محمد محمد البقاش
04 Dec 2015, 07:01 PM
المجرم بوتين والتدخل في سوريا
(رسالة من أديب مغربي إلى النائب الأمريكي رئيس روسيا؛ بوتين، بواسطة سفيره بالرباط)
سيادة السفير الروسي بالرباط:
في البداية يجب أن تعلم سيادة السفير ويعلم العالم معك أننا لا نقبل تدخل غير المسلمين في شؤوننا لأننا أمة من دون الناس كما قال رسول الله إلى الناس كافة محمد صلى الله عليه وسلم، لا نقبل حلولا تُفْرض علينا من طرف غيرنا، لا نقبل أجنبيا يفصل الخصومات بيننا والأجنبي ليس من كان من ديننا، بل هو كل من لم يعتقد عقيدتنا ويتبنى شريعتنا، فنحن مهما اعتدينا على بعضنا البعض، ومهما ظلمنا بعضنا البعض لن نسمح لغيرنا أن يتدخل في أمورنا، وأي ذريعة للتدخل مرفوضة مهما كانت، فالإرهاب الذي تعلِّقون عليه أوساخكم وتتخذونه سبيلا لابتزازنا والتدخل في بلداننا؛ نراه إرهابا صادرا عنكم أنتم، فأنتم من ترهبوننا، أنتم من تقتلوننا، أنتم من تحاربوننا، أنتم من تروِّعوننا، أنتم من تهجِّروننا، أنتم من تفقِّروننا، أنتم من تسرقون خيراتنا، أنتم من تدمِّرون بلداننا، أنتم من تخربون عقولنا، أنتم من تمنعوننا من التحرر، أنتم من لا تسمحون لنا بالعيش وفق مبدئنا وثقافتنا، أنتم من تمنعوننا من تطبيق شريعتنا وسيادة حضارتنا، أنتم من زرعتم إسرائيل في بلادنا فلسطين، أنتم من نصّبتم علينا عملاءكم يسوموننا سوء العذاب وينفذون لكم سياساتكم.
إن الإرهاب الذي تصفون به من تريدون، وتنزعون صفته عمَّن تريدون لا يسمح لكم بالقيام بأي عمل في بلداننا، خذ الدولة الإسلامية مثلا، فقد وجدت بعد الثورة السورية بشهور، وأعلنت الخلافة في: 29 يونيو 2014م، والثورة السورية انطلقت في: 26 فبراير 2011م، ورئيسك بوتين والمرتدّ أوفاما وأولاند وكاميرون وغيرهم يتخذون من وجود الدولة الإسلامية ذريعة للتدخل وهم متدخِّلون في سوريا قبل ظهور الدولة الإسلامية، يستغبوننا والغباء صفة لهم، فهذا بشار الأسد يقوم بأعمال إرهابية بشعة غير مسبوقة من مجرم في التاريخ في حق الشعب السوري على مرأى ومسمع من حماة حقوق الإنسان، فهل هناك أبشع وأقبح من إرهاب بشار الأسد إلا عند نفس الشيعة من النُّصيْرِيين والاثني عشريين في سوريا والعراق ولبنان؟ يخوِّفوننا من الدولة الإسلامية ونحن لا نخافها لأنهم منا، ومن كان منا لا يخيفنا، بل يخيفكم، وإذا صدر عنهم مثلا ما يؤكد ظلمهم برؤيتنا نحن للظلم والعدل وليس رؤيتكم أنتم؛ فذلك لا يسمح لكم بمحاسبتهم ولا معاقبتهم، فأنتم أجانب عنهم وعنا، فهم منا ونحن أولى بمحاسبتهم على أعمالهم ومعاقبتهم على جرائمهم إن أجرموا ولم يجرموا كثيرا بل كثير الأكثر ولكن في وسائل إعلامكم، ثم إن الذي يجرم في بلدانكم منا لا نسمح لكم بمحاسبته ولا معاقبته لأن العدل ليس في مبدئكم ولا في قوانينكم ولن يتحقق عند فرار المظلوم من الظالم إلى الظالم وأنتم الظَلَمَة، أنتم الخصم والحكم، فالظالم ينبغي ألا يكون قاضيا أبدا.
وفي صفة علماء لهم وقد غلب عليهم الغباء السياسي ومنهم من هم مأجورون.. في صفة علماء لهم بالخوارج وهم للحق والحقيقة ليسوا كذلك؛ أقول قولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخوارج وليس فيهم وقد قاتلوه: ((إخواننا بَغَوْا علينا))، فعلي رضي الله عنه وهو أفقه من العلماء المذكورين يعتبرهم إخوانه عملا بالآية التي تنص على أن المؤمنين إخوة، وهم يعتبرونهم خارج ملة الإسلام علما بأن الخوارج قد كفّروا عليا وصرّحوا بكفره في وجهه وهو لم يكفِّرهم.
إن التشبيه في اللغة العربية له شروطه، وتشبيه علماء للدولة الإسلامية بالخوارج ليس كذلك لأن عقائدهم هي عقائد موجودة عند غيرهم قديما وحديثا ممن هم من مذاهب وطوائف أخرى، وإن أمر الخوارج قد انقطع منذ زمن بعيد مثلهم مثل المعتزلة وهذا لوحده كاف لإدراك الخلل في التشبيه، فلو كان الأمر عرضا تاريخيا فلا بأس، أما أن يشبه به فللتشبيه طرق خاصة به، وللغة العربية سلطان يجب احترامه، خذ مثلا رئيسك المجرم "بوتين"، هذا القاتل للشعب السوري يعتبرونه ثعلبا والثعلب من صفاته الحيلة وهي في حد ذاتها ذكاء ولكن ذكاء "بوتين" ارتكز على خداع الشعب الروسي مع "يلتسين" في صفقة خسيسة ليصبح رئيسا وبها أهان شعبه، ثم بالتمثيليات البليدة كتلك التي كانت بـ"مدفيدف"، والرائد لا يكذب أهله، وهو قد استبغل لأوباما فركب هذا الأخير ظهره دون برذعة وورّط بانبطاحه شعبه المسالم.. فهل هذا يدل على ذكاء؟ كلا، وعليه فالتشبيه لمن لا يغش قارءه وسامعه يجب أن يكون وفق شروط وضعت من طرف الواضع الأول.
إن ما يراد لسوريا الحبيبة صناعة أمريكية، فالحل الأمريكي الذي ظهر وهو جنيف ولا يزال يطرح بين الحين والآخر؛ حل أمريكي، والحل الذي يمارَس في الواقع بالنيابة عنها وهو السعي نحو تقسيم سوريا؛ حل أمريكي أيضا تشوش عليه أوروبا حرصا على بعض نفوذها المتبقي أو طمعا في نفوذ جديد أو إشراك لها في إدارة المنطقة على الأقل، وقد سارت فيه أمريكا بالعراق خطوات كبيرة بالتآمر واختيار لاعبين محنّكين بماض دموي سادّي لإثارة النعرات الطائفية قادها طائفيون أبرزهم الطائفي البغيض نوري المالكي، وإعطاء دور هام لصاحب القلب الممتلئ حقدا والفائض حَنَقاً على الصحابة الكرام وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكل من يجلهم ويحبهم بحب الله لهم ورسوله؛ خمينائي.
إن الدور المسرحي الذي أعطي لإيران في العراق وسوريا والمنطقة موصل للتقسيم، وستقسَّم نفس إيران أيضا ولكن بعد حين، وما روسيا إلا أداة تخفٍّ نعامية (نسبة إلى النعامة) تستعملها أمريكا لتعبِّد من خلالها للتقسيم، وفي استعمالها لها توريط لها، وتعبِّد من خلال أدواتها الأخرى إيران وحزب الله والمليشيات الشيعية طريق التقسيم، وهذا الدور ظاهر للواعي سياسيا، واذكر إن شئت قولة نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن حين صرح بأفضلية جعل العراق فدراليا وسطه للسنة وجنوبه للشيعة وشماله للأكراد.
ونحن لا نغفل الخيانات الجارية في سوريا بالرغم من الدماء التي تهرق من أجل التحرر الحقيقي وليس التحرر الشكلي، لا نغض الطرف عن تفاصيل خفايا الاتفاق الذي تم بين ممثلين من جيش الفتح في ريف إدلب وبين الوفد الإيراني ممثلاً عن النظام المجرم في سوريا بضمانة من هيئة الأمم المتحدة العنصرية.
لا نغفل ما جاء في الاتفاق الذي يمر بمرحلتين تبدآن بإخراج المقاتلين من "الزبداني" مع عائلاتهم بعد تدمير أسلحتهم الفعالة التي أذاقت النظام وأحلافه في إيران ولبنان أشد الويلات، ينتهي الاتفاق الخياني بإخراج المقاتلين من "وادي بردى" كله بما فيها "بقين" و "مضايا"، الشيء الذي يعني التسليم التام للمناطق التي تمد دمشق بأسباب الحياة، ولقد أذاق المجاهدون فيها للنظام السوري كل أنواع الذل والهوان، وأظهروا فيها ألوانا رائعة من الشجاعة والإقدام والتضحية، بعد كل ما ذكر وبعد سنوات من الحصار الإجرامي للغوطة بشكل عام ولوادي بردى بشكل خاص وقد استعصت على النظام السوري فشارف فيها على الانهيار؛ يُكافأ بسحب الثوار وتدمير أسلحتهم ، يكافأ بالخروج الذليل والمخزي لهم ورميهم في أقاصي البلاد حيث لا أهمية لوجودهم إلا حيث هم مرابطون، لا قيمة لهم إذا سمحوا بتسليم المناطق كلها أو بعضها لإيران وروسيا لتبدأ ماكينة الإعلام المضلل في الإعلان عن انتصارات وهمية للنظام السوري وإيران وروسيا والمليشيات الشيعية وهي خيانات في حقيقتها، وما أدراك ما الخيانات التي اكتوينا بها قديما وحديثا ولم نزل من طرف عملاء مدسوسين فينا تستعملهم أمريكا بواسطة عملاء عرب من الحكام، في تلك الخطوات سوف يسجل للنظام السوري نصر وبه ينتعش، وبه يقع من جديد في شَرَك الغباء السياسي منخدعون جدد يصدقون أنه مقاوم وممانع، وللعلم فإن مثل بشار الأسد والنصيريين وكل الشيعة الاثني عشريين منافقون وفق رؤية الإسلام لهم، لأنهم يهدمون أهم عقائده خصوصا اعتقادهم بتحريف القرآن الكريم، وطعنهم في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم باتهامهم أمنا عائشة رضي الله عنها بالزنا وقولهم أنها جمعت ثروة منها، وسبهم للصحابة الكرام رضوان الله عليهم واتهام أكثريتهم بالارتداد وتكذيبهم لله عزل وجل في بيان رضوانه لهم وذلك يشمل حياتهم ومماتهم، وزعم البداء له، أي أن الله يعود في حكمه كما يعود الناس، يقرر شيئا ثم يظهر له تغييره فيغيره وكأنه بشر وفي ذلك زندقة وأي زندقة إذ لا ينزهون الله تعالى وهو غني عن تنزيههم لأنه منزه في ذاته وبذاته جل وعلا، بل يضعونه موضع مخلوقاته العاجزة والناقصة والمحتاجة، وادعاء العصمة بشكل عنصري فقط لعلي وبعض ذريته دون غيرهم كالحسن والحسين وزين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والأسطورة محمد بن الحسن؛ المهدي المنتظر وهم جميعا وغيرهم ممن ليسوا أنبياء يستحيل أن يكونوا معصومين عقلا وشرعا، واعتبار الزنا من الإسلام فيما يسمى عندهم بزواج المتعة.. فهم مع ذلك يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهذا مع ذاك لا يستقيم أبدا، وبعقيدتهم هذه كانوا منافقين، والمنافق لا يؤمن على عهد، لأنه غدّار، ولا يحسب له أي وعد لأنه عديم المروءة، فإن عاهدك عاهد عند ضعف وانكسار سرعان ما يغدر بك، وإن ناصحته كذبك لإنه شيطان إنسي.
ويشارك في التآمر على رغبة التحرر غير الشكلي أناس وصوليون، وانظر إن شئت إلى مناشدات ثوار الزبداني لسائر المقاتلين في الجبهات من جيش الإسلام في الغوطة، إلى جيش الفتح في إدلب، ناشدوهم بالمسارعة لنجدتهم قبل فوات الأوان وذلك بالعمل على كسر الحصار الخانق الذي فُرض عليهم، والنتيجة أن تذرع "زهران علوش" في رده على مناشدة الشيخ أحمد الصياصني بعجزه عن نصرة الزبداني، ولاحقا، وبعد أن فات الأوان، قام بحركة تجميلية سماها معركة "الله غالب" قام بها ليغطي عورته بصمته التآمري وقعوسه الآثم عن نجدة الزبداني... والكل يعلم أن لديه من القوة والقدرة ما يمكِّنه من كسر الحصار على الزبداني لو أراد ذلك.
وانظر إن شئت أيضا إلى اللاجئين السوريين، فقد انضافوا إلى غيرهم في العالم فأضحوا 60 مليون لاجئ بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، وسبب لجوء الناس هو نفس الدول الأوروبية وأمريكا، فحيث ما نشبت حرب أوقدت نارها دول الغرب هرب الناس منها ولجأوا إلى بلدان أخرى، فالعراق والصومال مثلا كانتا آمنتين فغزتهما دول الغرب وتسببت في اللجوء، وبلدان غنية بثرواتها تدخَّل فيها الغرب وسرق خيراتها واستعبد الناس فيها اقتصاديا فتسبب في الفقر والجوع كما في نيجيريا والكاميرون وإيريتريا وغامبيا..
هذه هي بلوانا مع المعتدين الإمبرياليين والعملاء الوصوليين والمنافقين الشيعة، والآن معكم، ولكن لا بأس فهدفنا نبيل وجزاء السعي إليه عظيم وهو نوال رضوان الله عز وجل وليس رضوان أوروبا ولا أمريكا ولا أيّاً كان ممّن تغلبه أمعاؤه فتسير به إلى حيث تعرف.
سيادة السفير الروسي بالرباط:
ما ذُكر لك غيض من فيض، وأحببت أن أربط موضوعي بما يفيد سياسيا وثقافيا، فربما كنت مخاطبا قلبا منغلقا على الظلم مفتوحا على الإنصاف.
إن الاتفاق المذكور بالرعاية التركية وضمانة الأمم المتحدة العنصرية نسخة مضغوطة من نسخ جنيف يدل على الحل الأمريكي الذي صاغه "دي ميستورا" يسير فيه الجميع، فالهُدَن المحلية خطوات ستؤدي إلى هدنة كبرى هي الحل السياسي وهو الحل الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا تسير في هذا الاتجاه، وتسير أيضا في اتجاه التصعيد والقتل والتدمير غير أنها لم تنجح إلى الآن في أي منهما ولكنها تسعى وستظل تسعى إلى أن ترغم على القبول بحل غيرها أو تحقق سياستها.
التقسيم لبلادنا هدفه منعنا من الوحدة، وهو ماركة أوروبية وصناعة أمريكية تستعمل للوصول إليه كل وسائل الإجرام كالغدر والخيانة والتآمر وإشعال الحرائق وإيقاظ الفتن وشراء الذمم وكسب عملاء لأنها قد جعلت من الإسلام عدوا بديلا للشيوعية وذلك منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، وأوروبا تشاركها نفس الرؤية في هذا الباب وقد تعلمت أمريكا منها صناعة التقسيم بسايكس بيكو وتريد أن تزيد حتى لا يبقى ما يُقسَّم، ويريد غير الغرب مع الغرب كالصين وروسيا والهند ألا تسود المسلمين حضارتهم، وألا يجتمعوا في كيان سياسي واحد خوفا من تطلعه لمنع ظلم نفس أمريكا للأمريكيين وأوروبا للأوروبيين وروسيا للروسيين والصين للصينيين لأن حضارة الإسلام ليست نتاج عقول عاجزة ناقصة محدودة متأثرة ببيئتها، بل هي من الله الذي لا يُحدُّ بحدّ لأنه إن حُدَّ كانت له بداية، و من كانت له بداية كانت له نهاية وهذه صفة المخلوق العاجز الناقص المحتاج وليس صفة الخالق، ولا يخطئ ولا يعجز ولا يتأثر، وهي التي تقنع العقل وتوافق الفطرة وتملأ القلب بالطمأنينة، أما غيرها كالحضارة الرأسمالية فهي عبارة عن مصنع يتم فيه مسخ الإنسانية، والاشتراكية وهي عبارة عن عربة يجرها خنزير أعمى، إنهما نتاج عقول ذُكر لك من صفاتها ما ذُكر، وبالمناسبة وعند الوقوف على هذه النقطة أغتنمها فرصة فأدعوك إلى الإسلام وادع رئيسك للإسلام أيضا ففيه خيرك وخيره وخير كل من اعتنقه.
لقد أصر أجير أمريكا السياسي "بوتين" أن يكون تابعا لها في تنفيذ سياساتها بسوريا نيابة عنها مقابل حفنة من الدولارات وتحقيقا لمصالح لو أنه عقَل كالعقلاء لكانت أضعافها معنا نحن المسلمين وليس مع الغرب ولكنه أبى إلا أن يكون إِمّعة لأمريكا.
"لقد نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن السيناتور "جون ماكين" في مجلس الشيوخ الأمريكي قوله إن الولايات المتحدة منخرطة مع روسيا في حرب بالوكالة في سوريا..." الجزيرة 5/10/2015،.
((روسيا دولة مستعمِرة تختلف عن الغرب ولكنها مستعمِرة لبعض بلادنا وتحاول أن تجد لنفسها نفوذا على حساب الغرب، فقد استولت على بلاد المسلمين في آسيا الوسطى واستقطعتها من دولة الخلافة؛ الدولة العثمانية كالشيشان، وأنجوشيا، وداغستان، وبلقاريا، وأوستيا، وأديجيا، وأبخازيا..، وكونها فعلت، وكوننا سكتنا عنها لا يعني أننا جميعنا سواء في عدم المطالبة بحقوق أمة الإسلام، كلا، فمنا من لا يزال يبين أن روسيا أخذت منا بلادنا في آسيا الوسطى يجب استردادها منها مثل ذلك مثل الأندلس، وهذا ليس حلما أو خيالا، بل هو ممكن عقلا، والممكن عقلا ممكن فعلا. روسيا دولة موجودة في سوريا بإرادة أمريكا، فمصالحها فيها قد سمحت لها بها أمريكا من بيع للأسلحة واستئجار للخبراء وغير ذلك. وهي منذ فترة من حكم المجرم الهالك حافظ الأسد تستأجر ميناء طرطوس وتستغله لمصالحها وكل ذلك تحت عدسة أمريكا. واليوم بثورة الشام المجيدة كان لها دور هام بحيث سخرتها أمريكا للوقوف في المقابل بتمثيلية بغيضة وروسيا تفعل ذلك وهي واعية خصوصا بالثعلب بوتين، فهو يريد من خلال التدخل الموصوف والإرادة الأمريكية أخذ سوريا وقد ينجح وربما لا ينجح، المهم أنه يقوم بدور قذر يمارس القوادة السياسية والعهر السياسي وأمريكا ليست في عجلة من أمرها حتى ينجلي الأمر عن تغيير شكلي تسميه تحريرا واستقلالا وبه تضرب محاولات المسلمين وتحول بينهم وبين دولتهم وحضارتهم وشريعتهم يعاونها على ذلك روسيا والصين وشرذمة من النفعيين والمنافقين الشيعة وكل ذلك يتحقق ويسار إليه عبر الجرائم الفظيعة والانتهاكات لحقوق الإنسان الغير مسبوقة. روسيا تعمل على سرقة ثورة الشام المجيدة وتحاول أن تستأثر بها وهي واعية على أن النفوذ في سوريا ليس لها ولكنها تحاول بمكرها مادامت شريكا في الصراع الدولي بسوريا فكل المشاركين طماعون ولصوص وهي منهم تعمل على أخذ ما تستطيع أخذه من الكعكة السورية، فجنيف 1 أبقى مصير الأسد مجهولا، وجنيف 2 طالب بإشراكه فيه، ولن ينجح حتى مؤتمر جنيف 3. الكتاب: لصوص ثورة الشام المجيدة (أمريكا، أوروبا، روسيا، الصين، إيران، الشيعة، إسرائيل، تركيا، حزب الله، والعرب) ـ
المؤلف: محمد محمد البقاش أديب باحث وإعلامي من طنجة؛ المغرب ـ الحقوق المادية غير محفوظة للمؤلف خلاف الحقوق المعنوية ـ الغلاف: للرسامة الإسبانية من أصل لبناني فاطمة سعيد مغير Fatima Said Moguir C / Castillo Nº 40 Santa Cruz De Tenerife C. P. 38003 ـ النشرة الإلكترونية الأولى: 11 يونيو 2013م ـ الكتاب صدر ورقيا في رمضان الأبرك لسنة: 1434هـ، الموافق: يوليو: 2013م ـ الإيداع القانوني: 462 ـ 98 ـ ردمد 1114 – 8640 ISSN ـ السحب: ناسابريس بطوطة ـ حي بلير 17 رقم: 28B طنجة ـ الهاتف: 0539939071 ـ الفاكس: 0539373489 )) www.tanjaljazira.com.
وقبل أن أًجْمل لك ما أريد قوله دعني أخبرك لتنقل لرئيسك المجرم أننا في المغرب وفي كل مكان من العالم قد تعرضنا لظلم رئيسك حين قدّم أسلحة للسفاح بشار الأسد، وحين شرع يقتل إخواننا جوّاً في سوريا في 30 سبتمبر 2015، فنحن جسم واحد شاميين ومغاربة وخليجيين ومصريين ويمنيين وروسيين وأمريكيين وأوروبيين.. فجنسيتنا الحقيقية هي عقيدتنا وشريعتنا، هي ديننا، هي قرآننا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فإذا اعتدي على أي منا كان ذلك اعتداء علينا جميعنا، وعليه فرئيسك قد فتح الباب على مصراعيه للاستعداء والبادي أظلم، كما أخبرك لتنقل لرئيسك أننا.. وحين أقول أننا لا تفهم الجمع من دائرة ضيقة، فما بيننا من فُرْقة نتيجة سياسة إمبريالية كرّسها الاستعمار التقليدي؛ رئيسك يخدمها من جديد، فنحن لم نخسر حربا طول حياتنا منذ أن أقام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم دولته بالمدينة المنورة، صحيح قد خسرنا معارك والمعارك دُوَلٌ كالأيام، ولكننا لم نخسر حربا قبلُ، ولن نخسر حربا بعدُ، لم نخسر حربا قطّ، ولن نخسرها أبدا، فلا يغرّنّك ما هو واقع بنا، فالمؤامرات من الغرب والخيانات من أبناء جلدتنا هي التي أفقدتنا كياننا السياسي وليس الحرب.
أريد أن أقول لك قل لرئيسك أن يسحب جنوده الجبناء من سوريا، واسمح لي على إضفاء هذه الصفة على الجنود الروس الذين استرخصهم الأجير بوتين، فصاحب المروءة يأنف الظلم، ومن يقاتل وهو ظالم جبان، فالذين يقاتلون بشار لهم قضية وقد هزموه، وحين استنجد بحزب المهرج السياسي عاشق الميكروفونات الذي يهز إليتيْه رَقِصاً كما لو كان له حوض مونيكا لوينسكي جلبا للجنس كالعاهرات حسن نصر اللات؛ هزموه، وحين دخلت إيران بإذن أمريكي؛ هزموها، وحين اختلطت الأجناس التي تقاتل في سوريا إلى جانب المجرم بشار من باكستانيين ويمنيين وعراقيين وغيرهم؛ هزموهم أيضا، وفي الأخير دخلت دولتك المستأجرة لتمنع بشار من السقوط ولن تمنعه، تخدم بذلك السياسة الأمريكية التي عجزت لحد الآن عن خلق بديل لعميلها المتشرنق (من الشرنقة) في الممانعة بشار الأسد، يمنعها عن تحقيقه؛ اُلمجاهدون، تدخُّل دولتك الغاشم جاء ليؤكد ما نقول، فتدخُّلها ما كان ليكون لولا أن الجميع قد هُزم، وعليه أبشر بهزيمة جند رئيسك ليس كما هزمت جنودكم في أفغانستان على الرغم من تعدد قياداتنا وفي تعددها سبب وجيه لاستئسادكم، بل أقبح وأبشع، وإذا بدأتم تعانون في أي مكان من ضربات مجاهدينا فإنكم أنتم من جلبها بعدوانكم علينا، فلن تناموا أبدا لأن مجاهدينا أحفاد من كان لا ينام ولا يترك أحدا ينام، أتدري من هو؟ إنه سيف الله، إنه من سُمِّيت الخالدية المكلومة باسمه.
وأخيرا وليس آخرا هذه رسالة ثانية إلى السفير الروسي بالرباط بشأن الاعتداء على الشعب السوري الشقيق من طرف دولتك، فلن نسكت عنكم مادمتم تقتلوننا وتعتدون علينا في سوريا والشيشان وغيرهما، ولا تسألني عن عدم إرسال رسائل إلى سفراء القَتَلَة المعتدين الآخرين كالأمريكان والبريطانيين والفرنسيين.. لا تسألني لأنك إن فعلت سقطت في الغباء السياسي والتقصير الوظيفي، فالذي دفع رئيسك للتدخل وزجّ به في مستنقع سوريا التي سيخرج منها منهزما صاغرا؛ هو أمريكا، وغيرها ممن ذُكر لك عداؤهم لنا مستحكم منذ زمن بعيد خصوصا في القرن السابع الهجري بالغزو الفكري والتبشريري، ثم بالغزو العسكري الذي من خلاله خططوا لمستقبلنا هذا الذي نحياه ونعيشه وهو مرفوض نعمل على التحرر منه وسنتحرر بإذن االله، سنعيش رغم أنف الأعداء بثقافتنا ولحضارتنا التي رضيها لنا ربنا.
إنه على الرغم من عيشنا السابق في موسم حصاد الوهم وقرب تجاوزنا لموسم زرع الأمل قد أشرفنا على موسم حصاد الأمل، وإن تمسكنا وتمسك مجاهدينا بالحياة الأخرى هو الذي منحنا القوة لدكّ الجبال ونسفها أبلغ مما تدكّه وتنسفه القنابل النووية، فكيف بدكّ كُوَم التراب الهشّ ونسفها من الظَّلَمَة والقَتَلَة؟
.................
محمد محمد البقاش
الرسالة الثانية للسفير الروسي بالرباط بشأن تدخل بلده في سوريا.
منشورات الجيرة، الإيداع القانوني: 462 ـ 98 ـ ردمد 1114 – 8640 ــ ISSN طنجة في: 23 أكتوبر 2015م.www.tanjaljazira.com mohammed.bakkach@g********* (mohammed.bakkach@g*********)
(رسالة من أديب مغربي إلى النائب الأمريكي رئيس روسيا؛ بوتين، بواسطة سفيره بالرباط)
سيادة السفير الروسي بالرباط:
في البداية يجب أن تعلم سيادة السفير ويعلم العالم معك أننا لا نقبل تدخل غير المسلمين في شؤوننا لأننا أمة من دون الناس كما قال رسول الله إلى الناس كافة محمد صلى الله عليه وسلم، لا نقبل حلولا تُفْرض علينا من طرف غيرنا، لا نقبل أجنبيا يفصل الخصومات بيننا والأجنبي ليس من كان من ديننا، بل هو كل من لم يعتقد عقيدتنا ويتبنى شريعتنا، فنحن مهما اعتدينا على بعضنا البعض، ومهما ظلمنا بعضنا البعض لن نسمح لغيرنا أن يتدخل في أمورنا، وأي ذريعة للتدخل مرفوضة مهما كانت، فالإرهاب الذي تعلِّقون عليه أوساخكم وتتخذونه سبيلا لابتزازنا والتدخل في بلداننا؛ نراه إرهابا صادرا عنكم أنتم، فأنتم من ترهبوننا، أنتم من تقتلوننا، أنتم من تحاربوننا، أنتم من تروِّعوننا، أنتم من تهجِّروننا، أنتم من تفقِّروننا، أنتم من تسرقون خيراتنا، أنتم من تدمِّرون بلداننا، أنتم من تخربون عقولنا، أنتم من تمنعوننا من التحرر، أنتم من لا تسمحون لنا بالعيش وفق مبدئنا وثقافتنا، أنتم من تمنعوننا من تطبيق شريعتنا وسيادة حضارتنا، أنتم من زرعتم إسرائيل في بلادنا فلسطين، أنتم من نصّبتم علينا عملاءكم يسوموننا سوء العذاب وينفذون لكم سياساتكم.
إن الإرهاب الذي تصفون به من تريدون، وتنزعون صفته عمَّن تريدون لا يسمح لكم بالقيام بأي عمل في بلداننا، خذ الدولة الإسلامية مثلا، فقد وجدت بعد الثورة السورية بشهور، وأعلنت الخلافة في: 29 يونيو 2014م، والثورة السورية انطلقت في: 26 فبراير 2011م، ورئيسك بوتين والمرتدّ أوفاما وأولاند وكاميرون وغيرهم يتخذون من وجود الدولة الإسلامية ذريعة للتدخل وهم متدخِّلون في سوريا قبل ظهور الدولة الإسلامية، يستغبوننا والغباء صفة لهم، فهذا بشار الأسد يقوم بأعمال إرهابية بشعة غير مسبوقة من مجرم في التاريخ في حق الشعب السوري على مرأى ومسمع من حماة حقوق الإنسان، فهل هناك أبشع وأقبح من إرهاب بشار الأسد إلا عند نفس الشيعة من النُّصيْرِيين والاثني عشريين في سوريا والعراق ولبنان؟ يخوِّفوننا من الدولة الإسلامية ونحن لا نخافها لأنهم منا، ومن كان منا لا يخيفنا، بل يخيفكم، وإذا صدر عنهم مثلا ما يؤكد ظلمهم برؤيتنا نحن للظلم والعدل وليس رؤيتكم أنتم؛ فذلك لا يسمح لكم بمحاسبتهم ولا معاقبتهم، فأنتم أجانب عنهم وعنا، فهم منا ونحن أولى بمحاسبتهم على أعمالهم ومعاقبتهم على جرائمهم إن أجرموا ولم يجرموا كثيرا بل كثير الأكثر ولكن في وسائل إعلامكم، ثم إن الذي يجرم في بلدانكم منا لا نسمح لكم بمحاسبته ولا معاقبته لأن العدل ليس في مبدئكم ولا في قوانينكم ولن يتحقق عند فرار المظلوم من الظالم إلى الظالم وأنتم الظَلَمَة، أنتم الخصم والحكم، فالظالم ينبغي ألا يكون قاضيا أبدا.
وفي صفة علماء لهم وقد غلب عليهم الغباء السياسي ومنهم من هم مأجورون.. في صفة علماء لهم بالخوارج وهم للحق والحقيقة ليسوا كذلك؛ أقول قولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخوارج وليس فيهم وقد قاتلوه: ((إخواننا بَغَوْا علينا))، فعلي رضي الله عنه وهو أفقه من العلماء المذكورين يعتبرهم إخوانه عملا بالآية التي تنص على أن المؤمنين إخوة، وهم يعتبرونهم خارج ملة الإسلام علما بأن الخوارج قد كفّروا عليا وصرّحوا بكفره في وجهه وهو لم يكفِّرهم.
إن التشبيه في اللغة العربية له شروطه، وتشبيه علماء للدولة الإسلامية بالخوارج ليس كذلك لأن عقائدهم هي عقائد موجودة عند غيرهم قديما وحديثا ممن هم من مذاهب وطوائف أخرى، وإن أمر الخوارج قد انقطع منذ زمن بعيد مثلهم مثل المعتزلة وهذا لوحده كاف لإدراك الخلل في التشبيه، فلو كان الأمر عرضا تاريخيا فلا بأس، أما أن يشبه به فللتشبيه طرق خاصة به، وللغة العربية سلطان يجب احترامه، خذ مثلا رئيسك المجرم "بوتين"، هذا القاتل للشعب السوري يعتبرونه ثعلبا والثعلب من صفاته الحيلة وهي في حد ذاتها ذكاء ولكن ذكاء "بوتين" ارتكز على خداع الشعب الروسي مع "يلتسين" في صفقة خسيسة ليصبح رئيسا وبها أهان شعبه، ثم بالتمثيليات البليدة كتلك التي كانت بـ"مدفيدف"، والرائد لا يكذب أهله، وهو قد استبغل لأوباما فركب هذا الأخير ظهره دون برذعة وورّط بانبطاحه شعبه المسالم.. فهل هذا يدل على ذكاء؟ كلا، وعليه فالتشبيه لمن لا يغش قارءه وسامعه يجب أن يكون وفق شروط وضعت من طرف الواضع الأول.
إن ما يراد لسوريا الحبيبة صناعة أمريكية، فالحل الأمريكي الذي ظهر وهو جنيف ولا يزال يطرح بين الحين والآخر؛ حل أمريكي، والحل الذي يمارَس في الواقع بالنيابة عنها وهو السعي نحو تقسيم سوريا؛ حل أمريكي أيضا تشوش عليه أوروبا حرصا على بعض نفوذها المتبقي أو طمعا في نفوذ جديد أو إشراك لها في إدارة المنطقة على الأقل، وقد سارت فيه أمريكا بالعراق خطوات كبيرة بالتآمر واختيار لاعبين محنّكين بماض دموي سادّي لإثارة النعرات الطائفية قادها طائفيون أبرزهم الطائفي البغيض نوري المالكي، وإعطاء دور هام لصاحب القلب الممتلئ حقدا والفائض حَنَقاً على الصحابة الكرام وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكل من يجلهم ويحبهم بحب الله لهم ورسوله؛ خمينائي.
إن الدور المسرحي الذي أعطي لإيران في العراق وسوريا والمنطقة موصل للتقسيم، وستقسَّم نفس إيران أيضا ولكن بعد حين، وما روسيا إلا أداة تخفٍّ نعامية (نسبة إلى النعامة) تستعملها أمريكا لتعبِّد من خلالها للتقسيم، وفي استعمالها لها توريط لها، وتعبِّد من خلال أدواتها الأخرى إيران وحزب الله والمليشيات الشيعية طريق التقسيم، وهذا الدور ظاهر للواعي سياسيا، واذكر إن شئت قولة نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن حين صرح بأفضلية جعل العراق فدراليا وسطه للسنة وجنوبه للشيعة وشماله للأكراد.
ونحن لا نغفل الخيانات الجارية في سوريا بالرغم من الدماء التي تهرق من أجل التحرر الحقيقي وليس التحرر الشكلي، لا نغض الطرف عن تفاصيل خفايا الاتفاق الذي تم بين ممثلين من جيش الفتح في ريف إدلب وبين الوفد الإيراني ممثلاً عن النظام المجرم في سوريا بضمانة من هيئة الأمم المتحدة العنصرية.
لا نغفل ما جاء في الاتفاق الذي يمر بمرحلتين تبدآن بإخراج المقاتلين من "الزبداني" مع عائلاتهم بعد تدمير أسلحتهم الفعالة التي أذاقت النظام وأحلافه في إيران ولبنان أشد الويلات، ينتهي الاتفاق الخياني بإخراج المقاتلين من "وادي بردى" كله بما فيها "بقين" و "مضايا"، الشيء الذي يعني التسليم التام للمناطق التي تمد دمشق بأسباب الحياة، ولقد أذاق المجاهدون فيها للنظام السوري كل أنواع الذل والهوان، وأظهروا فيها ألوانا رائعة من الشجاعة والإقدام والتضحية، بعد كل ما ذكر وبعد سنوات من الحصار الإجرامي للغوطة بشكل عام ولوادي بردى بشكل خاص وقد استعصت على النظام السوري فشارف فيها على الانهيار؛ يُكافأ بسحب الثوار وتدمير أسلحتهم ، يكافأ بالخروج الذليل والمخزي لهم ورميهم في أقاصي البلاد حيث لا أهمية لوجودهم إلا حيث هم مرابطون، لا قيمة لهم إذا سمحوا بتسليم المناطق كلها أو بعضها لإيران وروسيا لتبدأ ماكينة الإعلام المضلل في الإعلان عن انتصارات وهمية للنظام السوري وإيران وروسيا والمليشيات الشيعية وهي خيانات في حقيقتها، وما أدراك ما الخيانات التي اكتوينا بها قديما وحديثا ولم نزل من طرف عملاء مدسوسين فينا تستعملهم أمريكا بواسطة عملاء عرب من الحكام، في تلك الخطوات سوف يسجل للنظام السوري نصر وبه ينتعش، وبه يقع من جديد في شَرَك الغباء السياسي منخدعون جدد يصدقون أنه مقاوم وممانع، وللعلم فإن مثل بشار الأسد والنصيريين وكل الشيعة الاثني عشريين منافقون وفق رؤية الإسلام لهم، لأنهم يهدمون أهم عقائده خصوصا اعتقادهم بتحريف القرآن الكريم، وطعنهم في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم باتهامهم أمنا عائشة رضي الله عنها بالزنا وقولهم أنها جمعت ثروة منها، وسبهم للصحابة الكرام رضوان الله عليهم واتهام أكثريتهم بالارتداد وتكذيبهم لله عزل وجل في بيان رضوانه لهم وذلك يشمل حياتهم ومماتهم، وزعم البداء له، أي أن الله يعود في حكمه كما يعود الناس، يقرر شيئا ثم يظهر له تغييره فيغيره وكأنه بشر وفي ذلك زندقة وأي زندقة إذ لا ينزهون الله تعالى وهو غني عن تنزيههم لأنه منزه في ذاته وبذاته جل وعلا، بل يضعونه موضع مخلوقاته العاجزة والناقصة والمحتاجة، وادعاء العصمة بشكل عنصري فقط لعلي وبعض ذريته دون غيرهم كالحسن والحسين وزين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والأسطورة محمد بن الحسن؛ المهدي المنتظر وهم جميعا وغيرهم ممن ليسوا أنبياء يستحيل أن يكونوا معصومين عقلا وشرعا، واعتبار الزنا من الإسلام فيما يسمى عندهم بزواج المتعة.. فهم مع ذلك يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهذا مع ذاك لا يستقيم أبدا، وبعقيدتهم هذه كانوا منافقين، والمنافق لا يؤمن على عهد، لأنه غدّار، ولا يحسب له أي وعد لأنه عديم المروءة، فإن عاهدك عاهد عند ضعف وانكسار سرعان ما يغدر بك، وإن ناصحته كذبك لإنه شيطان إنسي.
ويشارك في التآمر على رغبة التحرر غير الشكلي أناس وصوليون، وانظر إن شئت إلى مناشدات ثوار الزبداني لسائر المقاتلين في الجبهات من جيش الإسلام في الغوطة، إلى جيش الفتح في إدلب، ناشدوهم بالمسارعة لنجدتهم قبل فوات الأوان وذلك بالعمل على كسر الحصار الخانق الذي فُرض عليهم، والنتيجة أن تذرع "زهران علوش" في رده على مناشدة الشيخ أحمد الصياصني بعجزه عن نصرة الزبداني، ولاحقا، وبعد أن فات الأوان، قام بحركة تجميلية سماها معركة "الله غالب" قام بها ليغطي عورته بصمته التآمري وقعوسه الآثم عن نجدة الزبداني... والكل يعلم أن لديه من القوة والقدرة ما يمكِّنه من كسر الحصار على الزبداني لو أراد ذلك.
وانظر إن شئت أيضا إلى اللاجئين السوريين، فقد انضافوا إلى غيرهم في العالم فأضحوا 60 مليون لاجئ بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، وسبب لجوء الناس هو نفس الدول الأوروبية وأمريكا، فحيث ما نشبت حرب أوقدت نارها دول الغرب هرب الناس منها ولجأوا إلى بلدان أخرى، فالعراق والصومال مثلا كانتا آمنتين فغزتهما دول الغرب وتسببت في اللجوء، وبلدان غنية بثرواتها تدخَّل فيها الغرب وسرق خيراتها واستعبد الناس فيها اقتصاديا فتسبب في الفقر والجوع كما في نيجيريا والكاميرون وإيريتريا وغامبيا..
هذه هي بلوانا مع المعتدين الإمبرياليين والعملاء الوصوليين والمنافقين الشيعة، والآن معكم، ولكن لا بأس فهدفنا نبيل وجزاء السعي إليه عظيم وهو نوال رضوان الله عز وجل وليس رضوان أوروبا ولا أمريكا ولا أيّاً كان ممّن تغلبه أمعاؤه فتسير به إلى حيث تعرف.
سيادة السفير الروسي بالرباط:
ما ذُكر لك غيض من فيض، وأحببت أن أربط موضوعي بما يفيد سياسيا وثقافيا، فربما كنت مخاطبا قلبا منغلقا على الظلم مفتوحا على الإنصاف.
إن الاتفاق المذكور بالرعاية التركية وضمانة الأمم المتحدة العنصرية نسخة مضغوطة من نسخ جنيف يدل على الحل الأمريكي الذي صاغه "دي ميستورا" يسير فيه الجميع، فالهُدَن المحلية خطوات ستؤدي إلى هدنة كبرى هي الحل السياسي وهو الحل الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا تسير في هذا الاتجاه، وتسير أيضا في اتجاه التصعيد والقتل والتدمير غير أنها لم تنجح إلى الآن في أي منهما ولكنها تسعى وستظل تسعى إلى أن ترغم على القبول بحل غيرها أو تحقق سياستها.
التقسيم لبلادنا هدفه منعنا من الوحدة، وهو ماركة أوروبية وصناعة أمريكية تستعمل للوصول إليه كل وسائل الإجرام كالغدر والخيانة والتآمر وإشعال الحرائق وإيقاظ الفتن وشراء الذمم وكسب عملاء لأنها قد جعلت من الإسلام عدوا بديلا للشيوعية وذلك منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، وأوروبا تشاركها نفس الرؤية في هذا الباب وقد تعلمت أمريكا منها صناعة التقسيم بسايكس بيكو وتريد أن تزيد حتى لا يبقى ما يُقسَّم، ويريد غير الغرب مع الغرب كالصين وروسيا والهند ألا تسود المسلمين حضارتهم، وألا يجتمعوا في كيان سياسي واحد خوفا من تطلعه لمنع ظلم نفس أمريكا للأمريكيين وأوروبا للأوروبيين وروسيا للروسيين والصين للصينيين لأن حضارة الإسلام ليست نتاج عقول عاجزة ناقصة محدودة متأثرة ببيئتها، بل هي من الله الذي لا يُحدُّ بحدّ لأنه إن حُدَّ كانت له بداية، و من كانت له بداية كانت له نهاية وهذه صفة المخلوق العاجز الناقص المحتاج وليس صفة الخالق، ولا يخطئ ولا يعجز ولا يتأثر، وهي التي تقنع العقل وتوافق الفطرة وتملأ القلب بالطمأنينة، أما غيرها كالحضارة الرأسمالية فهي عبارة عن مصنع يتم فيه مسخ الإنسانية، والاشتراكية وهي عبارة عن عربة يجرها خنزير أعمى، إنهما نتاج عقول ذُكر لك من صفاتها ما ذُكر، وبالمناسبة وعند الوقوف على هذه النقطة أغتنمها فرصة فأدعوك إلى الإسلام وادع رئيسك للإسلام أيضا ففيه خيرك وخيره وخير كل من اعتنقه.
لقد أصر أجير أمريكا السياسي "بوتين" أن يكون تابعا لها في تنفيذ سياساتها بسوريا نيابة عنها مقابل حفنة من الدولارات وتحقيقا لمصالح لو أنه عقَل كالعقلاء لكانت أضعافها معنا نحن المسلمين وليس مع الغرب ولكنه أبى إلا أن يكون إِمّعة لأمريكا.
"لقد نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن السيناتور "جون ماكين" في مجلس الشيوخ الأمريكي قوله إن الولايات المتحدة منخرطة مع روسيا في حرب بالوكالة في سوريا..." الجزيرة 5/10/2015،.
((روسيا دولة مستعمِرة تختلف عن الغرب ولكنها مستعمِرة لبعض بلادنا وتحاول أن تجد لنفسها نفوذا على حساب الغرب، فقد استولت على بلاد المسلمين في آسيا الوسطى واستقطعتها من دولة الخلافة؛ الدولة العثمانية كالشيشان، وأنجوشيا، وداغستان، وبلقاريا، وأوستيا، وأديجيا، وأبخازيا..، وكونها فعلت، وكوننا سكتنا عنها لا يعني أننا جميعنا سواء في عدم المطالبة بحقوق أمة الإسلام، كلا، فمنا من لا يزال يبين أن روسيا أخذت منا بلادنا في آسيا الوسطى يجب استردادها منها مثل ذلك مثل الأندلس، وهذا ليس حلما أو خيالا، بل هو ممكن عقلا، والممكن عقلا ممكن فعلا. روسيا دولة موجودة في سوريا بإرادة أمريكا، فمصالحها فيها قد سمحت لها بها أمريكا من بيع للأسلحة واستئجار للخبراء وغير ذلك. وهي منذ فترة من حكم المجرم الهالك حافظ الأسد تستأجر ميناء طرطوس وتستغله لمصالحها وكل ذلك تحت عدسة أمريكا. واليوم بثورة الشام المجيدة كان لها دور هام بحيث سخرتها أمريكا للوقوف في المقابل بتمثيلية بغيضة وروسيا تفعل ذلك وهي واعية خصوصا بالثعلب بوتين، فهو يريد من خلال التدخل الموصوف والإرادة الأمريكية أخذ سوريا وقد ينجح وربما لا ينجح، المهم أنه يقوم بدور قذر يمارس القوادة السياسية والعهر السياسي وأمريكا ليست في عجلة من أمرها حتى ينجلي الأمر عن تغيير شكلي تسميه تحريرا واستقلالا وبه تضرب محاولات المسلمين وتحول بينهم وبين دولتهم وحضارتهم وشريعتهم يعاونها على ذلك روسيا والصين وشرذمة من النفعيين والمنافقين الشيعة وكل ذلك يتحقق ويسار إليه عبر الجرائم الفظيعة والانتهاكات لحقوق الإنسان الغير مسبوقة. روسيا تعمل على سرقة ثورة الشام المجيدة وتحاول أن تستأثر بها وهي واعية على أن النفوذ في سوريا ليس لها ولكنها تحاول بمكرها مادامت شريكا في الصراع الدولي بسوريا فكل المشاركين طماعون ولصوص وهي منهم تعمل على أخذ ما تستطيع أخذه من الكعكة السورية، فجنيف 1 أبقى مصير الأسد مجهولا، وجنيف 2 طالب بإشراكه فيه، ولن ينجح حتى مؤتمر جنيف 3. الكتاب: لصوص ثورة الشام المجيدة (أمريكا، أوروبا، روسيا، الصين، إيران، الشيعة، إسرائيل، تركيا، حزب الله، والعرب) ـ
المؤلف: محمد محمد البقاش أديب باحث وإعلامي من طنجة؛ المغرب ـ الحقوق المادية غير محفوظة للمؤلف خلاف الحقوق المعنوية ـ الغلاف: للرسامة الإسبانية من أصل لبناني فاطمة سعيد مغير Fatima Said Moguir C / Castillo Nº 40 Santa Cruz De Tenerife C. P. 38003 ـ النشرة الإلكترونية الأولى: 11 يونيو 2013م ـ الكتاب صدر ورقيا في رمضان الأبرك لسنة: 1434هـ، الموافق: يوليو: 2013م ـ الإيداع القانوني: 462 ـ 98 ـ ردمد 1114 – 8640 ISSN ـ السحب: ناسابريس بطوطة ـ حي بلير 17 رقم: 28B طنجة ـ الهاتف: 0539939071 ـ الفاكس: 0539373489 )) www.tanjaljazira.com.
وقبل أن أًجْمل لك ما أريد قوله دعني أخبرك لتنقل لرئيسك المجرم أننا في المغرب وفي كل مكان من العالم قد تعرضنا لظلم رئيسك حين قدّم أسلحة للسفاح بشار الأسد، وحين شرع يقتل إخواننا جوّاً في سوريا في 30 سبتمبر 2015، فنحن جسم واحد شاميين ومغاربة وخليجيين ومصريين ويمنيين وروسيين وأمريكيين وأوروبيين.. فجنسيتنا الحقيقية هي عقيدتنا وشريعتنا، هي ديننا، هي قرآننا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فإذا اعتدي على أي منا كان ذلك اعتداء علينا جميعنا، وعليه فرئيسك قد فتح الباب على مصراعيه للاستعداء والبادي أظلم، كما أخبرك لتنقل لرئيسك أننا.. وحين أقول أننا لا تفهم الجمع من دائرة ضيقة، فما بيننا من فُرْقة نتيجة سياسة إمبريالية كرّسها الاستعمار التقليدي؛ رئيسك يخدمها من جديد، فنحن لم نخسر حربا طول حياتنا منذ أن أقام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم دولته بالمدينة المنورة، صحيح قد خسرنا معارك والمعارك دُوَلٌ كالأيام، ولكننا لم نخسر حربا قبلُ، ولن نخسر حربا بعدُ، لم نخسر حربا قطّ، ولن نخسرها أبدا، فلا يغرّنّك ما هو واقع بنا، فالمؤامرات من الغرب والخيانات من أبناء جلدتنا هي التي أفقدتنا كياننا السياسي وليس الحرب.
أريد أن أقول لك قل لرئيسك أن يسحب جنوده الجبناء من سوريا، واسمح لي على إضفاء هذه الصفة على الجنود الروس الذين استرخصهم الأجير بوتين، فصاحب المروءة يأنف الظلم، ومن يقاتل وهو ظالم جبان، فالذين يقاتلون بشار لهم قضية وقد هزموه، وحين استنجد بحزب المهرج السياسي عاشق الميكروفونات الذي يهز إليتيْه رَقِصاً كما لو كان له حوض مونيكا لوينسكي جلبا للجنس كالعاهرات حسن نصر اللات؛ هزموه، وحين دخلت إيران بإذن أمريكي؛ هزموها، وحين اختلطت الأجناس التي تقاتل في سوريا إلى جانب المجرم بشار من باكستانيين ويمنيين وعراقيين وغيرهم؛ هزموهم أيضا، وفي الأخير دخلت دولتك المستأجرة لتمنع بشار من السقوط ولن تمنعه، تخدم بذلك السياسة الأمريكية التي عجزت لحد الآن عن خلق بديل لعميلها المتشرنق (من الشرنقة) في الممانعة بشار الأسد، يمنعها عن تحقيقه؛ اُلمجاهدون، تدخُّل دولتك الغاشم جاء ليؤكد ما نقول، فتدخُّلها ما كان ليكون لولا أن الجميع قد هُزم، وعليه أبشر بهزيمة جند رئيسك ليس كما هزمت جنودكم في أفغانستان على الرغم من تعدد قياداتنا وفي تعددها سبب وجيه لاستئسادكم، بل أقبح وأبشع، وإذا بدأتم تعانون في أي مكان من ضربات مجاهدينا فإنكم أنتم من جلبها بعدوانكم علينا، فلن تناموا أبدا لأن مجاهدينا أحفاد من كان لا ينام ولا يترك أحدا ينام، أتدري من هو؟ إنه سيف الله، إنه من سُمِّيت الخالدية المكلومة باسمه.
وأخيرا وليس آخرا هذه رسالة ثانية إلى السفير الروسي بالرباط بشأن الاعتداء على الشعب السوري الشقيق من طرف دولتك، فلن نسكت عنكم مادمتم تقتلوننا وتعتدون علينا في سوريا والشيشان وغيرهما، ولا تسألني عن عدم إرسال رسائل إلى سفراء القَتَلَة المعتدين الآخرين كالأمريكان والبريطانيين والفرنسيين.. لا تسألني لأنك إن فعلت سقطت في الغباء السياسي والتقصير الوظيفي، فالذي دفع رئيسك للتدخل وزجّ به في مستنقع سوريا التي سيخرج منها منهزما صاغرا؛ هو أمريكا، وغيرها ممن ذُكر لك عداؤهم لنا مستحكم منذ زمن بعيد خصوصا في القرن السابع الهجري بالغزو الفكري والتبشريري، ثم بالغزو العسكري الذي من خلاله خططوا لمستقبلنا هذا الذي نحياه ونعيشه وهو مرفوض نعمل على التحرر منه وسنتحرر بإذن االله، سنعيش رغم أنف الأعداء بثقافتنا ولحضارتنا التي رضيها لنا ربنا.
إنه على الرغم من عيشنا السابق في موسم حصاد الوهم وقرب تجاوزنا لموسم زرع الأمل قد أشرفنا على موسم حصاد الأمل، وإن تمسكنا وتمسك مجاهدينا بالحياة الأخرى هو الذي منحنا القوة لدكّ الجبال ونسفها أبلغ مما تدكّه وتنسفه القنابل النووية، فكيف بدكّ كُوَم التراب الهشّ ونسفها من الظَّلَمَة والقَتَلَة؟
.................
محمد محمد البقاش
الرسالة الثانية للسفير الروسي بالرباط بشأن تدخل بلده في سوريا.
منشورات الجيرة، الإيداع القانوني: 462 ـ 98 ـ ردمد 1114 – 8640 ــ ISSN طنجة في: 23 أكتوبر 2015م.www.tanjaljazira.com mohammed.bakkach@g********* (mohammed.bakkach@g*********)