الهزيمة المُرَّة ... ألمٌ لا نزال نتجرعه(دعبداللطيف الوابل)
سؤال لا بد من الوقوف عنده
فلماذا تأخر البنتاجون عن الاعتراف بجريمة جنوده في الاعتداء على كتاب الله وهل نظن أنهم على غير علم !! أظن أن التأخير
من أجل جس نبض الشارع المسلم الذي مازال دون مستوى المسؤولية ولا أقول حكومات العالم الإسلامي فهم على يقين أن تلك الحكومات لن
تحرك ساكناً إلا ما اعتاد عليها شعوبها من الشجب والاستـنكار أما أن تطالب رسمياً بمحاكمة
كل من ساهم في الاعتداء على كتاب الله محاكمة
علانية وإنزال أشد العقوبات بهم وأن يكون ذلك عن طريق لجنة دولية محايدة يشارك فيها عضو
من منظمة المؤتمر الإسلامي أو أن تهدد بتعليق
العلاقات مع الحكومة الأمريكية أو رفع أسعار
البترول أو تخفيض إنتاجه أو على الأقل مقاطعة السلع الأمريكية أو استدعاء سفراء الولايات
المتحدة وتقديم احتجاج مكتوب لهم أو .... أو .... الخ.
لقد أيقنت الحكومة الأمريكية بضعف الأمة المسلمة ولذلك تجرأت على الاعتراف بما حدث
وكأن لسان حالهم يقول ها نحن اعترفنا فما عندكم أيها المســــلمون . لقد ذكــرني ذلك بـــقوله تــعالى : '' يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتـنقلبوا خاسرين ''
ذلٌّ وهوان وتبعية بلا هوية ولا شخصية .
وبقوله تعالى :'' ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تـنصرون ''
إنها توجيهات ربانية تحذر هذه الأمة من أسباب الذل والهوان والذلة للأمم الكافرة وكلما زادت الأمة المسلمة طاعة للأمم الكافرة
وتبعية كلما زاد ذلها وهوانها فتصبح لا قيمة لها في ميزان الأمم، فقل لي بربك
ماذا فعل اليهود في فرنسا وماذا فعل السيخ في بريطانيا بل ماذا حدث يوم أن كُسِّرت أصنام
البوذية في أفغانستان فقد تحرك العالم كله ومن ورائه هيئة الأمم المتحدة بما في ذلك بعض أبناء
الأمة الإسلامية فهل نحن أمة الإسلام أقل وأذل من هؤلاء فلا نجد لنا نصيراً حتى من أنفسنا !!!
إن هناك قضية لا بد لكل مسلم أن يتأملها ويسأل نفسه
لماذا وصلت الجرأة بهؤلاء الأعداء إلى درجة اللامبالاة .
إن العزة والكرامة لا تحقق
إلا بعودة الأمة المسلمة إلى دينها وكتاب ربها مهتدية بهديه مسترشدة بهداه
بدءاً من رجل الشارع
وانتهاءً بحكومات العالم الإسلامي,
.... فهل بقي فينا نخوة وحمية لطلب العزة والكرامة والخروج من أسر الذل والهوان
أم ستبقى الهزيمة المرة ألماً نتجرعه وجرحاً في القلب لا يندم