الالا.jpgتمر.jpgتمر 3.jpg
التمر في التاريخ:
1- لقد دلت الحفريات على أن الفراعنة كانوا يقدرونه حتى نقشوه على جدران مقابرهم ومعابدهم =الموسوعة الغذائية (ص: 194)=، وأشادوا بفوائده غضاً وجافاً ومسكراً، وعلى شكل عجوة، ونحن نعلم النهي عن المسكر.
2- وفي كثير من الأديرة القبطية كتابات ومذكرات، تدل على مدى ما كان للتمر من قيمة غذائية بالنسبة للقساوسة والرهبان، ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان طعام مريم عليها السلام أيام حملها بالمسيح عليه السلام =الموسوعة الغذائي (ص: 194)، والغذاء لا الدواء (ص: 119)=، فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقري عينا}.
3- وفي تاريخ العرب المسلمين، وقصص حياتهم وحروبهم، دورٌ كبير للتمر، كغذاء رئيس من أغذيتهم بصورة تفسر لنا؛ كيف استطاعوا أن يجدوا القوة على أن يفتحوا البلاد والأمصار، ويقاتلوا الدول والجيوش،وليس في جوف المقاتل العربي المسلم سوى بضع تمرات. الغذاء لا الدواء (ص: 120)
فهذا أبو عبيدة بن الجراح ليس معه مؤنة للسرية =هي سرية سيف البحر. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (4/ 276)=، التي هو قائدها، والبالغة ثلاثمائة مقاتل سوى جراب من تمر، يعطي كل واحد منهم تمرة واحدة كل يوم، فيأكلونها ويمصون النوى، ويشربون الماء عليه فيمصونه، ويشربون عليه الماء.
وهذا الصحابي الجليل عمير بن الحمامالسلمي في غزوة بدر ما إن سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة)، حتى رمى تمرات في يده كان يأكل منها، قائلا: بخ بخ، ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء.. واندفع مع المجاهدين. البداية والنهاية (3/ 276- 277)
وفيرواية للإمام أحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: {قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض}،قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: (نعم)،قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يحملك على قول: (بخٍ بخٍ)؟ "قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها"، قال: فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهنَّ، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه،إنها حياة طويلة، فرمى ما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل رحمه الله. ورواه مسلم. البداية والنهاية (3/ 276- 277)
الشيخ / فؤاد ابو سعيد