رونق الامل
23 May 2013, 11:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد: فإن عبادة الحمد لله من أشرف العبادات وأعلى مقامات العبد التي لا تطيب حياة المؤمن إلا بها ولا تسكن جوارحه ويخشع قلبه ويطمئن فؤاده إلا بالمداومة عليها قال تعالى: (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). وقال: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً). وقال تعالى في ثبوت الحمد له في الدنيا والآخرة: (وَهُوَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
والحمد لله هو الثناء الكامل على الله بذكر فضائله وخصاله وأفعاله الحسنة وأسمائه الحسنى مع التذلل والخضوع والمحبة أما الثناء وذكر الفضائل بلا محبة لغرض الدنيا فمجرد مدح للمخلوق ولا يليق بالخالق ولا يترتب عليه الثواب الأخروي. قال ابن القيم: (فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه). والحمد يتضمن إقرار العبد بغنى الله وكماله وافتقاره إلى هدايته ونعمه فقلبه موقن أن المنعم والمتفضل هو الله جل جلاله.
والحمد لله من أطيب الكلام لقوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا يضرك بأيهن بدأت). رواه مسلم. والله سبحانه يحب المدح لما ثبت في مسلم: (ولا أحد أحب إليه المدح من الله).
والحمد لله تعالى يكون بسبب حدوث النعمة وبدونها فهو مشروع في سائر الأحوال وهو خاص بآلة اللسان أما الشكر فمحله عند حدوث النعمة ويكون بالقلب واللسان والجوارح فبين الحمد والشكر عموم وخصوص.
والله جل جلاله مستحق للحمد المطلق لأنه الخالق والمالك والمدبر والرازق حقيقة والمتفضل على أوليائه وأعدائه بجميع أنواع النعم ولأن له الكمال المطلق في جلاله وجماله فهو محمود بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فلا يقضي سبحانه ولا يقدر ولا يحكم ولا يختار ولا يفضل إلا أمرا محمودا لا نقص فيه ولا عيب بوجه من الوجوه.
والله من أسمائه الحميد لكثرة محامده وكثرة من يحمده من الخلائق قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ). فله الحمد حمدا كثيرا بعدد خلق السموات والأرض وما شاء ربنا مما لا يحصيه إلا الله كما ثبت في دعاء المصلي: (اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد).
وعبادة الحمد مشروعة في جميع الأحوال وتتأكد في أحوال:
1- عند الأكل : كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها). رواه مسلم.
وكان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا). رواه البخاري. وهذا يدل على أن حمد الله سبب لنيل رضا الله على العبد.
2- عند النوم والاستيقاظ: كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا) وإذا قام قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور). رواه البخاري. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فَكـم ممن لا كافي له ولا مؤوي). رواه مسلم.
3- عند العطاس: كما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم).
4- عند لبس الثوب الجديد: لما في سنن أبي داود: (ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
5- عند ركوب الدابة: كما ورد: (الحمد لله الذي سخر لنا هذ و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون الحمد لله الحمد لله الحمد لله الله أكبر الله أكبر الله أكبر) .رواه أبوداود والترمذي والنسائي.
6- في صلاة التهجد: كما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن).
7- عند ابتداء الخطبة والموعظة: لما ثبت في السنة في ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بالحمد والثناء قبل الخطب.
8- عند الابتداء في الدعاء: لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء). رواه أبوداود والترمذي.
9- عند فقد الولد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد). رواه الترمذي.
10- عند الانصراف من المجلس: لما في سنن أبي داود: (سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
11- عند رؤية المبتلى: لما يروى في الترمذي: (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا).
12- عند رؤية ما يحب وما يكره: لما يروى في سنن ابن ماجه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال).
والحاصل أن الحمد تشرع عند حصول النعمة وعند حصول المصيبة وعند الاستفتاح في العبادة وعند الفراغ منها وعند الشروع في الدعاء وعند تغير الأحوال وعند وقوع الكربة وعند الثناء على الرحمن.
والحمد لله لها فضائل عظيمة لا يحصيها إلا الله فهي تملأ الميزان كما ثبت في صحيح مسلم وهي حبيبة للرحمن وثقيلة في الميزان كما ثبت في البخاري وهي أفضل الدعاء وأفضل الذكر كما ورد في الترمذي وهي غراس الجنة من الشجر كما ورد في الترمذي ومن قالها كتبت له حسنات ومحيت عنه خطيئات كما في مسند أحمد: (ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة). وقال الحسن: (ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها). وذلك لأن الدنيا فانية والحمد باقية من الباقيات الصالحات. والحمد آخر كلام أهل الجنة وقد ورد في الحديث: (أن أهل الجنة يلهمون التحميد والتسبيح كما يلهمون النفس). والتلفظ بالحمد يبارك للعبد في الأمور وييسرها عليه لأن بركة الله تنال بذكره وتمجيده.
والمؤمن إذا حمد الله في السراء والضراء شعر برضا ويقين في روحه واستسلام مطلق لله لأنه فوض أمره لله ورضي بقضائه وقدره واعترف وأقر أن النعم من الله لا كسب له ولا حول ولا قوة في حصولها من قبل نفسه لأنه فقير إلى الله وعاجز عن الإحاطة بالنعم وجاهل بجميع أسباب النعم.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الحمد لربه ولذلك سمي أحمد لكثرة حمده فقد كان يثني على الله بما هو أهله في سائر الأحوال لكمال معرفته بأسماء الله وصفاته وأفعاله وفضله وعدله ورحمته ولما كان صلى الله عليه وسلم أحمد الخلائق بالله وأعظمهم قياما بحمده أعطي لواء الحمد يوم القيامة كما قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر). رواه أحمد. وقال محمد بن كعب: (كان نوح عليه السلام إذا أكل قال الحمد لله وإذا شرب قال الحمد لله وإذا ركب قال الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا).
وكان الحسن إذا جلس مجلسا يقول : (اللهم لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال بسطت رزقنا وأظهرت أمتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد كثيرا كما تنعم كثيرا وصرفت شرا كثيرا فلوجهك الجليل الباقي الدائم الحمد الحمد لله رب العالمين).
فينبغي للمؤمن أن يكون من الحمادين لله في السراء والضراء في السر والعلن ليفوز بالثواب وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل الجنة قال سعيد بن جبير: (أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء والضراء).
فالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله حمدا يملأ السموات والأرض وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد بمجامع حمده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم عدد ما حمده الحامدون وغفل عن ذكره الغافلون وعدد ما جرى به قلمه وأحصاه كتابه وأحاط به علمه.
خالد سعود البليهد
1/11/1433
منقووول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد: فإن عبادة الحمد لله من أشرف العبادات وأعلى مقامات العبد التي لا تطيب حياة المؤمن إلا بها ولا تسكن جوارحه ويخشع قلبه ويطمئن فؤاده إلا بالمداومة عليها قال تعالى: (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). وقال: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً). وقال تعالى في ثبوت الحمد له في الدنيا والآخرة: (وَهُوَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
والحمد لله هو الثناء الكامل على الله بذكر فضائله وخصاله وأفعاله الحسنة وأسمائه الحسنى مع التذلل والخضوع والمحبة أما الثناء وذكر الفضائل بلا محبة لغرض الدنيا فمجرد مدح للمخلوق ولا يليق بالخالق ولا يترتب عليه الثواب الأخروي. قال ابن القيم: (فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه). والحمد يتضمن إقرار العبد بغنى الله وكماله وافتقاره إلى هدايته ونعمه فقلبه موقن أن المنعم والمتفضل هو الله جل جلاله.
والحمد لله من أطيب الكلام لقوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا يضرك بأيهن بدأت). رواه مسلم. والله سبحانه يحب المدح لما ثبت في مسلم: (ولا أحد أحب إليه المدح من الله).
والحمد لله تعالى يكون بسبب حدوث النعمة وبدونها فهو مشروع في سائر الأحوال وهو خاص بآلة اللسان أما الشكر فمحله عند حدوث النعمة ويكون بالقلب واللسان والجوارح فبين الحمد والشكر عموم وخصوص.
والله جل جلاله مستحق للحمد المطلق لأنه الخالق والمالك والمدبر والرازق حقيقة والمتفضل على أوليائه وأعدائه بجميع أنواع النعم ولأن له الكمال المطلق في جلاله وجماله فهو محمود بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فلا يقضي سبحانه ولا يقدر ولا يحكم ولا يختار ولا يفضل إلا أمرا محمودا لا نقص فيه ولا عيب بوجه من الوجوه.
والله من أسمائه الحميد لكثرة محامده وكثرة من يحمده من الخلائق قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ). فله الحمد حمدا كثيرا بعدد خلق السموات والأرض وما شاء ربنا مما لا يحصيه إلا الله كما ثبت في دعاء المصلي: (اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد).
وعبادة الحمد مشروعة في جميع الأحوال وتتأكد في أحوال:
1- عند الأكل : كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها). رواه مسلم.
وكان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا). رواه البخاري. وهذا يدل على أن حمد الله سبب لنيل رضا الله على العبد.
2- عند النوم والاستيقاظ: كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا) وإذا قام قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور). رواه البخاري. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فَكـم ممن لا كافي له ولا مؤوي). رواه مسلم.
3- عند العطاس: كما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم).
4- عند لبس الثوب الجديد: لما في سنن أبي داود: (ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
5- عند ركوب الدابة: كما ورد: (الحمد لله الذي سخر لنا هذ و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون الحمد لله الحمد لله الحمد لله الله أكبر الله أكبر الله أكبر) .رواه أبوداود والترمذي والنسائي.
6- في صلاة التهجد: كما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن).
7- عند ابتداء الخطبة والموعظة: لما ثبت في السنة في ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بالحمد والثناء قبل الخطب.
8- عند الابتداء في الدعاء: لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء). رواه أبوداود والترمذي.
9- عند فقد الولد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد). رواه الترمذي.
10- عند الانصراف من المجلس: لما في سنن أبي داود: (سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
11- عند رؤية المبتلى: لما يروى في الترمذي: (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا).
12- عند رؤية ما يحب وما يكره: لما يروى في سنن ابن ماجه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال).
والحاصل أن الحمد تشرع عند حصول النعمة وعند حصول المصيبة وعند الاستفتاح في العبادة وعند الفراغ منها وعند الشروع في الدعاء وعند تغير الأحوال وعند وقوع الكربة وعند الثناء على الرحمن.
والحمد لله لها فضائل عظيمة لا يحصيها إلا الله فهي تملأ الميزان كما ثبت في صحيح مسلم وهي حبيبة للرحمن وثقيلة في الميزان كما ثبت في البخاري وهي أفضل الدعاء وأفضل الذكر كما ورد في الترمذي وهي غراس الجنة من الشجر كما ورد في الترمذي ومن قالها كتبت له حسنات ومحيت عنه خطيئات كما في مسند أحمد: (ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة). وقال الحسن: (ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها). وذلك لأن الدنيا فانية والحمد باقية من الباقيات الصالحات. والحمد آخر كلام أهل الجنة وقد ورد في الحديث: (أن أهل الجنة يلهمون التحميد والتسبيح كما يلهمون النفس). والتلفظ بالحمد يبارك للعبد في الأمور وييسرها عليه لأن بركة الله تنال بذكره وتمجيده.
والمؤمن إذا حمد الله في السراء والضراء شعر برضا ويقين في روحه واستسلام مطلق لله لأنه فوض أمره لله ورضي بقضائه وقدره واعترف وأقر أن النعم من الله لا كسب له ولا حول ولا قوة في حصولها من قبل نفسه لأنه فقير إلى الله وعاجز عن الإحاطة بالنعم وجاهل بجميع أسباب النعم.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الحمد لربه ولذلك سمي أحمد لكثرة حمده فقد كان يثني على الله بما هو أهله في سائر الأحوال لكمال معرفته بأسماء الله وصفاته وأفعاله وفضله وعدله ورحمته ولما كان صلى الله عليه وسلم أحمد الخلائق بالله وأعظمهم قياما بحمده أعطي لواء الحمد يوم القيامة كما قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر). رواه أحمد. وقال محمد بن كعب: (كان نوح عليه السلام إذا أكل قال الحمد لله وإذا شرب قال الحمد لله وإذا ركب قال الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا).
وكان الحسن إذا جلس مجلسا يقول : (اللهم لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال بسطت رزقنا وأظهرت أمتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد كثيرا كما تنعم كثيرا وصرفت شرا كثيرا فلوجهك الجليل الباقي الدائم الحمد الحمد لله رب العالمين).
فينبغي للمؤمن أن يكون من الحمادين لله في السراء والضراء في السر والعلن ليفوز بالثواب وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل الجنة قال سعيد بن جبير: (أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء والضراء).
فالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله حمدا يملأ السموات والأرض وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد بمجامع حمده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم عدد ما حمده الحامدون وغفل عن ذكره الغافلون وعدد ما جرى به قلمه وأحصاه كتابه وأحاط به علمه.
خالد سعود البليهد
1/11/1433
منقووول