نادر النادر
09 Mar 2005, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نرى الزخم المندفع نحو تغير المجتمع والمطالبة بتغريبه في عالم الانفتاح الثقافي والعلمي والفكري .. وطغيان التكنولوجيا .. حيث أصبحت المادة وتوفير الرفاهية كحق للفرد والعائلة والمجتمع ..
تبرز المطالبة بتفعيل دور المرآة وإشراكها في إنجاز مهام وواجبات ربما تتوافق أو تتباين مع تكوينها الجسدي والنفسي .. وإقحامها في ميادين كانت حصرا على الرجال ..
حيث نجد شريحة من المجتمع تطالب بإطلاق يد المرآة في المشاركة الغير مقيدة في جميع المجالات .. ضاربين بعرض الحائط كل القيم والعادات والتقاليد لمجتمع متدين محافظ .. لا يتقبل أن يراهن على معتقدة وقيمة .. وأن كان بعض الأفراد يتبنون ذلك الفكر ويسعون جهدهم أن يفرضوه .. مستفيدين من الزمان والمكان وتقلبات سياسية واقتصادية وفكرية .. وضغوط من هنا أو هناك ..
ولكن وأن كنت أتتبع بعض الكتاب وهم يدلون بدلوهم في هذا الشأن .. فإنني أكاد أجزم أن الحيادية لا مكان لها هنا .. وخاصة أن المحرك والمتابع لهذه المواضيع هي بالنسبة لي علامات استفهام تظهر وتختفي خلف أفق بعيد ..
سألت شريحة واسعة من المجتمع المحيط بي .. ومنهم المتشدد والمتدين ومن هو من العامة الذي يتكلم وكأنه أعلم الناس .. كذلك المثقف والمطلع والمتابع .. ونساء ورجال لهم نظرة وفكر يريد أن يتحدثوا في عالم يسلط النظر ويطلق الإستفهامات وعلامات في خبث وتجاهل التعجب وكأنما نتحدث عن كوكب خلف الكواكب يحتجب ..
مجتمع يتعايش بالحضارة وعينة على الأصالة والتراث والبداوة .. مجتمع يقطن المدن ويتمتع بالرفاهية .. لكنه يقضي إجازة نصف العام الدراسي في خيمة بالصحراء على ضوء القمر متحلق على نار أشعلها من حطب البيداء ويتغنى بقصائد الحماسة والشجاعة .. وأبيات من الغزل تردد فتطرب الرجال والنساء والأطفال ..
مجتمع يطيب له أن يرتشف القهوة العربية وقد عطرت برائحة الحطب الذي حطب من أشجار السمر والقيصوم والعرعر ..
مجتمع أفراده ترومهم الأزهار البرية .. وهم من زرعوا الريحان والورد والنرجس والزيزفون والأقحوان في حدائق منازلهم .. فلم تغنهم عن ربيع وريم ترعى به الإبل والأغنام فتغدو وكأنها عالم قائم بحد ذاته .. وأن تبدى أنه في عالم النسيان ..
مجتمع تدور بينهم الغذارة ( الزبدية ) بحليب أو لبن فيقلبها بأصبعه و يحتسي كل واحد منهم نصيبا وافرا طازجا من ضره الناقة أو النعجة .. دون أن تمسه النار .. بينما هناك بالمنزل الأواني الفاخرة من أدوات التقديم المصنعة بالغرب وذات الماركات العالمية .. ويتلذذ بشرب ماء من جلد مدبوغ بأوراق الطبيعة ..
مجتمع خرج للصحراء لأيام قليله .. لكنه رأى نجوم السماء التي حجبتها عنه أضواء المدن .. فعلم أن النجوم لابد أن ترى .. لذا عاد للصحراء ..
والحديث ذو شجون .. هذه نظرتي أنا أبن هذا المجتمع لدعاة التغريب .. فلعلي أتيت بغير ميعاد .. وأنصرف لموعد يتجدد في كلمة أو حرف رسمه أنت وأنا وكل رجل ومرآة في مجتمع يأبى أن يكون في معامل الاختبارات التي يحقن فيها بحقنة التغير السريع ..
نادر النادر
عندما نرى الزخم المندفع نحو تغير المجتمع والمطالبة بتغريبه في عالم الانفتاح الثقافي والعلمي والفكري .. وطغيان التكنولوجيا .. حيث أصبحت المادة وتوفير الرفاهية كحق للفرد والعائلة والمجتمع ..
تبرز المطالبة بتفعيل دور المرآة وإشراكها في إنجاز مهام وواجبات ربما تتوافق أو تتباين مع تكوينها الجسدي والنفسي .. وإقحامها في ميادين كانت حصرا على الرجال ..
حيث نجد شريحة من المجتمع تطالب بإطلاق يد المرآة في المشاركة الغير مقيدة في جميع المجالات .. ضاربين بعرض الحائط كل القيم والعادات والتقاليد لمجتمع متدين محافظ .. لا يتقبل أن يراهن على معتقدة وقيمة .. وأن كان بعض الأفراد يتبنون ذلك الفكر ويسعون جهدهم أن يفرضوه .. مستفيدين من الزمان والمكان وتقلبات سياسية واقتصادية وفكرية .. وضغوط من هنا أو هناك ..
ولكن وأن كنت أتتبع بعض الكتاب وهم يدلون بدلوهم في هذا الشأن .. فإنني أكاد أجزم أن الحيادية لا مكان لها هنا .. وخاصة أن المحرك والمتابع لهذه المواضيع هي بالنسبة لي علامات استفهام تظهر وتختفي خلف أفق بعيد ..
سألت شريحة واسعة من المجتمع المحيط بي .. ومنهم المتشدد والمتدين ومن هو من العامة الذي يتكلم وكأنه أعلم الناس .. كذلك المثقف والمطلع والمتابع .. ونساء ورجال لهم نظرة وفكر يريد أن يتحدثوا في عالم يسلط النظر ويطلق الإستفهامات وعلامات في خبث وتجاهل التعجب وكأنما نتحدث عن كوكب خلف الكواكب يحتجب ..
مجتمع يتعايش بالحضارة وعينة على الأصالة والتراث والبداوة .. مجتمع يقطن المدن ويتمتع بالرفاهية .. لكنه يقضي إجازة نصف العام الدراسي في خيمة بالصحراء على ضوء القمر متحلق على نار أشعلها من حطب البيداء ويتغنى بقصائد الحماسة والشجاعة .. وأبيات من الغزل تردد فتطرب الرجال والنساء والأطفال ..
مجتمع يطيب له أن يرتشف القهوة العربية وقد عطرت برائحة الحطب الذي حطب من أشجار السمر والقيصوم والعرعر ..
مجتمع أفراده ترومهم الأزهار البرية .. وهم من زرعوا الريحان والورد والنرجس والزيزفون والأقحوان في حدائق منازلهم .. فلم تغنهم عن ربيع وريم ترعى به الإبل والأغنام فتغدو وكأنها عالم قائم بحد ذاته .. وأن تبدى أنه في عالم النسيان ..
مجتمع تدور بينهم الغذارة ( الزبدية ) بحليب أو لبن فيقلبها بأصبعه و يحتسي كل واحد منهم نصيبا وافرا طازجا من ضره الناقة أو النعجة .. دون أن تمسه النار .. بينما هناك بالمنزل الأواني الفاخرة من أدوات التقديم المصنعة بالغرب وذات الماركات العالمية .. ويتلذذ بشرب ماء من جلد مدبوغ بأوراق الطبيعة ..
مجتمع خرج للصحراء لأيام قليله .. لكنه رأى نجوم السماء التي حجبتها عنه أضواء المدن .. فعلم أن النجوم لابد أن ترى .. لذا عاد للصحراء ..
والحديث ذو شجون .. هذه نظرتي أنا أبن هذا المجتمع لدعاة التغريب .. فلعلي أتيت بغير ميعاد .. وأنصرف لموعد يتجدد في كلمة أو حرف رسمه أنت وأنا وكل رجل ومرآة في مجتمع يأبى أن يكون في معامل الاختبارات التي يحقن فيها بحقنة التغير السريع ..
نادر النادر