أبو فراس
11 Feb 2005, 12:02 AM
كيف أتعامل مع منتكس ؟
شاب يافع تفوق على أقرانه لسنوات، وشُهِد له بالالتزام ومحبة العلم، والتمكن من بعض مسائله، ولكن ظهر منه بعد ذلك التراجع والنكوص، وأصبح متساهلاً بل ومُظهراً للمعاصي مجاهراً بها، فكيف السبيل إلى إعادته إلى طريق الهدى، وهو يحفظ أكثر مما نحفظ ويُحسن من الوعظ مالا نحسن، أو هكذا كان؟
الجواب:
أعتقد أن لكل حالة منتكسة وضعها الخاص، وهذا يعني أن طبيعة التعامل مع المنتكسين ليست على درجة واحدة، ولذا يمكن ذكر بعض الوصايا العامة ولكل أخ أن يختار ما يناسب الحالة التي أمامه...
فمن الوصايا في التعامل مع الشاب بعد انتكاسه، ما يلي:
1 / ينبغي أن نعلم أن الإنسان الذي عرف الهدى واستقام ثم أعرض يحتاج إرجاعه إلى صبر وطول نَفَس، والذي يظهر من التجربة أن مثل هذا الصنف يحتاج إلى نوعية أخرى تخاطبه غير النوعية التي كان يعيش معها يوم أن كان ملتزماً، والسبب في ذلك أن هذا الشاب قد يكون حاملاً لانطباع غير جيد عن مجموعته الأولى فيصدّه ذلك عن لين الجانب، والرضوخ للحق..
2 / مثل هذه النوعية لا يَحسُن أبداً أن يؤتى على سبيل التوبيخ والذم والتقريع، بل يُنصح بالتي هي أحسن، ويُفتح باب الحوار معه ويُستمع إليه، ويُعطى فرصة ليُبين ما الإشكالات التي شجعته على النكوص، وما الأخطاء التي أثرت عليه ليصل إلى ما وصل إليه وبعد ذلك يُجاب عليه وتُدفع الشبهات وتُرفع الإشكالات ويؤخذ بيده، وما كان الرفق في شيء إلا زانه..
3 / من المنتكسين من يكون في خطواته الأولى للتراجع عن الالتزام فمن كانت هذه حاله فالأولى الاقتراب منه جداً دون إشعاره بأنه يُعامل كمنتكس، ويُشجع على أعمال الخير ويُطالب بحضور مجالس الصالحين ليرتقي إيمانه فلعل الأمر فتورٌ بعد شِرَه..
4 / من المنتكسين من تحرّك في هذا الاتجاه المظلم بسبب بعض الأخطاء التي وقعت عليه من مجموعته الدعوية أو بسبب عدم تآلف بينه وبينهم فينبغي إقناعه بأن المؤمن يتمسك بدينه ولو كان وحيداً فريداً، ويبيَّن له أن الإلتزام ليس حكراً على هذه المجموعة الطيبة فإن مجالس الصالحين كثيرة، فلو عاش مع غير هذه المجموعة لكانت النهاية المشرقة لهذه المشكلة، وهذا خيرٌ له من نكوص وعاقبة غير حميدة..
5 / من المنتكسين من لا علاج له إلا الوعظ و التخويف من الله جل جلاله وذلك على لسان أحد إخوانه في الله ممن يُحسن الوعظ أو بإهدائه شريطاً مناسباً يُذكِّر بالله ويوقظ هذا الغافل بأسباب سوء الخاتمة ويرغِّب بنعيم الجنة، ويرهّب من عذاب الآخرة..
6 / وصية مهمة وهي أن لا تُقطع العلاقة بالشاب المنتكس ولو أصرَّ على نكوصه وجاهر بمعاصيه، فإن من المنتكسين من يزداد فحشه وفجوره بسبب غلظة الصالحين وشدة تعاملهم معه بعد تغير حاله، وما دام أنه لم يرتد عن الإسلام ولكن تساهل في مواقعة الذنوب فإن حق المسلم ما زال باقياً والواقع يشهد أن بعض المنتكسين إنما تراجع لنزوة وشهوة جارفة أخذت به حتى إذا أروى قلبه المتعطش إلى المعاصي أُصيب بالملل والكلل واكتشف أنها لذة تنقطع وتبقى حسراتها وعندها يعلم علم اليقين أن لا لذة ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بالالتزام بالدين والسعي فيما يرضي الله عز وجل، وحينها سيتذكَّر أخاه الصالح الذي لم ينقطع عن الاتصال به والسؤال عن حاله فيسارع إلى لقائه ليُعلن توبته ورجوعه إلى الله، فيأخذ الداعية بيده إلى طريق الهداية من جديد..
7 / قد يجتهد الداعية في محاولات كثيرة لإعادة ذاك المنتكس إلى رشد فيزوره ويُهديه ويدعوه ويرسل من أصحابه من يعظه ويزكيه، وهي محاولات مشكورة.. لكن حريٌّ ألا ينسى سهام الليل فإن من المنتكسين من عاد إلى الله بسبب دعوة صالحة من أخ محب في الله قام في آخر الليل وألح على الله بالدعاء: اللهم أصلح فلان وخذ بيده إلى صراطك المستقيم، اللهم قرّ عيني بعودة أخي فلان إلى طريق الهداية.. اللهم ردّ أخي فلان إليك رداً جميلاً ... برحمتك يا أرحم الراحمين..
فضيلة الشيخ/ عادل بن محمد آل عبد العالي ..
في كتابه الأجوبة التربوية للشباب الملتزم ..
شاب يافع تفوق على أقرانه لسنوات، وشُهِد له بالالتزام ومحبة العلم، والتمكن من بعض مسائله، ولكن ظهر منه بعد ذلك التراجع والنكوص، وأصبح متساهلاً بل ومُظهراً للمعاصي مجاهراً بها، فكيف السبيل إلى إعادته إلى طريق الهدى، وهو يحفظ أكثر مما نحفظ ويُحسن من الوعظ مالا نحسن، أو هكذا كان؟
الجواب:
أعتقد أن لكل حالة منتكسة وضعها الخاص، وهذا يعني أن طبيعة التعامل مع المنتكسين ليست على درجة واحدة، ولذا يمكن ذكر بعض الوصايا العامة ولكل أخ أن يختار ما يناسب الحالة التي أمامه...
فمن الوصايا في التعامل مع الشاب بعد انتكاسه، ما يلي:
1 / ينبغي أن نعلم أن الإنسان الذي عرف الهدى واستقام ثم أعرض يحتاج إرجاعه إلى صبر وطول نَفَس، والذي يظهر من التجربة أن مثل هذا الصنف يحتاج إلى نوعية أخرى تخاطبه غير النوعية التي كان يعيش معها يوم أن كان ملتزماً، والسبب في ذلك أن هذا الشاب قد يكون حاملاً لانطباع غير جيد عن مجموعته الأولى فيصدّه ذلك عن لين الجانب، والرضوخ للحق..
2 / مثل هذه النوعية لا يَحسُن أبداً أن يؤتى على سبيل التوبيخ والذم والتقريع، بل يُنصح بالتي هي أحسن، ويُفتح باب الحوار معه ويُستمع إليه، ويُعطى فرصة ليُبين ما الإشكالات التي شجعته على النكوص، وما الأخطاء التي أثرت عليه ليصل إلى ما وصل إليه وبعد ذلك يُجاب عليه وتُدفع الشبهات وتُرفع الإشكالات ويؤخذ بيده، وما كان الرفق في شيء إلا زانه..
3 / من المنتكسين من يكون في خطواته الأولى للتراجع عن الالتزام فمن كانت هذه حاله فالأولى الاقتراب منه جداً دون إشعاره بأنه يُعامل كمنتكس، ويُشجع على أعمال الخير ويُطالب بحضور مجالس الصالحين ليرتقي إيمانه فلعل الأمر فتورٌ بعد شِرَه..
4 / من المنتكسين من تحرّك في هذا الاتجاه المظلم بسبب بعض الأخطاء التي وقعت عليه من مجموعته الدعوية أو بسبب عدم تآلف بينه وبينهم فينبغي إقناعه بأن المؤمن يتمسك بدينه ولو كان وحيداً فريداً، ويبيَّن له أن الإلتزام ليس حكراً على هذه المجموعة الطيبة فإن مجالس الصالحين كثيرة، فلو عاش مع غير هذه المجموعة لكانت النهاية المشرقة لهذه المشكلة، وهذا خيرٌ له من نكوص وعاقبة غير حميدة..
5 / من المنتكسين من لا علاج له إلا الوعظ و التخويف من الله جل جلاله وذلك على لسان أحد إخوانه في الله ممن يُحسن الوعظ أو بإهدائه شريطاً مناسباً يُذكِّر بالله ويوقظ هذا الغافل بأسباب سوء الخاتمة ويرغِّب بنعيم الجنة، ويرهّب من عذاب الآخرة..
6 / وصية مهمة وهي أن لا تُقطع العلاقة بالشاب المنتكس ولو أصرَّ على نكوصه وجاهر بمعاصيه، فإن من المنتكسين من يزداد فحشه وفجوره بسبب غلظة الصالحين وشدة تعاملهم معه بعد تغير حاله، وما دام أنه لم يرتد عن الإسلام ولكن تساهل في مواقعة الذنوب فإن حق المسلم ما زال باقياً والواقع يشهد أن بعض المنتكسين إنما تراجع لنزوة وشهوة جارفة أخذت به حتى إذا أروى قلبه المتعطش إلى المعاصي أُصيب بالملل والكلل واكتشف أنها لذة تنقطع وتبقى حسراتها وعندها يعلم علم اليقين أن لا لذة ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بالالتزام بالدين والسعي فيما يرضي الله عز وجل، وحينها سيتذكَّر أخاه الصالح الذي لم ينقطع عن الاتصال به والسؤال عن حاله فيسارع إلى لقائه ليُعلن توبته ورجوعه إلى الله، فيأخذ الداعية بيده إلى طريق الهداية من جديد..
7 / قد يجتهد الداعية في محاولات كثيرة لإعادة ذاك المنتكس إلى رشد فيزوره ويُهديه ويدعوه ويرسل من أصحابه من يعظه ويزكيه، وهي محاولات مشكورة.. لكن حريٌّ ألا ينسى سهام الليل فإن من المنتكسين من عاد إلى الله بسبب دعوة صالحة من أخ محب في الله قام في آخر الليل وألح على الله بالدعاء: اللهم أصلح فلان وخذ بيده إلى صراطك المستقيم، اللهم قرّ عيني بعودة أخي فلان إلى طريق الهداية.. اللهم ردّ أخي فلان إليك رداً جميلاً ... برحمتك يا أرحم الراحمين..
فضيلة الشيخ/ عادل بن محمد آل عبد العالي ..
في كتابه الأجوبة التربوية للشباب الملتزم ..