أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ(5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمْتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ )
وقال تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ )
والصلاة والسلام على خير الأنام القائل ( الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني الذي أوتيته والقرآن العظيم ) صححه الألباني
والقائل "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم } ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل" رواه مسلم
والصلاة والسلام على خير من قرأ القرآن وصلى وصام وقام القائل « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » رواه البخاري
لما كانت الفاتحة هي ركن من أركان الصلاة وجب علينا فهم معانية واستشعار فضلها ومعرفة تفسير آياتها .. ويكفينا الحديث القدسي السابق لو تأملناه .. و يفتقد الكثير منا في صلاته الخشوع والحضور الذهني والتدبر والتأمل في معاني القرآن وربما ينتهي الإمام ولا يعلم المأموم ماذا قراء الإمام .. وما ذلك إلا من وسواس الشيطان الرجيم وانشغال القلب بالماديات والملهيات أكثر من العبوديات وفي مقالنا هذا نريد أن نبين تفسير هذه السورة ( من تفسير الجلالين ) كي يتسنى لنا في كُل ركعة تدبر معاني هذه السورة العظيمة
( الحمد لله ) جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه ( رب العالمين ) أي مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم .. ( الرحمن الرحيم ) أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله ( مَلِكِ يوم الدين ) أي الجزاء وهو يوم القيامة ، وخُصَّ بالذكر لأنه لا ملك ظاهراً فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل {لمن الملك اليوم لله} ومن قرأ {مالك} فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائماً {كغافر الذنب} فصح وقوعه صفة لمعرفة .. ( إياك نعبد وإياك نستعين ) أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها .. ( اهدنا الصراط المستقيم ) أي أرشدنا إليه .. ( صراط الذين أنعمت عليهم ) بالهداية ويبدل من الذين بصلته (غير المغضوب عليهم) وهم اليهود (ولا) غير (الضالين) وهم النصارى ..
فتوى .. سؤال موجه للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : اختلفت آراء العلماء في قراءة المؤتم خلف الإمام فما هو الصواب في ذلك؟ وهل قراءة الفاتحة واجبة عليه؟ ومتى يقرؤها إذا لم يكن للإمام سكتات تمكن المأموم من قراءتها؟ وهل يشرع للإمام السكوت بعد قراءة الفاتحة لتمكين المأموم من قراءة الفاتحة؟
ج : الصواب وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في جميع الصلوات السرية والجهرية لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وقوله صلى الله عليه وسلم : لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا نعم قال لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها خرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح والمشروع أن يقرأ بها في سكتات الإمام .
فان لم يكن له سكتة قرأ بها ولو كان الإمام يقرأ ثم أنصت . وهذا مستثنى من عموم الأدلة الدالة على وجوب الإنصات لقراءة الإمام ، لكن لو نسيها المأموم أو تركها جهلا أو لاعتقاد عدم وجوبها فلا شيء عليه وتجزئه قراءة الإمام عند جمهور أهل العلم وهكذا لو جاء والإمام راكع ركع معه وأجزأته الركعة وسقطت عنه القراءة لعدم إدراكه لها ، لما ثبت من حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال له : زادك الله حرصا ولا تعد ولم يأمره بقضاء الركعة . رواه البخاري في الصحيح ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ولا تعد يعني إلى الركوع دون الصف وبذلك يعلم أن المشروع لمن دخل المسجد والإمام راكع ألا يركع قبل الصف بل عليه أن يصبر حتى يصل إلى الصف ولو فاته الركوع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا نودي بالصلاة فأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا متفق على صحته .
أما حديث : من كان له إمام فقراءته له قراءة فهو حديث ضعيف لا يحتج به عند أهل العلم . ولو صح لكانت الفاتحة مستثناة من ذلك جمعا بين الأحاديث . وأما السكتة بعد الفاتحة فلم يصح فيها شيء فيما أعلم والأمر فيها واسع إن شاء الله ، فمن فعلها فلا حرج ومن تركها فلا حرج لأنه لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم إنما الثابت عنه صلى الله عليه وسلم سكتتان : إحداهما : بعد تكبيرة الإحرام يشرع فيها الاستفتاح ، والسكتة الثانية : بعد الفراغ من القراءة وقبل أن يركع وهي سكتة خفيفة تفصل بين القراءة والتكبير ، والله ولي التوفيق .
هذا ما جمعته على عجل فإن أحسنت فمن الله وحده لا شريك له..وإن أسأت فمن نفسي والشيطان..واستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاة وارزقنا التدبر والتأمل في قراءة القرآن .. وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص .. اللهم آمين
رجائي نشرها على من تحبها ( والدال على الخير كفاعله )
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
كتبته بتاريخ
30 / 3 / 1427هـ