أراكَ هجرتَنِي هـجرًا طــويلا *** ومـا عـوَّدتَـنِــــي مــن قبـــلُ ذاكــــا
عَهِدتُكَ لا تُطيقُ الصَّبرَ عنِّي *** وتَعـــصـــي في وِدادي مَـــن نَـــهاكَــا
فكيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَّجايا *** ومَـــن هــذا الـــــذي عـــنِّ ثـــــنـاكـــــا
فلا واللهِ ما حَاوَلتَ غـدرًا *** فــكُلُّ النَّــــــــاسِ يــغدُرُ ما خـــــلاكــــا
وما فارَقتَني طوعًا ولكِن *** دهــــاكَ مــن الـــــــمَنِيَّةِ مــــا دهــاكـــا
فَيا مَن غابَ عنِّي وهوَ روحِي *** وكيفَ أُطيقُ عن روحي انفِكـــاكـا
يَعِزُّ عليَّ حينَ أُديرُ عينِي *** أفَـتـِّشُ فـي مَـــــكــانــــِكَ لا أراكــــــــا
خَتَمتُ على وِدادِكَ في ضَميرِي *** وليسَ يَزالُ مخـتومًا هـــنــاكــــا
فوا أسفي لِجِسمِكَ كيفَ يبلَى *** ويذهَــبُ بـــعد بهـــجَتِــهِ ســـناكـــا
فيا قبرَ الحبيبِ ودِدتُ أنـَّي *** حَمَلــتُ ولـــو علــى عيـــني ثَــراكـــا
ولا زالَ السَّلامُ عليكَ منـِّي *** يُـــزَفُّ مع النَّـــســـيمِ إلـــى ذَراكـــا