من أجمل فتاة ؟
التميز.. العطاء .. حب الذات .. الجمال .. أمور تسعى إليها الفتاة دائماً ولكن هل تساءلت يوما ما هو الجمال؟ وما هي مواصفات الفتاة الجميلة؟
كل هذه الأسئلة وغيرها كثير تعرض لها الأستاذ/ جاسم المطوع في محاضرة بعنوان ( من هي أجمل فتاة ؟ ) التي ألقاها على مجموعة من الطالبات في مدينة الزرقاء في الأردن
تحدث الأستاذ جاسم المطوع في بداية محاضرته قائلا: ان كل فتاة ترى نفسها أنها أجمل فتاة وهذه نعمة من نعم الله أن يرى الإنسان نفسه جميلاً فتحب الفتاة نفسها وتحسن اختيار الطريق لنفسها، طريق التميز العطاء، فحب الذات والنفس شيء أساسي في حياتها ، من هنا جاءت أهمية الجمال في حياتنا وعلى الفتاة ان تسعى للجمال حتى يظهر عطاؤها وإنجازها بأبهى صورة
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا للجمال
ليس هذا بأمر غريب عن رسولنا العظيم الذين علمنا كل أمور حياتنا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من كآبة المنظر في دعاء السفر فكان لايحب أن يرى أثناء سفره منظرا قبيحاً لأنه يوثر على نفس الإنسان ويجعله غير معطاء وهذا شيء يلاحظه الإنسان في سفره فكيف تكون نفسيتك حينما تلاحظين منظرا جميلا سواء من الجبال أو الأشجار أو الوديان: ألا تشعرين بقوة بالنفس ونشاط وعزيمة للعطاء والإقدام
ماهي معايير الجمال؟
الجمال قضية أساسيه وكلنا يسعى إليها ولهذا خلق الله
الإنسان في أحسن صورة
ولكن ماهي أحسن صورة؟
فهل الأعمى والأعرج جميل؟! نعم فكل إنسان منا جميل حتى لو كان أعرجاً أو أعمى. فالأعمى يستشعر بالجمال من خلال اللمس وقد نتساءل هل يحب
الأعمى؟ والجواب نعم يحب، لأن الحب لايكون بالنظر فقط بل للحب وسائل ثلاثة هي: حب البصر و حب العقل و حب الروح فإذا أخذ البصر 33% والعقل والروح نفس النسبة يكون الإجمالي لدينا 100% فالأعمى يفقد الثلث فقط لكنه يملك الأغلبية
هل الجمال قضية تهم المرأة والرجل سواء؟
عندما نتكلم عن الجمال فنحن نتكلم عنه من منطلق أنه قضية أساسية تهم الرجل والمرأة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ». لاحظ كيف ذكر الرسول صفة الجمال وأنها مرغوبة لدى الناس ولكن لماذا ذكر من صفات
طلب المرأة الجمال ولم يذكر هذه الصفة في الرجال؟ لماذا قال في الرجل « إذا
أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه » لماذا جعل الصفة المرغوبة في الرجل الدين والخلق ذلك لأن الدين والخلق بحد ذاته جمال لدى الرجل في عين المرأة فلماذا عندما نرى رجلا يشمى مع امرأته يعطينا البصر عدم تناسب هذين الزوجين مع بعضهما؟ لأننا نظرنا إلى الشكل فقط والبصر لايدرك جمال الروح ولايعرف أن هذين الزوجين بينهما قناعة روحية وجمال روحي طغى على الشكل فجمعهما مع بعض
ماهو مفهوم الجمال عند الناس؟
لقد تعودنا من خلال التلفاز أن الجمال إنما يكون بالشكل من خلال الممثلات
والفنانات والمطربات ولانعلم أن هذه الفنانة قد تبقى ساعات طويلة أمام المرأة
تجعل نفسها تبدو بهذا الشكل الحسن
وهذا ما نلاحظه في مسابقة ملكات الجمال فهي تدور كلها حول شكل المرأة فلم نسمع يوما مسابقة جمال الروح أو جمال الخلق أو جمال الدين لقد أصبح جل اهتمامنا اليوم المظهر لقد جاءني أحد الأزواج يشكو من زوجته أنها لاتريد الإنجاب حتى لا يفسد قوامها وشكلها والأغرب من هذا أنها تسمح له بالزواج من أي سيدة أخرى لتجنب له الأولاد
هذا ما أوصلتنا إليه مسألة جمال الشكل وهذه أزمة حقيقية نعيشها اليوم
يذكرني هذا بموقف حصل معي في حلقة من حلقات البث التلفزيوني وأنا أجهز نفسي للبرنامج الذي سأبثه فدخلت علي فتاة إلى الصالة وسلمت علي ثم خرجت رددت السلام عليها ولم أنتبه إليها ودخل صاحب المحطة وقال لي: ألم تعلم من هذه الفتاة؟ إنها مغنية مشهورة في دول الخليج العربي فقلت له، ما اسمها، فقال فلانة قلت له: لا هذه ليست هي فهي تختلف كثيرا عن صورتها المعلقة أمام باب المحطة، فقال مدير المحطة: نحن نأتي برجل من دولة عربية يبدأ بعمل المكياج لها من 8 صباحا وحتى 8 مساء ويقبض مبلغاً من المال وقبل أن ينصرف يعلمها كيف تحافظ على هذا المنظر ونصور لها في ذلك اليوم مائة صورة منها للأشرطة ومنها للمجلات والصحف وهكذا ، هل لاحظتم كيف أن الاهتمام بالشكل قد طغى على الناس فالجمال اليوم أصبح صناعة
وتجارة
الجمال المغشوش
نعاني اليوم من الجمال المزيف ولم يعد المرء قادرا على التمييز إن كان هذا جمالاً حقيقياً أم صناعياً فأصبحت الواحدة تضع عيونا ورموشاً وشامة سوداء على وجهها وكلها صناعية
وأعرف صديقا لي طلق زوجته بعد يومين والسبب أنه قد خدع بعيونها الزرقاء وشامتها السوداء وأخذ يعدد صفات الجمال التي لم يجد منا شيئا بعد الزواج
وهذا ماجعله يبعث والدته لتفحص له الخطيبة الجديدة للتأكد من شعرها وعيونها ولونها وهل هي أصلي أم مغشوش
الرسول صلى الله عليه وسلم وتوظيفه للجمال
ولأبين مدى أهمية الجمال سوف أعدد لكم مواقف للرسول صلى الله عليه وسلم مع الجمال فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختار رسله إلى الأمراء من أجمل الصحابة فالصحابي الجليل ( دحيه الكلبي) معروف بجماله وكان جبريل عليه السلام يأتي على صورته و( مصعب بن عمير) معروف بشبابه ورائحته المميزة أرسله رسول الله إلى المدينة، و(معاذ بن جبل) كان معروفا بالجمال والدين والعلم أرسله إلى اليمن وهكذا فرسول الله كان يعتني بالجمال ويوظفه في مكانه لخدمة الإسلام
جمال الشكل مرغوب
لكن أن نجعله يأخذ كل اهتمامنا فهذا خطأ وننشغل به وننسى جمال النفس والروح والخلق والدين فأصبحت الفضائيات تروج الفتاة على أنها سلعة تباع ووظفت جمالها في كل شيء حتى لاحظنا نجاح البرامج التافهة بسبب الفتيات الجميلات وقد استوقفتني مرة امرأة في المطار عندما عرفت أنني (جاسم المطوع ) وأرادة أن تسألني سؤالا فقلت لها تفضلي وقد هيأت نفسي قالت: المعطف الذي كنت تلبسه في البرنامج الفلاني من أين اشترتيه؟ لاحظ هذا السؤال قلت لها والله لقد نسيت لا أذكر من أين اشتريته لاحظ كيف أثرت المظاهر علينا ونحن لا نشعر
أيهما أفضل الفتاة المحتشمة أم المتبرجة؟
يجب أن أسأل أولا: أيهما الأصل للفتاة الاحتشام أم التبرج؟
وأتوقع أن الأغلب سيقول الحجاب هو الأصل للمرأة ولكن الجواب الصحيح التبرج هو الأصل للمرأة فالمرأة طيلة وجودها في البيت بين محارمها متبرجة أليس كذلك؟
فإذا خرجت لبست الحجاب إذن فالتبرج هو الأصل والحجاب والحشمة مستثناة من التبرج فالمرأة تلبس الحجاب عندما تريد الاختلاط بالرجال الأجانب فقط لكن اليوم اصبح الاصل هو الحجاب فلماذا؟
لأن المرأة تقضي أغلب وقتها خارج المسكن إذن لماذا نقول: المرأة المتحجبة
والمحتشمة أفضل من المتبرجة؟
فالمرأة عندما تلبس الحجاب يظهر جمالها وأقصد بالجمال هنا جمال طاعة الله تعالى ألا نقول عندما يقع العبد في معصية إنه عملا قبيحاً أما إذا وقع في الحلال فنقول عمل عملاً جميلاً ، فالحسنة توصف بالجمال والسيئة توصف بالقبح
وصال سبب الإتصال
هذه قصة فتاة جميلة جداً اسمها وصال أراد أحد الشباب القرب منها بالحرام فقالت له: أسمح لك بالقرب مني ولكن بشرط أن تصلي الفجر جماعة في المسجد لمدة 40 يوما ، فقال الشاب: هذا سهل وفعلاً بدأ الشاب بصلاة الفجر أربعين يوم لم يتخلف عن الجماعة يوماً واحداً فلما انتهت الأيام جاءت وصال لتنفذ ماوعدت به الشاب ولما خرج الشاب من صلاة الفجر قالت له الفتاة انتهت الأربعين يوما وأنا مستعدة لأنفذ ماوعدتك به فقال يا وصال لقد كنت سببا في الاتصال فلا تكوني سببا في الإنفصال ، وهكذا عندما يتعلق الإنسان بحب الله يسقط من عينه كل حب سواه فعداد المال في البنك لا قيمة للمال عنده من كثرة عدّهِ للمال والله جميل يحب الجمال وقمة الجمال عند الفتاة أن تتمسك بما امر الله من حجاب وحشمة
سراب اسمه الجمال
تقول ناعومي وهي ممثلة عارضة أزياء أمريكية حاصلة على الأوسكار إنها على الرغم من حصولها على كثير من الحريات إلا أنها مازالت أسيرة لشيء واحد ألا وهوهم الجمال
فهي لا تحب الأفكار السائدة اليوم بأن المرأة المثالية هي المرأة الرشيقة
القوام وهذا ما يسبب لها الاكتئاب ولدى الكثير من الفتيات المراهقات التي
أعمارهن ما بين 12-18سنة وكل هذا بسبب ركضهن وراء سراب الجمال مما جعل الأطباء النفسيين يمارسون ضغوطهم على الشركات لاختيار ملكة جمال بمواصفات مختلفة وقد حدث فعلاً أن اختاروا فتاة هندية سمراء ملكة الجمال في إحدى السنوات طبعا هذا مايؤثر على الفتاة التي لا تجعل قدوتها نساء الإسلام أما الفتاة المسلمة التي تجعل قدوتها عائشة رضي الله عنها وخديجة وحفصة وزينب رضي الله عنهن فلا تهتم بهذه الرشاقة وبالجسد بل تهتم بما هو أسمى من جمال الجسد هو جمال الروح والجمال الديني لا الجسدي فقط
ولا نقول للفتاة اعتني بجسمك وأهملي الباقي بل نقول ليكن أول اهتمامك جمال الروح والدين ليتكامل بجمال الجسد والشكل، فهذا هو الجمال الحقيقي للفتاة
المسلمة
لنصل إلى جواب السؤال
من هي الفتاة الجميلة؟ أو من أجمل الفتيات؟
إنها كل فتاة تحب ذاتها وتحس بجمالها وأخلاقها