بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من غير المعقول أن يتجاهل المسلمون وسائل الإعلام المختلفة الموجودة في العصر الحديث ، وهنا كان على الدعاة المسلمين أن يفكروا في خير الطرق لجعل وسائل الإعلام الحديثة عوامل إصلاح ، لا وسائل فساد ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإيجاد إعلام إسلامي هادف يمنع شباب المسلمين من التأثر بما تحمله وسائل الإعلام الفاسدة من ألوان الإلحاد والانحلال .
إن الإعلام الإسلامي هو إعلام عقيدة ذو مهمات متشعبة ، ومسؤوليات كبرى ، وأعباء كثيرة وثقيلة تتوزع على دوائر وتمتد إلى آفاق بعيدة مترامية الأطراف ...
إنه إعلام غير محدود ولا تنتهي رسالته في معركة يخوضها ، أو عند فكرة يذود عنها ، أو رأي يضمن له الذيوع والانتشار .
ومجابهة التطورات التي تطرأ على ساحة الصراع العقائدي ، وفي ظل التقدم الحضاري الذين ترافقه أو تنبثق عنه تحولات فكرية وانحرافات حادة تعاني منها البشرية وتفرض على الإعلام الإسلامي أن يبصّر بها مجتمع المسلمين ويحميه من شرورها وأخطارها باستمرار.
وهذا كله يتطلب من الإعلام الإسلامي أن يكون في مستوى ما هو مدعو للقيام به في وجه تحديات وقوى وخصومات قديمة ومتجددة .
إن المسلم مطالَب بالإعلام والدعوة لدين الله مادام فيه نفس يتردد.
ولقد تجلت جهود المسلمين الأوائل في الإعلام بدين الله وتحمل المكائد والصعاب في سبيل ذلك وعدم التواني عن المجاهدة والمكابدة على الرغم من مؤامرات الأعداء ومناصبتهم العداء للإسلام والمسلمين.
وحسبنا أن نشير إلى سير الصحابة - رضوان الله عليهم - وما عانوه وما تكبدوه من مشاق في سبيل التبليغ بكل مراتب التبليغ والتبشير حتى تقدم موكب الإسلام الزاحف عبر الأراضي الشاسعة والبلدان الواسعة بما يشهد لهؤلاء الدعاة الأبطال .
إنهم كانوا إعلاميين ناجحين بل ودعاة مجاهدين لنشر الإسلام في ربوع العالم كله.
وأما اليوم فإن أولياء أمور المسلمين في مختلف الأقطار الإسلامية والعالمية مطالبون بأن يضعوا حداً للعبث ومظاهر الفساد في وسائل الاعلام بصورتها الحالية بأن يراقبوها ويمنعوها من إغراق المسلمين وأبنائهم بالتيارات الضالة المضللة وإشاعة الفساد والانحلال بينهم وخاصة الشباب .