الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
إليك أنت ..
نعم أنت وحدك
يا من ترجو ما عند الله تعالى من الرضا والنعيم المقيم
وتخاف ما أعد الله تعالى للعصاة والكافرين من النكال والهوان والجحيم
إليك يا من قد ذاق قلبُه حلاوة الإيمان .. وتنعم بها يوما من الدهر ..
ويا من كان يتلذذ بالمتاعب والمكاره ابتغاء رضا ربه وجنة عرضها السماوات والأرض
إليك يا من كان ديدنه الذكر .. وراحة باله الفكر
وجنته في الدنيا ترديد آيات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار
إليك يا من كان مرغما للشيطان .. لا يستطيع أ يحصّل منك أدنى اللمم فضلا عما هو أعظم من ذلك
مالي أرى الفتور قد اعتراك ....
والإعراض قد ارتسم على تصرفاتك ...
والوهن قد دب إلى عزيمتك التي طالما كانت مشرئبة إلى المعالي معرضة عن السفاف ...
ما لي أرى الشهوات قد استعبدتك ...
والنزوات قد تملكتك فصرت محجما عن الخيرات ...
مسارعا إلى الشهوات معرضا عن سبل الرحمات ...
أتراك قد اكتشفت أن التزامك واستقامتك وطاعتك لربك كانت خطأ فاخترت الطريقالآخر
طريق الغواية والمعصية والانتكاس – لتصل إلى جنة الفردوس ؟!
أمتراك قد استبعدت الطريق واستبطأت النصر فسرت في ركاب الساهين اللاهين عبدت أهوائهمالذين لا هم لهم سوى أنفسهم غير آبهين بدين الله ولا بدعوة رسول الله صلى اله عليهوسلم .
أم تراك قد نسيت الموت وسكراته ، والقبر وظلماته ، ويوم القيامةوروعاته ، والصراط وزلاته ، وعذاب جهنم ولوعاته وحسراته . أعيذكبالله تعالى من ذلككله .. وأعيذك بالله أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم :
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ)
الأعراف 175
فالسعيد من وعظ بغيره لا من اتعظ به غيره .
[FRAME="6 70"]
أستسمحك العذر – يا رعاك الله – لقسوة كلماتي معك ولكنه الحب الذي أكنه لك في صدري ، وخوفي عليك من سوء الخاتمة – هما اللذان أحرقا قلبي وفطرا كبدي كلما رأيتك بهذا الموضع المزري الذي يسر العدو – عدوك الأول :
الشيطان وأعوانه من أعداء الله تعالى – ويحزن الحبيب والصديق . .
[/FRAME]
[GRADE="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]
فهل من عودة إلى الله قبل الموت
هل من أوبة أيها المبارك إلىروضة الطاعة
وحياض التوبة والاستقامة والندم حيث الراحة وتعقبها الرحمة
[/GRADE]
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
آل عمران : 135
فأبشر يا عبد الله فإن لك ربا واسع المغفرة باسطا يده بالرحمة بالليل والنهار .
واسأل الله تعالى الهداية من قلبك بصدق
فهذا حبيبك المعصوم صلى الله عليه وسلم يسأل ربه الهداية ويقول :
" اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
وكان يرشد إلى ذلك كما أرشد سبطه الحسن بن على
رضي الله عنهما إلى أن يدعو في القنوت ويقول :
" اللهم اهددني فيمن هديت "
وكان يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهدى ويقول :
" اللهم إني أعوذ بعزتك أن تضلني لا إله إلا أنت "
وكان يقول في دعاء السفر :
"وأعوذ بك من الحور بعد الكور"
ــ أي من الضلالة بعد الهدى ــ
قم في ظلام الليل وانطرح بين يدي الرؤوف الرحيم واسأله المغفرة والرحمة
والعون والتسديد
اعترف بذنبك
وابك على خطيئتك وتقصيرك
واسأل المولى أن لا يخزيك يوم الفزع الأكبر
وأن يبيض وجهك إذا سودت وجوه العصاة والكافرين
ابدأ صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى بالطاعة والإنابة الحقة
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
الكهف : 28
واصرف وجهك عن قرناء السوء .. ورفقة الرخاء الذين لا يأبهون بك أفي نعيم صرت أم في جحيم
بل فوق ذلك هم يسألون الله تعالى أن يزيد قرناءهم عذابا فوق عذابهم
( قالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّار )
ص : 61
انفض عنك غبار القعودوالحق بركب النجاة السائر إلى الله تعالى
فهذه أمتك الموتورة الثكلىتنتظرك ...
فعُد يا أخي الحبيب عودا حميدا رشيدا إلى الله تعالى لتتفجر ينابيعكالخيرة
ولتكون لبنة إصلاح في بناء الأمة السامق
بعض الأسباب المعينة على الثبات والاستقامة بإذن الله تعالى :
1- الدعاء الصادق "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
2- البحث عن صحبة طيبة صالحة تعين على طاعة الله .
3- البعد عن كل صحبة سوء ولو كانوا من الأقارب .
4- الاعتناء بكتاب الله تعالى تلاوة وحفظاً وتعلماً لمعانيه وأحكامه فهو دواء القلوب العليلة .
5- المحافظة على الفرائض وما يتبعها من النوافل .
6- طلب العلم الشرعي وحضور مجالس الذكر والعلم .
7- الخوف من الذنوب وتبعاتها إذ هي سبب سوء الخاتمة .
8- قراءة الكتب النافعة والدوريات العلمية والدعوية الطيبة بدلا من بعض الصحف والمجلات الهابطة .
9- غض البصر : ففيه راحة القلب وحلاوة الإيمان .
10- تذكر عداوة الشيطان لك في كل لحظة وأنه يريد إغواءك لتكون من حزبه
الهالكين الخاسرين نعوذ بالله منه .
وأخيرا :
فهذه كلمات قاسية ، ولكنها صادقة ، جاد بها قلبي قبل قلمي شفقة عليك – يا أخي الحبيب – وخوفاً عليك من نار وقودها الناس والحجارة علّها أن توافق قلبا منشرحا وسمعاً متفتحا فتصل إلى بغيتها
[BLINK]وإلى الملتقى القريببإذن الله تعالى على درب الخير وجادة الصواب والله يحفظك
[/BLINK]
وفقني الله وإياكم لكل خير
نقله لكم أخوكم في الله :
[GRADE="DEB887 D2691E A0522D"]
¨°o.O ( أبو الزبير ) O.o°¨
[/GRADE]
من موقع : طريق الإسلام