شغب شيعي بالسعودية وتقرير استخباري يكشف امتعاض إيران من بروز دور المملكة
السبت 11 من ربيع الأول1430هـ 7-3-2009م
خريطة السعودية
مفكرة الإسلام: جددت مجموعة من الشيعة، اليوم الجمعة، أعمال الشغب في مدينة صفوي، شرق المملكة العربية السعودية، عقب تحريض أحد خطباء الشيعة.
وفور انتهاء علي عبد الكريم العيسى، أحد خطباء الشيعة السعوديين، من خطابه الذي ألقاه في حسينية آل إبراهيم بصفوى والذي تحدث فيه عن أحداث الشغب الأخيرة في المدينة المنورة الأخيرة، قال الخطيب: لن يستطيع أحدٌ أن يمنعنا من الذهاب للمدينة المنورة في إشارة إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تتعرض لحملة تشويه شيعية متصاعدة.
وانطلقت تظاهرات في الشوارع الرئيسية وجري تفتيش في وسط المدينة من قبل قوات مكافحة الشغب بعد أن عمدت إلى إغلاق كافة الطرق المؤدية للمدينة.
وتم التفتيش على الهويات الشخصية للمواطنين الشيعة ما أدى إلى زحمة سير في الشوارع.
وردد المتظاهرون شعار "القطيف حرة حرة يا هيئة اطلعي برة".
يذكر أن قوات الشغب كثفت وجودها في صفوي.
وسبق وشن رجل دين شيعي بارز في إيران هجومًا على هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية، التي وصفها بأنها "الفرقة التي تشوه صورة الإسلام وتقدمه بصورة مرعبة", على حد زعمه.
ويأتي هجوم المرجع الشيعي على خلفية قيام زوار شيعة في المدينة المنورة بإثارة الشغب والاضطرابات بالقرب من البقيع وتصدي الأمن السعودي لهم حفاظًا على حرمة المكان.
وزعم المرجع الديني في مدينة قم، لطف الله صافي کلبايكاني، أن هيئة 'الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'، قامت بالتعدي على الحقوق الإنسانية والإسلامية واستخدمت العنف والقسوة ضد من وصفهم بالزوار المحبين للنبي (محمد) وأهل بيته", بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية.
وكان مئات من الشيعة قد حاولوا دخول الدخول إلى مقابر البقيع لآداء شعائر تعبدية شيعية تراها الأوساط العلمية السنية محرمة في وقت غير مخصوص للزيارة قبل مغيب الشمس كما دعى عدد آخر منهم إلى التجمهر في ساحة المسجد النبوي الشريف مما دعا للقبض علي عدد منهم .
وسبق وأن صرّح دبلوماسي إيراني سابق بأن لدى طهران شبكة من العملاء والخلايا النائمة في دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لزعزعة استقرار هذه الدول إذا ما اقتضت المصالح الإيرانية ذلك.
تقرير استخباراتي: امتعاض إيراني من السعودية
وعلى صعيد آخر، كشف مصدر إيراني معارض, وفق ما أوردته صحيفة "السياسة", بعض ما يدور في كواليس المخابرات الإيرانية, وخصوصًا الفرع المتخصص بالدول العربية, والمسمى زورًا "قوات القدس" بقيادة العميد قاسم سليماني.
وأوضح المصدر أن سياسة إيران العربية اتخذت منحًى جديدًا في العامين المنصرمين, خصوصًا بعد فشل "حزب الله" في انقلابه على الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة, وتراجع نفوذ التيارات الشيعية العراقية الموالية لطهران, لافتًا إلى أن القيادة الإيرانية خلصت إلى تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية إخفاقات أتباعها على الساحاتين.
وكشف المصدر عن تقرير سياسي- أمني مفصل رفعته المخابرات الإيرانية إلى أعلى المراجع الحاكمة في طهران, استفاض في عرض صعود وبروز الدور السعودي على صعيد المنطقة ووصوله إلى مستوى يتجاوز أدوار دول عربية وإقليمية بارزة مثل مصر وتركيا, ورجوع الكثير من الأوساط الدولية الفاعلة والمهمة على صعيد صياغة القرارات الدولية المهمة والحساسة إلى الرياض, للبحث في الكثير من الملفات والأجندة المتعلقة بالمنطقة بشكل عام وبالعرب بشكل خاص.
ووصل الامتعاض الإيراني من هذا البروز غير المريح للدور السعودي إلى حدٍّ وصفه التقرير بالـ"مؤامرة الاستكبارية" ضد إيران, والتي تحتوي في مضامينها وأجندتها المستقبلية الكثير من المفاجآت غير السارة لطهران.
وادعى العميد سليماني, في التقرير, أن صعود الدور السعودي في إطاره العربي والإقليمي والعالمي الجديد يرافقه صعود أمني- استخباري استثنائي للمملكة, معتبرًا أن الحضور الأمني السعودي بات من القوة بحيث "بات صعبًا عدم الإحساس به في كل مكان نتواجد فيه وكأنهم يطاردوننا أو شيء من هذا القبيل", محذراً من أن هذا الدور فعال وديناميكي ولم يعد محصوراً في دوائر محددة وإنما بات يفرض وجوده بقوة حتى في أماكن كانت في السابق خارج دائرة نفوذه.
من هذا المنطلق تحركت طهران, وفقا للمصدر الإيراني المعارض, من خلال شبكة منظوماتها الأمنية لمشاغلة السعودية بهدف التأثير على فعالية دورها الجديد المؤثر, ولو على حساب انصراف هذه الشبكة عن أمور أخرى تقوم بها على الصعيدين العربي والإقليمي.
إيران تتخذ من البحرين نقطة ضعف لمهاجمة السعودية:
ولعل أهم الأمور التي باشرتها تلك الشبكة, وتكاد تجعله في مقدم أولوياتها, هو التواجد الإيراني بين صفوف الشيعة البحرينيين وتفعيل هذا التواجد إلى درجة فرض الخيارات على البحرين فالاضطرابات التي شهدتها الساحة البحرينية على مراحل, كانت نتاج أعمال شغب قامت بها عناصر شيعية بحرينية تابعة لإيران, سبق لها, في مراحل مختلفة, أن زارت لبنان, حيث النفوذ الإيراني قوي للغاية.
ولفت المصدر إلى أن النظام الإيراني يعمل بهدوء وبرودة أعصاب على تطوير تغلغله رويدًا رويدًا, كي يأخذ الشكل والمضمون اللذين يلائمان أجندته المطروحة خليجيًا, ومن المحتمل جدًا أن تتخذ إيران من البحرين نقطة الضعف التي تهاجم من خلالها السعودية, وثمة معلومات مؤكدة لدى المعارضة الإيرانية عن سعي طهران لتقوية العلاقات الحركية والأمنية بين شيعة البحرين وشيعة السعودية, عبر لبنان مثًلا, وصولًا إلى خلق أرضية مناسبة للتحرك الأمني الإيراني هناك.
وتؤكد المعارضة أن الطموح الإيراني للتحرك داخل السعودية من خلال شيعتها مازال دون الطموح والمستوى المطلوبين.
وختم المصدر بالتشديد على أهمية موقع لبنان كساحة وسيطة في هذه العملية, ما يجعل الاهتمام الإيراني به, والسعي إلى فوز حلفاء طهران بالانتخابات النيابية المقبلة, من الأولويات, الأمر الذي يستوجب بالمقابل يقظة كاملة, وحضورًا فاعلًا لكل القوى والدول المتضررة من "المد الإيراني", وفي مقدمها المعارضة الإيرانية.