عبيد المبين
17 Jan 2005, 10:58 AM
السلام عليكم ورحمة الع وبركاته ..
أحبتنا الكرام ..
أما بعد فهذه الحلقة الثالثة في سلسلة ( من مرسالي الخاص ) أسأل الله عز وجل أن ينفع بها ؛ ولم أتمكن من مراسلة صاحبتها لغيابها عن الملتقى منذ فترة طويلة ؛ ولكني أضعها دون ذكر لما يدل على صاحبها ، وهي مسألة علمية مجردة :
الرسالة
( كما هي دون أي تغيير ) :
أخي الكريم
سلام الله عليك
كنت عاوزه اسال حضرتك سؤال بالنسبه لوجود الله عز وجل
في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام بيقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) .
وفي آيه بتقول : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .
وفي آيه تانيه بتقول : ( ولما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا ) .
مش معنى كدا ان ربنا موجود معانا على الأرض ؟
بجد حاجه تحير
اتمنى رد .
الجواب
وعليكم السلام : ورحمة الله وبركاته،،
أختي الكريمة بارك الله فيك ،،
أولاً :
أشكرك على هذه الرسالة التي تطرحين فيها تساؤلات مهمة ، وما أعقل المسلم الذي لا يتردد في السؤال عن أي شيء يتعلق بدينه ، فكيف بالعقيدة .. أشكرك جدا ,, وأسأل الله لك التوفيق والسداد .
ثانياً :
بالنسبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) هذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم وغيره ، وأما معناه فهو : أقرب ما يكون العبد من ربه بالتعبد والتذلل لله تقربا إليه عز وجل والخضوع الذي هو مظنة الإجابة ، يكون وهو ساجد ، لأن هذا ورد في الحث على الإكثار من الدعاء في السجود ؛ فقال : ( فأكثروا الدعاء ) أي في السجود قيل وجه الأقربية أن العبد في السجود داع لأنه أمر به والله تعالى قريب من السائلين لقوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ .. ) ولأن السجود غاية في الذال والانكسار وتعفير الوجه وهذه الحالة أحب أحوال العبد كما رواه الطبراني في المعجم الكبير بسند حسن عن ابن مسعود ؛ ولأن السجود أول عبادة أمر الله تعالى بها بعد خلق آدم فالمتقرب بها أقرب
وهذا الحديث يذكره العلماء في تفسير قول الله عز وجل : ( فاسجد واقترب )
أي : اقترب من الله عز وجل بالسجود ؛ لأنَّ الساجد أقرب العباد إلى ربه ، قرب تعبد وكرامة .
قال ابن تيمية : " إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : { كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ } وَهَذَا نَصٌّ فِي أَنَّهُ فِي حَالِ السُّجُودِ أَقْرَبُ إلَى اللَّهِ مِنْهُ فِي غَيْرِهِ وَهَذَا صَرِيحٌ فِي فَضِيلَةِ السُّجُودِ عَلَى غَيْرِهِ " .
فالأمر يتعلق بالفضل لا بالقرب المكاني .
ثالثاً :
وأما قول الله عز وجل ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) فقد تكلمت عن تفسيرها قبل ذلك وستجدينه على الرابط التالي /
http://www.ala7ebah.com/upload/index.php?showtopic=6125
وخلاصته : " من أسماء الله عز وجل ( القريب ) ، كما في قول الله سبحانه : ﴿فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب﴾ ؛ وقربه سبحانه وتعالى على نوعين :
النوع الأول : قرب عام ، وهو إحاطة علمه بجميع الأشياء ، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، فهو على هذا بمعنى المعية العامة .
النوع الثاني : قرب خاص بالداعين والعابدين والمحبين ، وهو قرب يقتضي المحبة والنصرة والتأييد للعابدين ، كما قال سبحانه : ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ الآية .
ومن فهم هذين المعنيين لـ ( القرب ) ، علم أنه لا تعارض بين هذا وبين ما هو معلوم من استواء الله عز وجل على عرشه – استواء يليق بجلاله وعظمته لا يستطيع البشر إدراك كيفيته – فسبحان العليِّ في دنوه القريب في علوِّه " .
رابعاً :
أختي الكريمة ، الذين يقولون إن الله في كل مكان يقعون في شيء خطير ، لأن معنى هذا - والعياذ بالله - أن الله موجود حتى في أماكن الخلاء ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ؛ وقد تراجع كثير منهم حتى من علماءهم عندما سمعوا هذه الحجة من أهل العلم .
خامساً :
وأما آية الأعراف ( فلما تجلى ربه للجبل .. الآية ) فمعناها : لما تجلى الله جل وعلا وكشف نوره للجبل ، انهد الجبل ؛ ولذلك صعق موسى فخر مغشيا عليه ، ولم تذكر الآية أنه يرى الله عز وجل ، ثم التجلي يكون من الأعلى ، وقال ( تبت إليك ) لأنه تجرأ على سؤال الرؤية ، وكان موسى صلى الله عليه وسلم يظن أن قدرته تتحمل رؤية الله عز وجل .
سادساً :
أن علو الله عز وجل جاء في آيات صريحة جدا مثل قوله عز وجل : ( وهو القاهر فوق عباده ) وقوله سبحانه : (سبح اسم برك الأعلى ) فكيف نقول إنه في كل مكان ، وهو سبحانه يصف نفسه بأنه الأعلى ، أي الذي لا شيء فوقه .. ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) . وفي الفتوى التي أرسلتها لك أدلة أخرى ؛ بارك الله فيك وزادك حرصا وعملا وتوفيقا .
أختي الكريمة :
إذا رأيت أن هذا الجواب غير كاف بالنسبة لك ، فأنا مستعد - إن شاء الله تعالى - لأزيدك جوابا ، فقد اختصرت الجواب ، لأنني لا أعرف مستواك العلمي في الجانب الشرعي والفلسفي .
وسلام الله عليك أختي الكريمة .
وقد ردت - بحمد الله - بما يفيد قناعتها بما فيه .
أخوكم / عبيد المببن
أحبتنا الكرام ..
أما بعد فهذه الحلقة الثالثة في سلسلة ( من مرسالي الخاص ) أسأل الله عز وجل أن ينفع بها ؛ ولم أتمكن من مراسلة صاحبتها لغيابها عن الملتقى منذ فترة طويلة ؛ ولكني أضعها دون ذكر لما يدل على صاحبها ، وهي مسألة علمية مجردة :
الرسالة
( كما هي دون أي تغيير ) :
أخي الكريم
سلام الله عليك
كنت عاوزه اسال حضرتك سؤال بالنسبه لوجود الله عز وجل
في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام بيقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) .
وفي آيه بتقول : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .
وفي آيه تانيه بتقول : ( ولما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا ) .
مش معنى كدا ان ربنا موجود معانا على الأرض ؟
بجد حاجه تحير
اتمنى رد .
الجواب
وعليكم السلام : ورحمة الله وبركاته،،
أختي الكريمة بارك الله فيك ،،
أولاً :
أشكرك على هذه الرسالة التي تطرحين فيها تساؤلات مهمة ، وما أعقل المسلم الذي لا يتردد في السؤال عن أي شيء يتعلق بدينه ، فكيف بالعقيدة .. أشكرك جدا ,, وأسأل الله لك التوفيق والسداد .
ثانياً :
بالنسبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) هذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم وغيره ، وأما معناه فهو : أقرب ما يكون العبد من ربه بالتعبد والتذلل لله تقربا إليه عز وجل والخضوع الذي هو مظنة الإجابة ، يكون وهو ساجد ، لأن هذا ورد في الحث على الإكثار من الدعاء في السجود ؛ فقال : ( فأكثروا الدعاء ) أي في السجود قيل وجه الأقربية أن العبد في السجود داع لأنه أمر به والله تعالى قريب من السائلين لقوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ .. ) ولأن السجود غاية في الذال والانكسار وتعفير الوجه وهذه الحالة أحب أحوال العبد كما رواه الطبراني في المعجم الكبير بسند حسن عن ابن مسعود ؛ ولأن السجود أول عبادة أمر الله تعالى بها بعد خلق آدم فالمتقرب بها أقرب
وهذا الحديث يذكره العلماء في تفسير قول الله عز وجل : ( فاسجد واقترب )
أي : اقترب من الله عز وجل بالسجود ؛ لأنَّ الساجد أقرب العباد إلى ربه ، قرب تعبد وكرامة .
قال ابن تيمية : " إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : { كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ } وَهَذَا نَصٌّ فِي أَنَّهُ فِي حَالِ السُّجُودِ أَقْرَبُ إلَى اللَّهِ مِنْهُ فِي غَيْرِهِ وَهَذَا صَرِيحٌ فِي فَضِيلَةِ السُّجُودِ عَلَى غَيْرِهِ " .
فالأمر يتعلق بالفضل لا بالقرب المكاني .
ثالثاً :
وأما قول الله عز وجل ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) فقد تكلمت عن تفسيرها قبل ذلك وستجدينه على الرابط التالي /
http://www.ala7ebah.com/upload/index.php?showtopic=6125
وخلاصته : " من أسماء الله عز وجل ( القريب ) ، كما في قول الله سبحانه : ﴿فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب﴾ ؛ وقربه سبحانه وتعالى على نوعين :
النوع الأول : قرب عام ، وهو إحاطة علمه بجميع الأشياء ، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، فهو على هذا بمعنى المعية العامة .
النوع الثاني : قرب خاص بالداعين والعابدين والمحبين ، وهو قرب يقتضي المحبة والنصرة والتأييد للعابدين ، كما قال سبحانه : ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ الآية .
ومن فهم هذين المعنيين لـ ( القرب ) ، علم أنه لا تعارض بين هذا وبين ما هو معلوم من استواء الله عز وجل على عرشه – استواء يليق بجلاله وعظمته لا يستطيع البشر إدراك كيفيته – فسبحان العليِّ في دنوه القريب في علوِّه " .
رابعاً :
أختي الكريمة ، الذين يقولون إن الله في كل مكان يقعون في شيء خطير ، لأن معنى هذا - والعياذ بالله - أن الله موجود حتى في أماكن الخلاء ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ؛ وقد تراجع كثير منهم حتى من علماءهم عندما سمعوا هذه الحجة من أهل العلم .
خامساً :
وأما آية الأعراف ( فلما تجلى ربه للجبل .. الآية ) فمعناها : لما تجلى الله جل وعلا وكشف نوره للجبل ، انهد الجبل ؛ ولذلك صعق موسى فخر مغشيا عليه ، ولم تذكر الآية أنه يرى الله عز وجل ، ثم التجلي يكون من الأعلى ، وقال ( تبت إليك ) لأنه تجرأ على سؤال الرؤية ، وكان موسى صلى الله عليه وسلم يظن أن قدرته تتحمل رؤية الله عز وجل .
سادساً :
أن علو الله عز وجل جاء في آيات صريحة جدا مثل قوله عز وجل : ( وهو القاهر فوق عباده ) وقوله سبحانه : (سبح اسم برك الأعلى ) فكيف نقول إنه في كل مكان ، وهو سبحانه يصف نفسه بأنه الأعلى ، أي الذي لا شيء فوقه .. ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) . وفي الفتوى التي أرسلتها لك أدلة أخرى ؛ بارك الله فيك وزادك حرصا وعملا وتوفيقا .
أختي الكريمة :
إذا رأيت أن هذا الجواب غير كاف بالنسبة لك ، فأنا مستعد - إن شاء الله تعالى - لأزيدك جوابا ، فقد اختصرت الجواب ، لأنني لا أعرف مستواك العلمي في الجانب الشرعي والفلسفي .
وسلام الله عليك أختي الكريمة .
وقد ردت - بحمد الله - بما يفيد قناعتها بما فيه .
أخوكم / عبيد المببن