<div align="center"> بسم الله الرحمن الرحيم</div>
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ....... وبعد :-
فاعلموا حفظكم الله جميعا , أن الله يقول ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) , قال بعض العلماء : أي للاختلاف خلقهم .
ومما لا شك فيه أن الخلاف يقع بين الناس ويقع بين المجتمعات ويقع بين الشعوب ويقع بين الامم ويعم ارجاء المعموره , ولكن لابد أن يقف الواحد منا بتعقل امام سنة البارى سبحانه في الاختلاف .
ولقد اخترت الحديث عن هذا الموضوع ( الاختلاف ) لانه كثر في الاونة الاخيرة في عالم الشباب خصوصا في (الغرف البالتوكية) , وانتشر معه التنابز والفرقة والخوض في الأعراض والنيل من الفضلاء. فكان لابد من تسليط الضوء عليه والتصدي لهذه الظاهره .
وكما هو معروف أن لكل شيء اسباب وكذلك الخلاف له اسباب .
<div align="center">أسباب الخلاف </div>
1- البغي والعدوان :-
البغي بغير علم وبغير هدى , فانك تجد بعض الناس يحب أن يبغي على الاخرين , لان من طبيعته العدوان , فهو كبعض الحيات التي تحتوي على السم فإذا لم تلدغ في السنة مرة ماتت , كما قال الشاعر الجاهلي في الظلم والبغي والعدوان بحق وبغير حق :-
<marquee direction=right> وأحيانــــــا علــــى بكــــر أخينـــا ...... إذا لـــــــــم نجـــــــــد إلا أخــــانـــــــا</marquee>
فلذلك تجد بعض الناس لا يرتاح إلا أن يخالف من أمامه , فهو يجلس معك فإذا استمع رأيك خالفك , من اجل ذلك جعل العلماء من آداب الصحبة : ( ألا تخالف صاحبك )
يقول ابن المبارك رحمة الله :
<marquee direction=right>وإذا صاحبت فاصحب ماجدا .......... ذا عفاف وحياء وكرم </marquee>
<marquee direction=right>قوله للشيء لا إن قلت لا ............. وإذا قلت نعم قال نعم</marquee>
ونكتفي بهذا الكلام في البغي والعدوان والا فالكلام يطول والامثلة كثيره .
2 - الحسد :-
قال سبحانه وتعالى ( حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق )
- وقد قيل قديما ما خلا جسد من حسد .
والحسد يسرى في أهل المهن المتشابهة , والمتقاربين في السن , والزملاء و الاقران .
فتجد أحدهم يخالف زميله لا لشيء إلا لأنه زميله فقط .
من اجل ذلك يقول الشاعر :-
<marquee direction=right>ولكــــل شــــيء آفـــــة مــــن ضــــــده .......... حتــــى الحديــد عــدا علــيــه المــبـــرد</marquee>
قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن ؟
قال : ويلك !! أنسيت قصة أبناء يعقوب لما حسدوا يوسف عليه السلام ؟
قال : فماذا أفعل ؟
قال : إذا حسدت فلا تبغ .
ونكتفي بهذا القدر من الكلام في الحسد وننتقل الى السبب الثالث من اسباب الخلاف
3- الكبر :-
سئل صلى الله عليه وسلم عن الكبر فقال : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) بطر الحق : أي رده.
قال تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق ) فالمتكبر يرد الحق ويخالفه , لانه يرى أنه ليس بإمكانه ان يتنازل لك ليسمع منك الحوار ويسمع منك المناظرة لحاجة في نفسه .
4 - من اسباب الخلاف التعصب للأشخاص والمناهج :-
فبعض الناس إذا أحب شخصا تولع به فلا يكاد يبصر الا رأيه , أو اجتهاداته , ولو كانت خاطئة , وهذا المنهج غير صحيح لأن المعصوم هو محمد صلى الله عليه وسلم وكل أحد يؤخذ من قوله ويرد الا هو صلى الله عليه وسلم .
من اجل ذلك قال على بن ابي طالب رضى الله عنه وارضاه : الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله .
فاتعصب للأشخاص والمناهج مصيبة , وقد أضرت بالأمة الاسلامية وأخرت ركبها وأشغلتها بالخلافات والردود حتى أحاط بها الاعداء من كل جانب .
<marquee direction=right>5- اهم سبب من اسباب الخلاف من وجهة نظرى هو (( ضيق الأفق )) :- </marquee>
فبعض الناس ضيق الافق , لا يتسع صدره للمحاورة ولا للنقاش , فهو يغلق عليك الطريق منذ اول وهلة مقررا رأيه ومسفها لما سواه يقول سبحانه ( وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) أي : اتركه حتى يسمع النور , واتركه حتى يسمع الوحي , واجعل له فرصة حتى يظهر لك مافي صدره .
ولا يفوتني هنا أن اذكر قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عتبه بن ربيعه , وعتبة هذا من رؤساء الشرك في قريش , فقد ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم ليحاوره , فتركه صلى الله عليه وسلم يتحدث حتى انتهى , وفرغ من قوله وهو يعلم انه باطل وإفك وزور .
ثم قال له : (( أفرغت يا أبا الوليد )) .
أي انه صلى الله عليه وسلم مستعد لسماع محاضرة ودرس أطول من هذا المشرك . لأنه صلى الله عليه وسلم يريد هداية الناس , فلا بد أن يسمع منهم ليعرف عللهم فيعالجهم بموجبها .
<marquee direction=right> فما بالك إذا كان المحاور لك اخا من اخوانك المؤمنين ؟ أفلا يكون أحق بالسماع من ذلك المشرك</marquee>
6 - فساد التصور وضعفه :-
فإن بعض الناس عنده فساد في تصور الأمور وإدراكها , فمثلا يجعل الصغائر من المعاصي كبائر , أو أنه يحمل الآيات والنصوص على غير محملها كما فعل الخوارج , فهم يحملون آيات الكفار على المؤمنين .
7- الزام ما لا يلزم :-
فتجد بعض المخالفين يقول : قال العالم الفلاني كذا وكذا , ومعنى كلامه كذا وكذا , إذا فهو كذا وكذا .
تقول له : رحمة الله واسعة , والله غفور لذنوب العباد .
فيقول في نفسه : المرجئة يقولون : إن الله غفور للعباد والمرجئة يسهلون المعاصي , إذا فهذا مرجىء !! فهو إذا مبتدع !! أو زنديق !! .
8 - غلبة العاطفة على العقل :-
خاصة في سن الشباب الذي ما بين العشرين إلى الثلاثين .
فتجد الشاب يندفع بعاطفته الجياشة , وكلامه الناري , مستخدما العبارات الثقيلة , التى تجنح به عن قبول الحق , لأنه لم يتدبر فيه بعقله بل بعاطفته .
ونحن نريد عاطفة شباب وعقول شيوخ لأن عاطفة الشيوخ بعقول الشباب تموت فلا ترى فيها من يأمر , أو ينهى , أو يدعو .
9- حب الخلاف لذاته :-
يقول أحد الشعراء :
<marquee direction=right>مشغوفـــة بخلافــي لــو أقــــول لهــــا ...... يـــــــوم الغديــــــر لقالـــــــت ليلــــة الغــــــار</marquee>
10 - عدم التثبت في الاقوال و الافعال :
يقول تعالى ( يا ايها الذين ءامنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
فكثير من الناس الان يبني أحكامه على غير معرفة للرأي الآخر .
سمع مثلا أن داعية من الدعاة قال كذا وكذا .
فقام على المنبر بخطبة رنانة ليرد عليه .
فيظهر له بعد الخطبة أنه ما قال ذلك .
فيسقط في يده , ويضع نفسه في موقف محرج , لا داعي له ، لأنه اعتمد في رواياته على الأخبار الإسرائيلية !! .
وأهل السنة من منهجهم , أنهم إذا بلغهم الخبر , تثبتوا من صاحبه وشافهوه وراسلوه , ليعرفوا مقصوده حتى يردوا ويحاوروا على بينة .
يقول تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا ) .
ووصيتي للجميع : أنهم اذا سمعوا خبرا من رجل أو من داعية أو من طالب علم أو من مفكر أو من مسؤول أن يتثبتوا منه شخصيا ويتأكدوا حتى لا يكونوا عرضة للتهم , ولا للمجازفة , ولا للعجلة والطيش .
,,,,,,,,,,,,,, ونعم لعصابة الصعاليك الدوليين :D
<marquee direction=right> مع تحيات الامين العام لعصابة الصعاليك الدوليين البالتوكية ,,, أخوكم همس الأحزان</marquee>