خامساً: يجب على الكاتب أو الناقد أن يختار أسلوب السماحة واللين بالطرح أو النقد وتجنب الغلظة
لقول الله تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِوَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل: من الآية125
والله سبحانه وتعالى يبيّن ذلك في قصة موسى عليه السلام مع فرعون أطغى وأكثر من ذكر الله عز وجل
من أولئك الذين خرجوا عن أمر الله سبحانه وتعالى جاء الأمر إلى موسى وهارون عليهما السلام
قال الله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً)طـه من الآية44
قولاً ليناً ليس ذلك اللين عن ضعف أو خوف أو جبن وليس ذلك الدين مداهنة أومجاملة أو منافقة
إنما هو القول الجميل والدعاء إلى الله تعالى بالكلمة الطيبة كما ذكر ابن كثير في التفسير أنه أسلوب عرض فيه سماحة
وفيه لين في الأداء ليس في المضمون ليس اللين أن نغير أحكام الله ولا أن نبدل دين الله فإن ذلك ليس لين بلانحراف
مما يؤدي إلى الاختلاف فبعضهم يضع اللين مع من يوجب الله سبحانه وتعالى أن يعامل بالقوة
وبعضهم يضع القوة مع من تكون الحكمة أن يعامل بالرفق وباللين
فهل تأملت قول الله سبحانه وتعالى وهو يخاطب سيد الخلق
ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك
هل توافقني إن قلت لو كان الإنسان فظاً غليظ القلب وكان متمكناً من علمه متبحراً في ثقافته
لكنه فظ غليظ القلب فإن الناس يجفونه ويصدون عنه
فما قولك أن النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن هو النبي ؟ إنه سيد الخلق المعصوم الموحى إليه المؤيد
بالمعجزات لو كان فظًّا غليظ القلب مع كل هذه الميزات لانفض الناس من حوله فكيف إذًا بإنسان لا معجزة معه ولا هو معصوم
فإذا كان في دعوته قاسياً فظاً غليظاً هل تقبل دعوته ؟
لن تستطيع أن تكون مؤثراً بالآخرين إلا إذا كنت محسنًا إليهم
فلذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام :بعثت بمداراة الناس هذه الباء في اللغة من معانيها الاستعانة يعني
أن أستعين على هدايتهم بمدارتهم ويقول عليه السلام:
ما كان الرفق بشيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
وجميعكم يعلم قصة الأعرابي الذي تبول بالمسجد
ويجب على الجميع التفريق بين المداراة والمداهنة ؟
المداراة بذل الدنيا من أجل الدين تنفق شيئًا من وقتك وخبرتك وراحتك
ومن مالك في سبيل أن تؤلف قلب أخيك هذه مداراة
وأما المداهنة خطيرة والمداهن منافق
ولكن المداهنة أن تنفق من دينك من أجل الدنيا
ختاماً
لا أنصحك بأن تسلك طريق الدعوة إلى الله بأسلوبك الفظ هذا
فلن تستطيع أن تفتح عقول الناس قبل أن تفتح قلوبهم بالإحسان
هذا فإن أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلنا وارزقنا اجتنابه
وهذه نصيحتي قبل رحيلي من الدنيا أحببت أن أضعها بين أيديكم
وتقبلوا جل احترامي وتقديري
أخوكم
أســ الشوق ــير