اثير
08 Jan 2004, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى {15} الأعلى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب : الفوائد
للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب
الزرعي (المعروف بابن القيّم)
سورة (ق) جامعة لأصول الايمان
الصفات الأربع لأهل الجنّة
ثم أخبر سبحانه وتعالى عن تقريب الجنة من المتقين, وأن أهلها اتصفوا بهذه الصفات الأربع :
(الأولى) : أن يكون اوّابا, أي رجّاعا الى الله من معصيته الى طاعته, ومن الغفلة عنه الى ذكره.
قال عبيد بن عمير: الأوّاب الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها.وقال مجاهد: هو الذي اذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه. وقال سعيد بن المسيّب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ..
(الثانية) : قال ابن عبّاس: أن يكون حفيظا لما ائتمنه الله عليه وافترضه. وقال قتادة: حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته ..
ولما كانت النفس لها قوّتان: قوة الطلب وقوة الامساك, كان الأواب مستعملا لقوة الطلب في رجوعه الى الله ومرضاته وطاعته. والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الامساك عن معاصيه ونواهيه ..
فالحفيظ الممسك نفسه عما حرم عليه, والأوّاب المقبل على الله بطاعته ..
(الثالثة) : قوله :{ من خشي الرحمن بالغيب } ق33, يتضمن الاقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد. ويتضمن الاقرار برسله وكتبه وأمره ونهيه. ويتضمن الاقرار بوعده ووعيده ولقائه, فلا تصح خشية الرحمن بالغيب الا بعد هذا كله.
(الرابعة) : قوله {وجاء بقلب منيب}ق33. قال ابن عباس: راجع عن معاصي الله, مقبل على طاعة الله. وحقيقة الانابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والاقبال عليه. ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله:{ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود. لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } ق 34و35.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى {15} الأعلى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب : الفوائد
للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب
الزرعي (المعروف بابن القيّم)
سورة (ق) جامعة لأصول الايمان
الصفات الأربع لأهل الجنّة
ثم أخبر سبحانه وتعالى عن تقريب الجنة من المتقين, وأن أهلها اتصفوا بهذه الصفات الأربع :
(الأولى) : أن يكون اوّابا, أي رجّاعا الى الله من معصيته الى طاعته, ومن الغفلة عنه الى ذكره.
قال عبيد بن عمير: الأوّاب الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها.وقال مجاهد: هو الذي اذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه. وقال سعيد بن المسيّب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ..
(الثانية) : قال ابن عبّاس: أن يكون حفيظا لما ائتمنه الله عليه وافترضه. وقال قتادة: حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته ..
ولما كانت النفس لها قوّتان: قوة الطلب وقوة الامساك, كان الأواب مستعملا لقوة الطلب في رجوعه الى الله ومرضاته وطاعته. والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الامساك عن معاصيه ونواهيه ..
فالحفيظ الممسك نفسه عما حرم عليه, والأوّاب المقبل على الله بطاعته ..
(الثالثة) : قوله :{ من خشي الرحمن بالغيب } ق33, يتضمن الاقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد. ويتضمن الاقرار برسله وكتبه وأمره ونهيه. ويتضمن الاقرار بوعده ووعيده ولقائه, فلا تصح خشية الرحمن بالغيب الا بعد هذا كله.
(الرابعة) : قوله {وجاء بقلب منيب}ق33. قال ابن عباس: راجع عن معاصي الله, مقبل على طاعة الله. وحقيقة الانابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والاقبال عليه. ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله:{ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود. لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } ق 34و35.