أبوحديفه
01 Feb 2005, 10:22 PM
لولا أن اسم الشاعر الشاب على راس المقالة لظنها القراء سبحة من سبحات شوقي في سماء القوافي، أو تغريدة من تغريدات حافظ في دنيا الأدب... رصانة في الكلمات، وعفوية في القوافي، مسبوكة كأنها عقد يزين رقبة غيدة من الغيد الحسان.
قصيدة تزدان بها مسيرة الادب الليبي، يتجلى فيها أدب الشاعر العفيف الرصين، وعذوبة معانيه، أرسلها على سجيته، فجاءت كأنها صناعة أدبية طرازها عالي، لا تتجشم العناء إذا ارتقت إلى مصاف شعراء الطبقة الأولى، فبالله عليكم خبروني ما الفرق بين قوله في أخر قصيدته:
سقى قبرك هتون من الرضى **** واشرق ديجور سكنت حشاه
وقول أمير الشعراء وهو يرثي مصطفي كامل:
لتبكك بالدمع الهتون غواني ****
وفي بيته الأول اراد شاعرنا أن يفدي أباه بنفسه قائلا:
نصيبي من الدنيا بعاد وفرقة **** وفقد حبيب ليت نفسي فداه
كأنه أنتحلها من شوقي وهو يقول عندما أراد أن يفدي حافظ في قصيدته المشهورة قائلا:
وددت لو أني فداك من الردى **** والمرجفون الكاذبون فدائي
وانظر إليه وهو يقول لأبيه:
ترحلت عني يا اُبي فلم أجد **** سوى الدمع سلوانا يبُلُ عساه
فتصغيره لنداء ابيه هنا اراد به الشاعر غرضا معروفا وهو التحنن والتحبب للراحل رحمه الله.
لا يفي المقام بالكلام عن هذه القصيدة وإلا فالقصيدة مليئة بالاغراض الشعرية كالتشبيه والطباق وغيرها لكننا إذا أردنا تصنيفها فهي من قبيل (الادب الباكي) والذي من رموزه المهلهل والخنساء والمنفلوطي في نثره وشعره. وشاعرنا نظمها وهو رهين المحبسين: أغلاله وأحزانه... فإلى القصيدة :
يقول شاعرنا السجين يرثي أباه:
نصيبي من الدنيا بعاد وفرقة **** وفقد حبيب ليت نفسي فداه
أتى نعيه والسور بيني وبينه **** واحر قلب مدنف أبتاه
فما حيلتي إلا بكاء ولوعة **** كجمر الغضا في القلب يذكو لظاه
وإن كنت أنسى لست أنسى زيارة **** من بعد بين عز فيه لقاه
يسير على مهل ينوء بسنه **** سبعون عاما والفراق براه
عانقته كالطفل هيمان والها **** وفي القلب حزاز يطول عناه
تبسم والدمع السخين مجاهر **** بما قد أرادت ستره شفتاه
تناولت يمناه أقبل كفها **** فكم صان عهدا بالعفاف رعاه
ورحت بكفي امسح الدمع ساجما **** كماء غمام ليس ينضب ماه
تساءل عما قد جنيت وهل ترى **** يطول غياب يا بني مداه
لقد طال شوقي هل تراني ممتع **** ارى بيتنا الهاني يروق بهاه
أتذكر في الصبح الندي حديثنا **** وابريق شاي فاح منه شذاه
نعاود من عهد الطفولة سلوة **** ونشرب من كأس السرور مناه
تذكرت اياما خلت ليس يرتجى **** لهن نوالا بعد يا أبتاه
لقد صرت في ربع الفنا رهن حفرة **** قريب ولكن باعدتنا حماه
سيبكيك جيران وأهل ورفقة **** أيامعدنا للخير غارسناه
ستبكيك آثار السجود ومصحف **** لكم كان في الاسحار يحلو شجاه
فياقبر هواري حنانيك بالذي **** أقام الليالي ليس يبغي سواه
وياقبر هواري حنانيك بالذي **** هواه مع القران ليس هواه
لقد كان قواما وللذكر تاليا **** ولله أاب يروم رضاه
ترحلت عني يا أبي فلم أجد **** سوى الدمع سلوانا يبل عساه
ولولا الرضى بالله صرت جنازة **** واسبلت دمعا خالطته دماه
فواه لدنيا صفوها صفو غفلة **** وأكدارها دين علينا وفاه
سقى قبرك السامي هتون من الرضى **** وأشرق ديجور سكنت حشاه undefined
قصيدة تزدان بها مسيرة الادب الليبي، يتجلى فيها أدب الشاعر العفيف الرصين، وعذوبة معانيه، أرسلها على سجيته، فجاءت كأنها صناعة أدبية طرازها عالي، لا تتجشم العناء إذا ارتقت إلى مصاف شعراء الطبقة الأولى، فبالله عليكم خبروني ما الفرق بين قوله في أخر قصيدته:
سقى قبرك هتون من الرضى **** واشرق ديجور سكنت حشاه
وقول أمير الشعراء وهو يرثي مصطفي كامل:
لتبكك بالدمع الهتون غواني ****
وفي بيته الأول اراد شاعرنا أن يفدي أباه بنفسه قائلا:
نصيبي من الدنيا بعاد وفرقة **** وفقد حبيب ليت نفسي فداه
كأنه أنتحلها من شوقي وهو يقول عندما أراد أن يفدي حافظ في قصيدته المشهورة قائلا:
وددت لو أني فداك من الردى **** والمرجفون الكاذبون فدائي
وانظر إليه وهو يقول لأبيه:
ترحلت عني يا اُبي فلم أجد **** سوى الدمع سلوانا يبُلُ عساه
فتصغيره لنداء ابيه هنا اراد به الشاعر غرضا معروفا وهو التحنن والتحبب للراحل رحمه الله.
لا يفي المقام بالكلام عن هذه القصيدة وإلا فالقصيدة مليئة بالاغراض الشعرية كالتشبيه والطباق وغيرها لكننا إذا أردنا تصنيفها فهي من قبيل (الادب الباكي) والذي من رموزه المهلهل والخنساء والمنفلوطي في نثره وشعره. وشاعرنا نظمها وهو رهين المحبسين: أغلاله وأحزانه... فإلى القصيدة :
يقول شاعرنا السجين يرثي أباه:
نصيبي من الدنيا بعاد وفرقة **** وفقد حبيب ليت نفسي فداه
أتى نعيه والسور بيني وبينه **** واحر قلب مدنف أبتاه
فما حيلتي إلا بكاء ولوعة **** كجمر الغضا في القلب يذكو لظاه
وإن كنت أنسى لست أنسى زيارة **** من بعد بين عز فيه لقاه
يسير على مهل ينوء بسنه **** سبعون عاما والفراق براه
عانقته كالطفل هيمان والها **** وفي القلب حزاز يطول عناه
تبسم والدمع السخين مجاهر **** بما قد أرادت ستره شفتاه
تناولت يمناه أقبل كفها **** فكم صان عهدا بالعفاف رعاه
ورحت بكفي امسح الدمع ساجما **** كماء غمام ليس ينضب ماه
تساءل عما قد جنيت وهل ترى **** يطول غياب يا بني مداه
لقد طال شوقي هل تراني ممتع **** ارى بيتنا الهاني يروق بهاه
أتذكر في الصبح الندي حديثنا **** وابريق شاي فاح منه شذاه
نعاود من عهد الطفولة سلوة **** ونشرب من كأس السرور مناه
تذكرت اياما خلت ليس يرتجى **** لهن نوالا بعد يا أبتاه
لقد صرت في ربع الفنا رهن حفرة **** قريب ولكن باعدتنا حماه
سيبكيك جيران وأهل ورفقة **** أيامعدنا للخير غارسناه
ستبكيك آثار السجود ومصحف **** لكم كان في الاسحار يحلو شجاه
فياقبر هواري حنانيك بالذي **** أقام الليالي ليس يبغي سواه
وياقبر هواري حنانيك بالذي **** هواه مع القران ليس هواه
لقد كان قواما وللذكر تاليا **** ولله أاب يروم رضاه
ترحلت عني يا أبي فلم أجد **** سوى الدمع سلوانا يبل عساه
ولولا الرضى بالله صرت جنازة **** واسبلت دمعا خالطته دماه
فواه لدنيا صفوها صفو غفلة **** وأكدارها دين علينا وفاه
سقى قبرك السامي هتون من الرضى **** وأشرق ديجور سكنت حشاه undefined