شوقي الى الله ابكاني
18 Jun 2013, 08:11 AM
الخير أبقى وإن طال الزمان به
قال القا ضي يحيى بن أكثم :
دخلت على هارون الرشيد ، وهومطرق مفكر ، فقال لي :
الرشيد : أتعرف قائل هذا البيت :
الخير أبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد
يحيى : يا أميرالمؤ منين،إن لهذا البيت شأنا مع عبيد بن الأبرص !
الرشيد : حدثني عنه
يحيى : يا أمير المؤمنين ، حدث عبيد قال :
عبيد : كنت في بعض السنين حاجَا ، فلما توسطت البادية في يوم شديد الحر،سمعت ضجَة عظيمة في القافلة ألحقت أولها بآخرها ،فسألت عن القصة.
[فقال رجل من القوم]
الرجل : تقدم تر ما بالناس .
[فتقدم عبيد إلى أول القافلة فإذا بشجاع (الذكر من الحيات) أسود فاغر فاه كالجذع، وهو يخور كما يخور(يصيح) الثور ويرغو (يضج) كرغاء البعير ، فهاله أمره ، وبقى لا يهتدي إلى ما يصنع ،فعدلت القافلة عن طريقه إلى ناحية أخرى، فعارضهم ثانية ولم يجسُر أحد من القوم أن يقربه].
[فقال عبيد] :
عبيد : أفدي هذا العالم بنفسي ، وأتقرب إلى الله تعالى بخلاص هذه القافلة منه .
[فأخذ قربه من الماء فتقلدها وسل سيفه ، فلما رآه قرب منه سكن ، وبقى عبيد بن الأبرص متوقعا منه وثبه يبتلعه فيها ، فلما رأى القربه فتح فاه ، فجعل فم القربه في فيه ، وصب الماء كما يصب في الإناء . فلما فرغت القربه تسيَب في الرمل ومضى ، فتعجب من تعرضه لهم وانصرافه عنهم من غير سوء لحقهم ، ومضوا لحجًهم] :
[ثم عادوا في طريقهم ذالك ، وحطوا في منزلهم ذالك ، في ليله مضلمه مدلهمه ، فأخذ عبيد شئا من الماء ، وعدل إلى ناحيه عن الطريق ، فأخذت عينه ،فنام مكانه ،فلما أستيقظ من النوم لم يجد للقافلة حسا، وقد ارتحلوا ، وبقى منفردا لم يرى أحدا ، ولم يهتد إلى ما يفعله ، وأخذته الحيرة ،وجعل يضطرب، وإذا بصوت هاتف يسمع صوته ولايرى شخصه يقول :
الهاتف :
ياأيها الشخص المضلُ مركبه ماعنده من ذي رشاد يصحبه
دونك هذا البكر منَا تركبه وبكرك الميمون حقا تجنبه
حتى إذا ما الليل زال غيهبه عند الصباح في الفلا تسيبه
[فنظر عبيد، فإذا ببكرقائم عنده، وبكره إلى جانبه، فأنساخه وركبه، وتجنب بكره، فلما سارقدر عشرة أميال لاحت له القافلة ، وانفجر الفجر، ووقف البكر،فعلم عبيد أنه قد حان نزوله، فتحول إلى البكر وقال] :
عبيد :
يا أيها البكرقد أنجيت من كرب ومن هموم تضل المدلج الهادي
ألا فخبرني بالله خالقنا من ذا الذي جاد بالمعروف في الوادي
وارجع حميدا فقد بلغتنا مننا بوركت من ذي سنام رائح غادي
[فالتفت البكر إليه، وهو يقول] :
الهاتف :
أنا الشجاع الذي ألفيتني رمضا والله يكشف ضر الحائرالصادي
فجدت بالماء لما ضن حامله نصف النهار على الرمضاء الوفي
الخير أبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد
هذا جزاؤك منا لايمن به لك الجميل علينا إنك البادي
[فعجب الرشيد من قوله، وأمر بالقصة والأبيات فكتبت وقال ] :
الرشيد : لايضيع المعروف أين وضع!http://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gifhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gif كتاب http://www.balasmr.net/uploads/13258888121.gifأدب الجنhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gifhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gifhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gif
قال القا ضي يحيى بن أكثم :
دخلت على هارون الرشيد ، وهومطرق مفكر ، فقال لي :
الرشيد : أتعرف قائل هذا البيت :
الخير أبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد
يحيى : يا أميرالمؤ منين،إن لهذا البيت شأنا مع عبيد بن الأبرص !
الرشيد : حدثني عنه
يحيى : يا أمير المؤمنين ، حدث عبيد قال :
عبيد : كنت في بعض السنين حاجَا ، فلما توسطت البادية في يوم شديد الحر،سمعت ضجَة عظيمة في القافلة ألحقت أولها بآخرها ،فسألت عن القصة.
[فقال رجل من القوم]
الرجل : تقدم تر ما بالناس .
[فتقدم عبيد إلى أول القافلة فإذا بشجاع (الذكر من الحيات) أسود فاغر فاه كالجذع، وهو يخور كما يخور(يصيح) الثور ويرغو (يضج) كرغاء البعير ، فهاله أمره ، وبقى لا يهتدي إلى ما يصنع ،فعدلت القافلة عن طريقه إلى ناحية أخرى، فعارضهم ثانية ولم يجسُر أحد من القوم أن يقربه].
[فقال عبيد] :
عبيد : أفدي هذا العالم بنفسي ، وأتقرب إلى الله تعالى بخلاص هذه القافلة منه .
[فأخذ قربه من الماء فتقلدها وسل سيفه ، فلما رآه قرب منه سكن ، وبقى عبيد بن الأبرص متوقعا منه وثبه يبتلعه فيها ، فلما رأى القربه فتح فاه ، فجعل فم القربه في فيه ، وصب الماء كما يصب في الإناء . فلما فرغت القربه تسيَب في الرمل ومضى ، فتعجب من تعرضه لهم وانصرافه عنهم من غير سوء لحقهم ، ومضوا لحجًهم] :
[ثم عادوا في طريقهم ذالك ، وحطوا في منزلهم ذالك ، في ليله مضلمه مدلهمه ، فأخذ عبيد شئا من الماء ، وعدل إلى ناحيه عن الطريق ، فأخذت عينه ،فنام مكانه ،فلما أستيقظ من النوم لم يجد للقافلة حسا، وقد ارتحلوا ، وبقى منفردا لم يرى أحدا ، ولم يهتد إلى ما يفعله ، وأخذته الحيرة ،وجعل يضطرب، وإذا بصوت هاتف يسمع صوته ولايرى شخصه يقول :
الهاتف :
ياأيها الشخص المضلُ مركبه ماعنده من ذي رشاد يصحبه
دونك هذا البكر منَا تركبه وبكرك الميمون حقا تجنبه
حتى إذا ما الليل زال غيهبه عند الصباح في الفلا تسيبه
[فنظر عبيد، فإذا ببكرقائم عنده، وبكره إلى جانبه، فأنساخه وركبه، وتجنب بكره، فلما سارقدر عشرة أميال لاحت له القافلة ، وانفجر الفجر، ووقف البكر،فعلم عبيد أنه قد حان نزوله، فتحول إلى البكر وقال] :
عبيد :
يا أيها البكرقد أنجيت من كرب ومن هموم تضل المدلج الهادي
ألا فخبرني بالله خالقنا من ذا الذي جاد بالمعروف في الوادي
وارجع حميدا فقد بلغتنا مننا بوركت من ذي سنام رائح غادي
[فالتفت البكر إليه، وهو يقول] :
الهاتف :
أنا الشجاع الذي ألفيتني رمضا والله يكشف ضر الحائرالصادي
فجدت بالماء لما ضن حامله نصف النهار على الرمضاء الوفي
الخير أبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد
هذا جزاؤك منا لايمن به لك الجميل علينا إنك البادي
[فعجب الرشيد من قوله، وأمر بالقصة والأبيات فكتبت وقال ] :
الرشيد : لايضيع المعروف أين وضع!http://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gifhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gif كتاب http://www.balasmr.net/uploads/13258888121.gifأدب الجنhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gifhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gifhttp://www.balasmr.net/uploads/13258888122.gif