السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأمة بين الألم والأمل
يقول المولى جل وعلا: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى علَى اللَّـهِ كَذِبًا أُولَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَـؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
وقوله تعالى: إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا× خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيٌّا وَلا نَصِيرًا × يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلونَا السَّبِيلا × رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا.
وقوله تعالى: كلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لا يُحِب الْمُفْسِدِينَ.
إن من يفقه الشريعة الإسلامية وينظر إلى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم من تحديات صعبة كثيرة وتعاضد قوى الكفر ضد المسلمين يتيقن أن الفرج قادم وأن النصر آت لأنه يرى ما حدّث به النبي صلى الله عليه وسلم عن تكالب الأمم على أمة الإسلام واقع بين أيدينا، وبالتالي فإن ما أخبر به النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه من نصر للمؤمنين هو آت كذلك قال صلى الله عليه وسلم: لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرلاهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلاّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، ولذلك فإن الأمة اليوم تعاني الألم وتتطلع إلى الأمل الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين من أمته.
ان وقوف الرئيس الأمريكي أوباما مع المخربين في مملكة البحرين ومع من أرادوا أن يقلبوا النظام فيها وأرادوا الفساد في أرضها ومازالوا كذلك يدعون لمثل هذه الدعوات الإجرامية، هو وقوف طبيعي بينته الشريعة الإسلامية وأخبرت عنه ولا غرابة في ذلك، فالرئيس السابق قد قالها إن ما يحصل هو حرب صليبية واتى الرئيس الجديد الذي يسير وفق خطة معدة سلفا ليؤكد دعمه للمخربين والمجرمين الذين عاثوا في أرض بحريننا الفساد ويطالب بالحوار معهم وتحقيق مطالبهم متناسيا أن الشريحة العظمى في هذا البلد تقف مع قيادته وترفض الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها من تسمي نفسها المعارضة، ولذلك فإننا نتساءل هل يقبل أوباما أو غيره زعماء أوروبا بأن ترتكب نفس الجرائم التي ارتكبتها الوفاق ومن حذا حذوها، ولماذا قامت حكومة بريطانيا بقمع المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بالمعيشة لا الحكم.
إن المحب لوطنه لا يمكن إطلاقا أن يرضى بما يحصل في البحرين من إجرام وخروج على النظام والقانون وتهديد بعودة الأحداث المؤسفة التي حصلت في البلاد خلال شهري مارس وإبريل، ولذلك فإن دعواتهم للرجوع إلى تقاطع الفاروق ودعواتهم وخططهم لتكرار ما حصل في مارس يؤكد أن هناك خللا ومرضا لا بد أن يعالج، وإن كان آخر العلاج الكي، وإلا فإن التغاضي عن هذه الفئة مهما كانت هو طريق للهاوية الذي يجب أن نحيد عنه ونسلك الطريق الصحيح لعلاج الأزمة في البلاد عبر تنفيذ شرع الله في كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وأما التساهل مع هؤلاء فلا فائدة منه ولا رجاء منه لأن القرار ليس بيدهم بل بيد العمامة التي تحركهم من إيران وتقدم لهم كل التسهيلات والدعم المطلوب.
إننا مؤمنون بقول الله عز وجل: كلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لا يُحِب الْمُفْسِدِينَ فهم مهما خططوا وبذلوا ودفعوا وظنوا أنهم قد تمكنوا من الأمر فإن الفشل حليفهم لأن الله سبحانه وتعالى هو المتكفل بنصرة عقيدته وإعلاء كلمته ومن يريد الظلم في البلاد ويشيع فيها الفساد ويعمل ليل نهار مخالفا للشريعة الإسلامية فإنه لن يجد إلا الذلة والثبور والخسران المبين من الله عز وجل الذي لعن كل شخص على هذه الشاكلة من المخربين والغوغائيين والقتلة وقاطعي الطرق والخارجين على ولاة الأمور، ولهؤلاء الخونة المجرمين نقول لهم إننا مستعدون لكل الاحتمالات وإننا على يقين من نصر الله لعباده الموحدون شعارنا والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقيأبينا.
إن ما يحصل في البحرين هو امتداد لمشروع أكبر من ذلك، فما البحرين إلا بوابة للخليج والاستيلاء على الحكم فيها هو ممهد لبقية دول الخليج كما كان الاستيلاء على العراق من قبل الصفويين وبمعاونة الأمريكان هو ممهد للتوسع في دول الشام فإن البحرين هي بوابة للخليج ولذلك فإن الانتباه واجب ومطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية.