أبو يوسف
14 Jan 2005, 11:28 PM
فن الدعاء 206
يا رب
يا حليم ،،، إن حلمنا الذي جعلته صفة أساسية فينا لا يثمر إلا إن شئت له ذلك بتوفيقك لنا بأن نحلم على من تحت أيدينا ومن يدفعوننا إلى الغضب فإنك وجهتنا بتوجيه حييك محمد أن نتخلق بأخلاقك بقوله تخلقوا بأخلاق الله وإنك تحلم على عبادك فترزقهم وتعافيهم وتتوب عليهم وتفرح بتوبتهم إن هم تابوا إليك مع مخالفتهم لمنهجك وعصيانهم لك وأنت تراهم ،،، اللهم إنا نرفع إليك أكف الضراعة أن تكسونا يثوب الأخلاق الفاضلة ومنها الحلم حيث تحب أن نحلم والغضب حيث تحب أن نغضب ... وأن تقينا شرور أنفسنا وشر كل ذي شر واجعل تصرفاتنا كلها محبوبة إليك ، مرضية عندك يا كريم ...
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحديث150
الحلقة الثانية
المعية الأولى [1]
ما ذكره الإمام الزبيدي في أول كتاب الحج في حديث حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل رديف رسول الله e فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه وجعل النبي e يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة الوداع [2]
الحكم الفقهي للحج :جواز الإنابة في الحج لمن لم يستطع أداء المناسك بنفسه .
ويقدر الاستطاعة المجيزة للإنابة صاحبها أو من ينوب عنه بوصفه الحالة التي تكون مناطا [3]للحكم ومناط الحكم ما حدده السؤال : وهو عدم القدرة على الثبوت على الراحلة ابتداء من الجمل ومرورا بكل وسيلة تنقل مهما كانت .
معيار النظرة المدركة في التربية معيار مهم لدى المرسل في عملية العلاقات العامة .
تشبه النفوس إلى حد كبير الزجاج بجامع الشفافية والتأثر ، فكما أن الزجاج يتأثر فينكسر وكسره ليس ينجبر كذلك النفوس ؛ فإنها إذا خدشت بأي كلمة أو تصرف خاطئ أثر ذلك على سلامة الاستقبال الإيجابي للرسالة الموجهة إليها. وللنفوس مداخل تتأثر بها تأثرا إيجابيا ؛ لقد كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الفضل وهو ينظر إلى السائلة وتنظر إليه موقف المربي المدرك لمداخل النفوس وما تتأثر به فكان صرفه لوجه الفضل إلى الجانب الآخر هو كل ما فعله عليه الصلاة والسلام ،فلم يعنفه ولم ينصرف إلى هذا الموقف الخاطئ انصرافا كاملا ؛ بل عالجه معالجة عارضة دون أن يحدث في نفسي الفضل والسائلة بما يحرجهما أمام الآخرين وبخاصة أن الجمع الذي كان يحيط بهم غفير ! المتأمل المربي يدرك هذا المعنى جيدا ... هذا التصرف من المربي عليه الصلاة والسلام يدق في الجانب الإعلامي والعلاقات العامة حيث يتسلل إلى النفوس الحاضرة التي تمثل جهات عدة من الحجيج الوافدين من كل فج عميق فتعود كل نفس تخبر بإعجاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ولك أن تسيح بذهنك في كل صوب اتدرك كم ستدك هذه الرسالة من حجب وتصل إلى نفوس لتتأكد من القيمة التربوية الإعلامية لهذا الموقف منه عليه صلاة الله وسلامه في ميدان التربية المدركة ...
وهي نظرة حانية تنبع من صاحب الخلق الكريم والصفات القيادية العالية
إن الحفاظ على الشعور مهمة صعبة لا يوفق إليها إلا أولو النفوس الكبيرة .
لقد كانت تربية النبي صلى الله عليه وسلم بالإشارة فلم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من الشابين ، وكانت الحركة العملية التي قام بها وهي إبعاد وجه العباس وتحويلها إلى الجانب الآخر أسلوبٌ حافظ على الشعور شعور الجميع وغير المنكر ووضع معيارا للمهتمين بالتأثير على النفوس وبخاصة في التجمعات الكبيرة مثل الحج ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - هذا ترتيب التجريد الصريح وليس الترتيب العام للرحلة المباركة حيث بدأت في المدينة المضيفة الحانية حماها الله من كل سوء .
[2] - البخاري 2/551
[3] - المناط عند الأصوليين :العلة التي يتوصل بها إلى الحكم من الأصل إلى الفرع ...أنظر في هذا كتب الأصوليين.. باب القياس
155
صادق الشيخ صادق !
الفأر والمدوم
المدوم سلسلة مترابطة من الحديد معروف
وأصله أن رجلا ذكر في مجلس - فيه مجموعة من الناس وفيهم كبيرهم _ من أذية الفئران له قائلا لقد أكلتْ الصابون فكذبه بعضهم واستبعدوا أن تأكل الفئران الصابون !!
فاستغرب كبير القوم تكذيب شيء معقول فأراد أن يختبر الموجودين فقال : أما أنا فقد مزقت الفئران المدوم !!
فقالوا صادق الشيخ صادق !! وصادق الثانية من باب التأكيد وقد أراد الشيخ أن يظهر نفاقهم وعدم واقعيتهم
وهذا الموقف يتكرر في الحياة والخطير أن يتصف به الإعلاميون أو أصحاب القوة أي قوة كانت ...
إن ذلك يوصل إلى حياة قلقة تتسم بالشقاء ... فما تعيشه الأمم والشعوب من تعاسة هو نتيجة لصادق ... صادق .
يا رب
يا حليم ،،، إن حلمنا الذي جعلته صفة أساسية فينا لا يثمر إلا إن شئت له ذلك بتوفيقك لنا بأن نحلم على من تحت أيدينا ومن يدفعوننا إلى الغضب فإنك وجهتنا بتوجيه حييك محمد أن نتخلق بأخلاقك بقوله تخلقوا بأخلاق الله وإنك تحلم على عبادك فترزقهم وتعافيهم وتتوب عليهم وتفرح بتوبتهم إن هم تابوا إليك مع مخالفتهم لمنهجك وعصيانهم لك وأنت تراهم ،،، اللهم إنا نرفع إليك أكف الضراعة أن تكسونا يثوب الأخلاق الفاضلة ومنها الحلم حيث تحب أن نحلم والغضب حيث تحب أن نغضب ... وأن تقينا شرور أنفسنا وشر كل ذي شر واجعل تصرفاتنا كلها محبوبة إليك ، مرضية عندك يا كريم ...
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحديث150
الحلقة الثانية
المعية الأولى [1]
ما ذكره الإمام الزبيدي في أول كتاب الحج في حديث حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل رديف رسول الله e فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه وجعل النبي e يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة الوداع [2]
الحكم الفقهي للحج :جواز الإنابة في الحج لمن لم يستطع أداء المناسك بنفسه .
ويقدر الاستطاعة المجيزة للإنابة صاحبها أو من ينوب عنه بوصفه الحالة التي تكون مناطا [3]للحكم ومناط الحكم ما حدده السؤال : وهو عدم القدرة على الثبوت على الراحلة ابتداء من الجمل ومرورا بكل وسيلة تنقل مهما كانت .
معيار النظرة المدركة في التربية معيار مهم لدى المرسل في عملية العلاقات العامة .
تشبه النفوس إلى حد كبير الزجاج بجامع الشفافية والتأثر ، فكما أن الزجاج يتأثر فينكسر وكسره ليس ينجبر كذلك النفوس ؛ فإنها إذا خدشت بأي كلمة أو تصرف خاطئ أثر ذلك على سلامة الاستقبال الإيجابي للرسالة الموجهة إليها. وللنفوس مداخل تتأثر بها تأثرا إيجابيا ؛ لقد كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الفضل وهو ينظر إلى السائلة وتنظر إليه موقف المربي المدرك لمداخل النفوس وما تتأثر به فكان صرفه لوجه الفضل إلى الجانب الآخر هو كل ما فعله عليه الصلاة والسلام ،فلم يعنفه ولم ينصرف إلى هذا الموقف الخاطئ انصرافا كاملا ؛ بل عالجه معالجة عارضة دون أن يحدث في نفسي الفضل والسائلة بما يحرجهما أمام الآخرين وبخاصة أن الجمع الذي كان يحيط بهم غفير ! المتأمل المربي يدرك هذا المعنى جيدا ... هذا التصرف من المربي عليه الصلاة والسلام يدق في الجانب الإعلامي والعلاقات العامة حيث يتسلل إلى النفوس الحاضرة التي تمثل جهات عدة من الحجيج الوافدين من كل فج عميق فتعود كل نفس تخبر بإعجاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ولك أن تسيح بذهنك في كل صوب اتدرك كم ستدك هذه الرسالة من حجب وتصل إلى نفوس لتتأكد من القيمة التربوية الإعلامية لهذا الموقف منه عليه صلاة الله وسلامه في ميدان التربية المدركة ...
وهي نظرة حانية تنبع من صاحب الخلق الكريم والصفات القيادية العالية
إن الحفاظ على الشعور مهمة صعبة لا يوفق إليها إلا أولو النفوس الكبيرة .
لقد كانت تربية النبي صلى الله عليه وسلم بالإشارة فلم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من الشابين ، وكانت الحركة العملية التي قام بها وهي إبعاد وجه العباس وتحويلها إلى الجانب الآخر أسلوبٌ حافظ على الشعور شعور الجميع وغير المنكر ووضع معيارا للمهتمين بالتأثير على النفوس وبخاصة في التجمعات الكبيرة مثل الحج ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - هذا ترتيب التجريد الصريح وليس الترتيب العام للرحلة المباركة حيث بدأت في المدينة المضيفة الحانية حماها الله من كل سوء .
[2] - البخاري 2/551
[3] - المناط عند الأصوليين :العلة التي يتوصل بها إلى الحكم من الأصل إلى الفرع ...أنظر في هذا كتب الأصوليين.. باب القياس
155
صادق الشيخ صادق !
الفأر والمدوم
المدوم سلسلة مترابطة من الحديد معروف
وأصله أن رجلا ذكر في مجلس - فيه مجموعة من الناس وفيهم كبيرهم _ من أذية الفئران له قائلا لقد أكلتْ الصابون فكذبه بعضهم واستبعدوا أن تأكل الفئران الصابون !!
فاستغرب كبير القوم تكذيب شيء معقول فأراد أن يختبر الموجودين فقال : أما أنا فقد مزقت الفئران المدوم !!
فقالوا صادق الشيخ صادق !! وصادق الثانية من باب التأكيد وقد أراد الشيخ أن يظهر نفاقهم وعدم واقعيتهم
وهذا الموقف يتكرر في الحياة والخطير أن يتصف به الإعلاميون أو أصحاب القوة أي قوة كانت ...
إن ذلك يوصل إلى حياة قلقة تتسم بالشقاء ... فما تعيشه الأمم والشعوب من تعاسة هو نتيجة لصادق ... صادق .