د. نهى قاطرجي
بسم الله الرحمن الرحيم
دخلت حياة على أختها فايزة وهي تقرأ في غرفتها ، وقالت لها وصوتها يرتجف من القلق والتوتر، أريد أن أخبرك شيئا ولكن عديني بأنك ستساعديني ...
أجابت فايزة بثقة : طبعا يا صديقتي ومن لك غيري ؟ ماذا هناك شغلت بالي!
- لقد تقدم لي عريس ...هو صديق زوج خالتك رأيته عندها عرضاً من أسبوع تقريبا ... هو أرمل ولديه ولدان: بنت وشاب ، الشاب يعمل في الخارج ، والبنت معه في البيت ، ولكن ما من مشكلة، هي في منتصف العشرينيات يعني ... على باب زواج .
- اتصلت خالتك اليوم وقالت بأنني أعجبته وطلبني للزواج ، ولكن المشكلة بأنه يكبرني بأكثر من 25 سنة.
- ماذا ؟ كثير يا أختي .... كثير ... يعني عمره 60 سنة ....
- الوقت ليس وقت مزاح ...المشكلة أنه يشترط عدم الانجاب ....
-ماذا ؟... إذا كان لا يريد الانجاب فليتزوج فاطمة فهي تخطت سن الانجاب ... وهكذا يريحنا منها ، ما رأيك؟
- كفاك تهريجاً ... لن أتنازل عنه ... وخصوصاً لفاطمة . ثم إنني لم أعد استطيع أن أتحمل الوضع في بيتنا .. الأمر يزداد سوءا على سوء ... والدك يزداد استبدادا ... لقد رفض خطاباً كثر بحجة زواج أختي قبلي ، أو بحجج واهية أخرى... آخر شخص رفضه من دون أن يرجع إلي أو حتى يخبرني .. هو يشعرني دائما بالذنب، كما لو أنني ارتكبت جريمة، أو كأني أنا التي طلبت من أولئك الشبان التقدّم لخطبتي، ....صراحة كرهت نفسي وكرهت حياتي.. لقد تعبت .. إنها فرصتي الأخيرة ، اريد ان أكون عائلتي الخاصة ...
- أية عائلة ... هل فكرت كيف يمكن ان تتفاهمي معه او مع ابنته ؟ ماذا لو كادت لك واعتبرتك عدوة لها تريد أن تأخذ مال والدها منها ... ماذا لو طلقك ؟؟؟ .. إني اعرف كثيرات مررن بمثل هذه المشكلات وطلقن بسبب غيرة الأولاد على مال أبيهم من زوجته، وبهذا تكونين قد هربت من جحيم إلى آخر وفي مقابل ماذا ؟
-ماذا لو ؟ ماذ لو ؟ ما تقولينه كله افتراضات ... ليس كل الرجال سواء .. لقد سألت عنه وسمعته جيدة... اما الحياة والموت فهي بيد الله وحده، قد أموت قبله ... أما قضية الأولاد فدعيها للأيام ... قد أقنعه فيغير رأيه ...
******