حارث همام
12 Mar 2005, 07:46 PM
بن بية ينبه المسلمين إلى أن هذا مخالف لما درج عليه السلف والخلف
أمريكية تخطب وتؤم صلاة الجمعة في نيويورك
بن بية: الفعل مخالف لما درج عليه السلف والخلف وتجوز إمامتها في النوافل
جدة: منال الشريف
تقرر ولأول مرة أن تلقي امرأة أمريكية مسلمة تدعى الدكتورة أمينة ودود خطبة الجمعة وتؤم جماعة المصلين من الجنسين في صلاة يوم الجمعة القادم 18 مارس في إحدى القاعات الكبيرة في منطقة منهاتن بنيويورك حسبما ذكر لـ"الوطن" شيخ مسلم فضل عدم الكشف عن اسمه من نيويورك باتصال هاتفي.
وقالت البروفيسور أمينة ودود (52 عاما، وهي أستاذ الدراسات الإسلامية وعلم الأديان) في اتصال هاتفي أجرته معها "الوطن": لا يوجد في الإسلام ما يمنع أن تؤم المرأة المسلمة المسلمين، وقد بدأت في الإعلان عن هذا خلال الأشهر الستة الماضية لتغيير مفهوم وجوب صلاة المرأة في الصفوف الخلفية وفي مؤخرة المساجد، والتعريف المطلق بأنه يحق لها أن تصلي في الصفوف الأمامية مع الرجال، ونحن نطالب بالمساواة في حق المرأة في الإمامة.
وأضافت: إن الله سبحانه وتعالى خلقنا من أجل العبادة وعدم الإشراك به وهي الغاية المثلى للتوحيد، وما دون ذلك يعتبر اجتهادات فردية وأموراً لا ينبغي أن نخوض بها، لكن ينبغي أن نعمل على إقامة علاقات قوية بين أفراد المجتمع.
وأشارت إلى أنها ناشطة إسلامية من الأفارقة الأمريكيين، وممن يؤمنون بأن تكون المرأة عالمة وفقيهة ولها الحق في إمامة المسجد قائلة: من المعروف أن المسلمين طوال الفترة الماضية في العالم الإسلامي وأمريكا يتفقون على حرمة إمامة المرأة، وقد بحثت طوال السنوات الماضية في القرآن والسنة فلم أجد ما يمنع المرأة من إمامة الرجال والنساء في الصلاة، وقد استندت في ذلك لحديث أم ورقة رضي الله عنها أن النبي أمرها بأن تصلي وتؤم أهل بيتها، وأمر بألاّ تمنع المرأة من المساجد وهو مازال موجوداً عبر القرون الماضية، وعبر تلك الحقبة الزمنية فقدت المرأة المسلمة قيادتها الروحية الفكرية ونحن بدورنا سنستعيد قيادتها الروحية وستكون انطلاقتنا في الإمامة في يوم الثامن عشر من شهر مارس الجاري، وسوف تنتقل النساء من مؤخرة المسجد إلى الصفوف المتقدمة ضمن حملة عالمية لخلق مجتمعات ترتقي إلى المبادئ العليا في تعاليم الإسلام في العدالة والمساواة والرحمة.
وهناك آراء تقول إنه يعيش أكثر من 60 مليون مسلم منهم 90% ليس لهم أي أنشطة إسلامية ولا يمارسون الدين كما أنزل، بل ليس لهم أي علاقة بالمراكز الإسلامية هناك، فالغالبية منهم مسلمون مهاجرون منذ زمن طويل من العرب والهند والباكستان، وجيلهم اليوم يعتبر الثاني أو الثالث كأقل تقدير، وبالتالي فقدوا الكثير من العادات والممارسات الدينية والشرعية السلوكية للدين الإسلامي، لذلك بدأ السعي لجذب المسلمين إلى المساجد والمحاضرات والخطب رويداً رويداً.
وقد ساهمت في ذلك الدكتورة أمينة ودود وهي من الأفارقة الأمريكيين الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلث عدد المسلمين في أمريكا ولها أتباع كثيرون خاصة كما يزعم البعض بين النساء اللواتي ضقن ذرعاً بجلوسهن خلف المصلين أثناء الصلاة في المساجد مما جعل الكثير لا يفضلن الذهاب إلى المسجد، وقد عكفت على دراسة متعمقة برأيها وقررت أن تمارس دينها بكل حرية ومساواة وإزالة الأفضلية ما بين الجنسين وأصبحت تنادي بالصلاة يوم الجمعة لتؤم الناس وتخطب فيهم.
وعلق الداعية الإسلامي أستاذ الفقه بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور عبدالله بن بية على ذلك قائلاً: قضية الإمامة في الصلاة تنحصر في أن جمهور العلماء ذهب إلى تفضيل أن المرأة لا تؤم رجالاً في الصلاة، وفي مذهب الإمام أحمد رحمه الله قول قوي بأن تؤمهم في التراويح وفي النوافل إن كانت أعلم وأقرأ منهم بالقرآن، لكنها بالرغم من ذلك لا تتقدم على المأمومين، أي تصلي وراءهم، لأنها كامرأة قد تكون مثار فتنة، والقول الثاني أن تؤمهم حتى في صلاة الفريضة وهو قول في مذهب الإمام أحمد لكن لابد أن تكون (مسنة) أي كبيرة السن، لكن ما اتفق عليه في المسألة بين كل الفقهاء والعلماء في جميع الأقطار الإسلامية أن المرأة لا تؤم الرجال، وهذا ما ينبغي التمسك به في ديار الإسلام.
أما بالنسبة للسيدة أمينة فيمكن أن نتسامح معها وأن نقبل منها هذا الاجتهاد خاصة لحديث أم ورقة رضي الله عنها حيث أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ مؤذنة وأن تؤم أهل دارها، رواه الإمام أحمد ورواه أبو داود.
ويقول بعض العلماء عن هذا الحديث: أن تؤم أهل بيتها أي قرابتها فقط، إذا كانت تتوفر بها شروط الصلاح والاستقامة والدين، لكن بعض العلماء وهم قلة قالوا: لها أن تؤم الجميع سواء قرابة أو غيرها بشرط أن تكون امرأة مسنة وليس في إمامتها ما يؤدي إلى فتنة أو إفساد ونحو ذلك.
وأضاف الدكتور بن بية: لكن ننبه المسلمين إلى أن هذا مخالف لما درج عليه السلف والخلف وما دأبت عليه كل المذاهب بأن المرأة لا تؤم، وقد ورد في ذلك حديث بأن المرأة لا تؤم الرجال وإن كان البعض قد كذب هذا الحديث فالمسألة بالنسبة للسيدة أمينة إن كانت شابة فلا ينبغي لها أن تؤم الرجال، وأن تؤم في الخلف ولا تتقدم، وتؤم في النوافل والتراويح ونحو ذلك، ونستند لقول علماء الأمة أنها لا تؤم في الفرائض وهو الأصل، وأعتقد أن هناك أموراً يجب أن تشتغل المرأة بها غير الإمامة وهي الدعوة والإرشاد والإفتاء وهي مجالات مفتوحة أمامها.
أمريكية تخطب وتؤم صلاة الجمعة في نيويورك
بن بية: الفعل مخالف لما درج عليه السلف والخلف وتجوز إمامتها في النوافل
جدة: منال الشريف
تقرر ولأول مرة أن تلقي امرأة أمريكية مسلمة تدعى الدكتورة أمينة ودود خطبة الجمعة وتؤم جماعة المصلين من الجنسين في صلاة يوم الجمعة القادم 18 مارس في إحدى القاعات الكبيرة في منطقة منهاتن بنيويورك حسبما ذكر لـ"الوطن" شيخ مسلم فضل عدم الكشف عن اسمه من نيويورك باتصال هاتفي.
وقالت البروفيسور أمينة ودود (52 عاما، وهي أستاذ الدراسات الإسلامية وعلم الأديان) في اتصال هاتفي أجرته معها "الوطن": لا يوجد في الإسلام ما يمنع أن تؤم المرأة المسلمة المسلمين، وقد بدأت في الإعلان عن هذا خلال الأشهر الستة الماضية لتغيير مفهوم وجوب صلاة المرأة في الصفوف الخلفية وفي مؤخرة المساجد، والتعريف المطلق بأنه يحق لها أن تصلي في الصفوف الأمامية مع الرجال، ونحن نطالب بالمساواة في حق المرأة في الإمامة.
وأضافت: إن الله سبحانه وتعالى خلقنا من أجل العبادة وعدم الإشراك به وهي الغاية المثلى للتوحيد، وما دون ذلك يعتبر اجتهادات فردية وأموراً لا ينبغي أن نخوض بها، لكن ينبغي أن نعمل على إقامة علاقات قوية بين أفراد المجتمع.
وأشارت إلى أنها ناشطة إسلامية من الأفارقة الأمريكيين، وممن يؤمنون بأن تكون المرأة عالمة وفقيهة ولها الحق في إمامة المسجد قائلة: من المعروف أن المسلمين طوال الفترة الماضية في العالم الإسلامي وأمريكا يتفقون على حرمة إمامة المرأة، وقد بحثت طوال السنوات الماضية في القرآن والسنة فلم أجد ما يمنع المرأة من إمامة الرجال والنساء في الصلاة، وقد استندت في ذلك لحديث أم ورقة رضي الله عنها أن النبي أمرها بأن تصلي وتؤم أهل بيتها، وأمر بألاّ تمنع المرأة من المساجد وهو مازال موجوداً عبر القرون الماضية، وعبر تلك الحقبة الزمنية فقدت المرأة المسلمة قيادتها الروحية الفكرية ونحن بدورنا سنستعيد قيادتها الروحية وستكون انطلاقتنا في الإمامة في يوم الثامن عشر من شهر مارس الجاري، وسوف تنتقل النساء من مؤخرة المسجد إلى الصفوف المتقدمة ضمن حملة عالمية لخلق مجتمعات ترتقي إلى المبادئ العليا في تعاليم الإسلام في العدالة والمساواة والرحمة.
وهناك آراء تقول إنه يعيش أكثر من 60 مليون مسلم منهم 90% ليس لهم أي أنشطة إسلامية ولا يمارسون الدين كما أنزل، بل ليس لهم أي علاقة بالمراكز الإسلامية هناك، فالغالبية منهم مسلمون مهاجرون منذ زمن طويل من العرب والهند والباكستان، وجيلهم اليوم يعتبر الثاني أو الثالث كأقل تقدير، وبالتالي فقدوا الكثير من العادات والممارسات الدينية والشرعية السلوكية للدين الإسلامي، لذلك بدأ السعي لجذب المسلمين إلى المساجد والمحاضرات والخطب رويداً رويداً.
وقد ساهمت في ذلك الدكتورة أمينة ودود وهي من الأفارقة الأمريكيين الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلث عدد المسلمين في أمريكا ولها أتباع كثيرون خاصة كما يزعم البعض بين النساء اللواتي ضقن ذرعاً بجلوسهن خلف المصلين أثناء الصلاة في المساجد مما جعل الكثير لا يفضلن الذهاب إلى المسجد، وقد عكفت على دراسة متعمقة برأيها وقررت أن تمارس دينها بكل حرية ومساواة وإزالة الأفضلية ما بين الجنسين وأصبحت تنادي بالصلاة يوم الجمعة لتؤم الناس وتخطب فيهم.
وعلق الداعية الإسلامي أستاذ الفقه بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور عبدالله بن بية على ذلك قائلاً: قضية الإمامة في الصلاة تنحصر في أن جمهور العلماء ذهب إلى تفضيل أن المرأة لا تؤم رجالاً في الصلاة، وفي مذهب الإمام أحمد رحمه الله قول قوي بأن تؤمهم في التراويح وفي النوافل إن كانت أعلم وأقرأ منهم بالقرآن، لكنها بالرغم من ذلك لا تتقدم على المأمومين، أي تصلي وراءهم، لأنها كامرأة قد تكون مثار فتنة، والقول الثاني أن تؤمهم حتى في صلاة الفريضة وهو قول في مذهب الإمام أحمد لكن لابد أن تكون (مسنة) أي كبيرة السن، لكن ما اتفق عليه في المسألة بين كل الفقهاء والعلماء في جميع الأقطار الإسلامية أن المرأة لا تؤم الرجال، وهذا ما ينبغي التمسك به في ديار الإسلام.
أما بالنسبة للسيدة أمينة فيمكن أن نتسامح معها وأن نقبل منها هذا الاجتهاد خاصة لحديث أم ورقة رضي الله عنها حيث أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ مؤذنة وأن تؤم أهل دارها، رواه الإمام أحمد ورواه أبو داود.
ويقول بعض العلماء عن هذا الحديث: أن تؤم أهل بيتها أي قرابتها فقط، إذا كانت تتوفر بها شروط الصلاح والاستقامة والدين، لكن بعض العلماء وهم قلة قالوا: لها أن تؤم الجميع سواء قرابة أو غيرها بشرط أن تكون امرأة مسنة وليس في إمامتها ما يؤدي إلى فتنة أو إفساد ونحو ذلك.
وأضاف الدكتور بن بية: لكن ننبه المسلمين إلى أن هذا مخالف لما درج عليه السلف والخلف وما دأبت عليه كل المذاهب بأن المرأة لا تؤم، وقد ورد في ذلك حديث بأن المرأة لا تؤم الرجال وإن كان البعض قد كذب هذا الحديث فالمسألة بالنسبة للسيدة أمينة إن كانت شابة فلا ينبغي لها أن تؤم الرجال، وأن تؤم في الخلف ولا تتقدم، وتؤم في النوافل والتراويح ونحو ذلك، ونستند لقول علماء الأمة أنها لا تؤم في الفرائض وهو الأصل، وأعتقد أن هناك أموراً يجب أن تشتغل المرأة بها غير الإمامة وهي الدعوة والإرشاد والإفتاء وهي مجالات مفتوحة أمامها.