاً لِحَمْلِ أعظم رسالة في التاريخ البشري.
وإذا أردنا تتبُّع منابع تلك المظاهر الفريدة في شخصيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلا بد من العودة إلى طفولته، لنقرأ بعض اللمحات المضيئة التي أسست لسيرة مميزة منذ نعومة الأظفار.
1ـ ارتبط مولد النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بحدث تاريخي تؤرخ به العرب؛ فقد ولد في عام الفيل، وهو العام الذي حمى الله به بيتَه الحرام، وأَعَزَّ قريشاً بين العرب، فكان ذلك الحدث هو البيئة الزمنية التي احتضنت ميلاد النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لتكون نقطة انعطاف في حياة قومه وتاريخهم، ولزيادة اهتمام المحيط العربي بمكة وأهلها، حتى يكون ذلك المحيط على أهبة الاستعداد لسماع أنباء الدعوة الجديدة.
2ـ اليتم الذي رافق طفولة النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فقد توفي أبوه قبل أن يولد، وتوفيت أمه بالأبواء بين مكة والمدينة وهو ابن ست سنين، وتوفي جده وهو ابن ثماني سنين؛ فكان لهذا اليتم الثلاثي المتتابع أثر عظيم في نفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أدى إلى رقة نفسه، وشعوره الدائم بضعف الضعفاء، وأسس في نفس النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لصفة الرحمة في شخصيته الفريدة.
3ـ بركة النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في طفولته: حسبُنا ما تحدثت به مرضعته حليمة السعدية حين أتت لتلتمسَ رضيعاً من مكة؛ فقد وصفت حال قبيلتها فقالت:"وهي في سنةٍ شهباء لَمْ تُبقِ لنا شيئاً، فخرجتُ على أَتانٍ لي قَمْراءَ مَعَنا شَارِفٌ لَنا والله ما تَبِضُّ بِقَطرة، وما ننامُ لَيْلَنا أجمع منْ صَبِيِّنا الذي مَعَنا مِنْ بُكائِهِ منَ الجوع، ما في ثَديي ما يُغنيهِ، وما في شَارِفِنا ما يُغَدِّيه".
ثم حين أخذت الطفل الرضيع مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تغيرت حالها؛ "قالت: فلما أخذتُه رجعتُ به إلى رحلي، فلما وضعتُه في حِجْري أقبل عليه ثدياي بما شاءَ من لبن، فشربَ حتى رَوِيَ، وشربَ معهُ أخوهُ حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننامُ معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارِفِنا تلك فإذا إِنَّها لَحافِلٌ فَحَلَبَ منها ما شرب، وشربتُ معه حتى انتهينا رِيّاً وشبعاً، فبتنا بخير ليلة، قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة لقد أخذتِ نسمةً مباركة، قالت: فقلت: والله إني لأرجو ذلك، قالت: ثم خرجنا وركبتُ أتاني وحملتُه عليها معي، فوالله لقطعتُ بِالرَّكْبِ، ما يقدر عليها شيء من حُمُرِهِمْ".
وتغير شأن أسرتها في مضارب قومها؛ "قالت: ثم قَدمنا منازلَنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أَجْدَبَ منها، فكانتْ غَنَمي تروحُ عَلَيَّ حين قدمنا به معنا شِباعاً لُبَّناً، فنحلبُ ونشربُ، ... ، فَلَمْ نزلْ نَتَعَرَّفُ منَ الله الزيادةَ والخيرَ حتى مضتْ سَنَتَاهُ".
بسم الله الرحمن الرحيم
لَمَحاتٌ مُضيئَةٌ في طُفُولَةِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
بقلم الدكتور مصطفى محمد عبد الفتاح/سورية ـ إدلب
حين نقف في محرابِ سيرة النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تأخذنا ملامح العبقرية في شخصيته الإنسانية المميزة، وتأسر ألبابَنا المظاهر الفريدة التي جعلته أهلاً لِحَمْلِ أعظم رسالة في التاريخ البشري.
وإذا أردنا تتبُّع منابع تلك المظاهر الفريدة في شخصيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلا بد من العودة إلى طفولته، لنقرأ بعض اللمحات المضيئة التي أسست لسيرة مميزة منذ نعومة الأظفار.
1ـ ارتبط مولد النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بحدث تاريخي تؤرخ به العرب؛ فقد ولد في عام الفيل، وهو العام الذي حمى الله به بيتَه الحرام، وأَعَزَّ قريشاً بين العرب، فكان ذلك الحدث هو البيئة الزمنية التي احتضنت ميلاد النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لتكون نقطة انعطاف في حياة قومه وتاريخهم، ولزيادة اهتمام المحيط العربي بمكة وأهلها، حتى يكون ذلك المحيط على أهبة الاستعداد لسماع أنباء الدعوة الجديدة.
2ـ اليتم الذي رافق طفولة النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فقد توفي أبوه قبل أن يولد، وتوفيت أمه بالأبواء بين مكة والمدينة وهو ابن ست سنين، وتوفي جده وهو ابن ثماني سنين؛ فكان لهذا اليتم الثلاثي المتتابع أثر عظيم في نفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أدى إلى رقة نفسه، وشعوره الدائم بضعف الضعفاء، وأسس في نفس النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لصفة الرحمة في شخصيته الفريدة.
3ـ بركة النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في طفولته: حسبُنا ما تحدثت به مرضعته حليمة السعدية حين أتت لتلتمسَ رضيعاً من مكة؛ فقد وصفت حال قبيلتها فقالت:"وهي في سنةٍ شهباء لَمْ تُبقِ لنا شيئاً، فخرجتُ على أَتانٍ لي قَمْراءَ مَعَنا شَارِفٌ لَنا والله ما تَبِضُّ بِقَطرة، وما ننامُ لَيْلَنا أجمع منْ صَبِيِّنا الذي مَعَنا مِنْ بُكائِهِ منَ الجوع، ما في ثَديي ما يُغنيهِ، وما في شَارِفِنا ما يُغَدِّيه".
ثم حين أخذت الطفل الرضيع مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تغيرت حالها؛ "قالت: فلما أخذتُه رجعتُ به إلى رحلي، فلما وضعتُه في حِجْري أقبل عليه ثدياي بما شاءَ من لبن، فشربَ حتى رَوِيَ، وشربَ معهُ أخوهُ حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننامُ معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارِفِنا تلك فإذا إِنَّها لَحافِلٌ فَحَلَبَ منها ما شرب، وشربتُ معه حتى انتهينا رِيّاً وشبعاً، فبتنا بخير ليلة، قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة لقد أخذتِ نسمةً مباركة، قالت: فقلت: والله إني لأرجو ذلك، قالت: ثم خرجنا وركبتُ أتاني وحملتُه عليها معي، فوالله لقطعتُ بِالرَّكْبِ، ما يقدر عليها شيء من حُمُرِهِمْ".
وتغير شأن أسرتها في مضارب قومها؛ "قالت: ثم قَدمنا منازلَنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أَجْدَبَ منها، فكانتْ غَنَمي تروحُ عَلَيَّ حين قدمنا به معنا شِباعاً لُبَّناً، فنحلبُ ونشربُ، ... ، فَلَمْ نزلْ نَتَعَرَّفُ منَ الله الزيادةَ والخيرَ حتى مضتْ سَنَتَاهُ".