السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخونا العزيز
عبد المحسن
حياك الله تعالى في ملتقاك
نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق
أحيلك إلى
هذا السؤال
س/ أن شاب ملتزم في العموم ولا أجاهر بالمعاصي ومشكلتي تتلخص بأني عندما أقارف معصية أتعطش للتوبةوعندما أترك المعصية وأتوب منها اتعطش إليها مرة أخرى فأفعلها فأندم... وهكذا فما الحل لهذه المشكلة؟
ج/ ينبغي ان نعلم أن ماذكره السائل إنما نوع من مجاهدة النفس الأمارة بالسوء , ومن المهم أن يعلم كل من يعيش هذه المشكلة أموراً مهمة , وهي:
أولاً: الشاب الملتزم ليس ملكاً من الملائكة , ولا يعني أن الشاب قد وضع قدمه في دائرة الإلتزام أنه لن يقع في اللمم من الذنوب , وليس بصحيح أن الملتزم يخرج من مكائد الشيطان وينجو من إغوائه , لأنه ملتزم !!
وإنما ذكرنا ماسبق لئلا يظن الشباب الملتزم أنهم إذا وقعوا في ذنب ما فإن هذا يعني أنهم أرتدوا على أعقابهم ونكصوا عن إلتزامهم , والمشروع هو التوبه وكثره الاستغفار, ومن صدق التوبه تاب الله عليه بفضله وكرمه.
ثانياً: الشعور بأن مقارفه الذنب بعد التوبة مشكلة تريد حلاً دليل على أن المذنب يرجوا الله وقارا, ونتذكر في هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرعلى أنفه فقال به هكذا - أي بيده - فذبه عنه " رواه البخاري
ثالثاً: من الأمور المهمة التي ينبغي إتباعها للنجاه بالنفس من المعاصي..
1) ينبغي ان تحدد أسباب العودة إلى الذنب:
ـــ هل الخلوه هي سبب الرجوع إلى المعصية؟
ـــ هل الذهاب إلى مكان ما هو السبب في مواقعة المعصية؟
ـــ هل مجالسه فلان هي السبيل لتلكم المعصيه؟
فإذا حددت الأسباب تجنبها المرء, وفر بنفسه منها.
2) محاوله نسيان ذلك الذنب والإنشغال عنه بالأعمال الخيريه أو القراءة النافعه أو سماع الأشرطة الإسلامية أو تعلم ماينفع من أمور الدنيا .. والمقصود إشغال القلب عن أن يلتفت إلى تلك المعصية..
3) من الأخطاء التي يفعلها من موقع في ذنب ما , أنه يتكلم بهذا الذنب , ويكرر إثارة هذا الموضوع حتى يتعلق قلبه بالمعصيه من حيث لايشعر , ويفضح نفسه وقد ستره الله , والأولى تناسي ذلك الذنب, وستره والمسارعه إلى الطاعات , ويدل على ذلك ماجاء عن إبن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يارسول الله إني وجدت إمرأه في بستان ففعلت بها كل شئ غير أني لم أجامعها... { إلى ان قال } فافعل بي ماشئت . فلم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فذهب الرجل. فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه. فأتبعه رسول الله بصره, ثم قال: ( ردوه علي) . فردوه عليه فقرأ عليه : { فأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}فقال معاذ - في روايه عمر - يارسول الله ألهُ وحده , أم للناس كافه؟ فقال : ( بل للناس كافه)
والحديث في تمامه في صحيح مسلم
4) لا بد للتائب من العمل الصالح الموافق للكتاب والسنة لتكفر عنه معصيته التي اقترفها وفعلها حتى تصح توبته وتكون نصوحاً . وقال تعالى { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} سورة طه.
قال ابن كثير: التوبة النصوح: هي توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات وتلم شعث التائب وتكفه عما كان يتعاطها من الدناءات )
واخيراً: الله الله بمجاهدة النفس والاستعاذه من شرورها و سيئات اعمالها ,ومن مجاهدة النفس الصبر عن المعاصي وعصيان الهوى.
من كتاب ::الأجوبه التربويه للشباب الملتزم
للشيخ/ عادل بن محمد العبد العالي
أخوك المحب
أبو فراس