هل يُعقل هذا ؟
الثلاثاء 19, يناير 2010
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فأضع بين أيديكم هذه النتيجة , هي للعام المنصرم / 1430هـ :
· دخول عدد / 2383 في الإسلام .
· توزيع عدد / 393104 بين كتاب وشريط ومطوية , للتعريف بالإسلام , وبيان أحكامه .
· القيام بعدد / 262383 تواصل دعوي , مع المسلمين الجدد , أو الراغبين في الدخول في الإسلام , أو مع من يحتاج إلى تعليم وتفقيه في دينه من الجاليات المسلمة .
· تنظيم عدد / 428 زيارة دعوية ميدانية , لأماكن تواجد الجاليات , ولبعض الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة , الراغبة في دعوة العمالة الموجودة لديها .
· تقديم عدد / 84 دورة ورحلة تعليمية .
· إلقاء عدد / 6994 درس وكلمة دعوية وتعليمية وتوجيهية .
· تنظيم عدد 72 رحلة عمرة شارك فيها 3532 شخصاً , وغالبيتهم منن المسلمين الجدد , من جنسيات مختلفة .
· أداء الحج وشارك فيه عدد / 520 حاجاً , وغالبيتهم من المسلمين الجدد , وقد أسلم بسببه بعد توفيق الله ومنته وفضله , من ذوي هؤلاء الحجاج , عدد / 83 شخصاً بين رجل وامرأة , وذلك عن طريق الجوال الدعوي .
· تفطير عدد / 166460 صائم , من جنسيات مختلفة .
ماسبق أعلاه , جهد من بين عشرات الجهود المباركة , التي يقوم عليها ثلة من أهل الخير والغيرة , بأموال بعض ذوي الفضل واليسار , وبرعاية ودعم معنوي من قبل معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وبعض المعنيين من وزارته .
ماسبق أعلاه , جهد لم يتجاوز في تكلفته 5,2 مليون ريال , وهو مبلغ لو أنفق على الحجاج وحدهم لكان قليلاً , فما بالك وقد استوعب ذلك الجهد الجبار , والعمل الباهر .
ما سبق أعلاه , جهد لواحد من مراكز الخير , ومنارات العطاء , وأنوار الهداية , المنتشرة ولله الفضل في ربوع بلادنا الحبيبة , التي لاتبحث عن الأضواء , ولا تريد إلا السلامة من قالة السوء .
ماسبق أعلاه , جهد حقيق بكل ذي سعة أن يساهم فيه , ويكون له نصيب منه , وأن يحتسب في دعمه ومساندته الأجر والثواب .
ما سبق أعلاه , جهد لم يسلم من تطاول سفلة طاش ماطاش , الذي حاولوا الإساءة إليه , لأنهم لم يجدوا ما ينالون به من أهل الخير , فأوقعهم الله بشر أعمالهم , حين ولغوا في أعراض القائمين عليه , ونالوا من جهدهم .
ماسبق أعلاه , إنجاز ضخم , ومفخرة تُحتسب لهذه البلاد , والمستفيدون منه , سينقلبون سفراء لنا في بلدانهم التي يعودون إليها , وأنعم بهم من سفراء , حيث عادوا إليها يحملون الحرية بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى , والعزة , والسعادة , والراحة , وانشراح الصدر , والتوفيق , والهداية ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .
ما سبق أعلاه جهد قام به مكتب توعية الجاليات في البطحاء وسط مدينة الرياض , وهو مركز من بين مراكز منتشرة في مدن المملكة ولله الحمد , وكلها تقوم بمثل هذا الدور العظيم بفضل الله , ولها من الإسهامات مالا يجحده إلا عاق جاحد , فهنيئاً لرجالها , والقائمين عليها , والعاملين فيها , والمتعاونين معها , والداعمين لها , والجنود الأخفياء الذين يعملون ليل نهار لتوجيه مسيرتها , وتذليل عقباتها .
وهنيئاً لمن كان صاحب تلك الفكرة , ولم عمل على رعايتها , ولمن أوقف من ماله ما يحافظ على استمرارها , فكم من الأجور والحسنات تنضاف إلى أرصدتهم وهم لايعلمون , وكم من الخير سيلقونه يوم الدين .
إنه إن كانت هداية رجل واحد لهذا الدين خير من حُمُر النعم , فما ظنك بهذه الأعداد العظيمة , يجدها العبد في صحيفته , ويراها في يوم هو أحوج مايكون للحسنة من هنا وهناك .
ما سبق أعلاه , جهد لم نسمع به من قبل , ولا أظن أننا سنسمع به , لأنه ببساطة ليس تافهاً , وليس عملا استعدائياً استفزازياً , ولم يقم به إعلامي تافه , أو ممثل منحط , أو مطرب مفتون .
لا يمكن أن تجد استنفاراً من حملة الأقلام , ولا من مقدمي البرامج المرئية والمسموعة , ممن يتبنى فكراً أحادياً إقصائياً , رغم أنه عمل سلمي , دعوي , تربوي , بل على العكس , تجد بعض أولئك المفتونين , يشكك في نزاهة أصحابه , ويحاول إثارة الشغب حول بعض المناشط التي يقومون بها , ولماذا يتم دعمها , ومالحاجة إليها , وهو يدرك أنها لايمكن أن تصل في تكلفتها لحفلة غنائية تافهة , أو ملتقى مشبوه يقام هنا أو هناك .
ما سبق أعلاه , جهد يستحيل أن تقوم بعشر عشره وزارة الثقافة والإعلام , وهي تملك قنوات وصحف , تنطق باللغة الإنجليزية , ولديها ميزانية ضخمة , لايمكن تخيلها , ولكن وللأسف , فقد تحولت تلك الإمكانيات , إلى مانراه من فوضى , لايمكن أن يصح نسبتها إلى بلد التوحيد والرسالة .
لايمكن أن نجد في صحافتنا تناولاً لمثل هذه الجهود الموفقة , وإشادة بها , وتحقيقات مفصلة عنها , ودعوة لدعمها , وتذكير بالحاجة إليها , وتسليط ٍ للضوء على آثارها الإيجابية على هذه البلاد , في الداخل والخارج , وأنها من خير ما تُبذل له الجهود والطاقات .
هل يعكس هذا التجاهل التام , لتلك الأعمال الجبارة , صورة إيجابية عن الإعلام ؟ , أم إنه يكرس الصورة السوداوية القاتمة , التي أضفاها عليه كثير من الإعلاميين , والقائمين على الإعلام , وذلك بفضل تبنيهم لتوافه الأمور , ومصادمتهم لكثير من الثوابت والفضائل , ومهاجمتهم للقيم والمسلمات .
وهذا الموقف الفاضح منهم , تجاه مايقوم به الرجال المخلصون , ممن نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكيهم على الله , يجعلك تتأكد , من أن ما نقوله دائماً , من أن إعلامنا في كثير من أمره مخترق , وأنه لايمثلنا , صحيح لامرية فيه .
ومن هنا : فإني أوجه دعوة للقائمين على تلك الجهود الخيرة , أن يواصلوا مسيرتهم , وأن يحتسبوا في ذلك الأجر عند الله تعالى , كما أدعو المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية , أن يبحثوا فكرة دعم تلك الموراكز مادياً , كما يقومون بجهد واضح في دعمها معنوياً وحسياً , وهذا ليس بمستغرب منهم , وقد عرفهم الناس بحسهم الدعوي .
كما أتوجه بدعوة لذوي اليسار , أن ينافسوا في بذل القربات في سبيل الله , فدعوة الناس لدين الله مهمة رسول الله , وإنه إن كان ليس بمقدور أهل اليسار دعوة الناس مباشرة , فقد أمكنهم الله من ذلك بما آتاهم من مال , ومعلوم أن الدعوة إلى الله من أجل العمل الذي يقوم به الإنسان ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) .
ومن ثم فأتوجه بدعوة إلى أهل النزاهة من رجال الإعلام , وحملة الأقلام , أن يقوموا بدورهم , في إبراز تلك الجهود , ليتنافس الناس إليها وعليها , ولكي تعم بركتها أرجاء المعمورة , وأن يعلموا أن الأقلام في غير نشر الخير والدعوة إليه , وتوجيه الناس في مافيه صلاحهم في دينهم ودنياهم , يجب أن تكسر , وأن الأفواه إن لم تقم بذلك , فالأولى أن تُكتم , لأن الإنسان إن نطق فبأحد أمرين , الحق أو الباطل , وإن سكت فعن أحد أمرين , الحق والباطل , والناطق بالحق مأجور , والساكت عن الباطل شيطان أخرس .
اللهم وفق القائمين على تلك المناشط الخيِّرة , وجازهم بخير مما يتمنون , وفوق مايرجون , وأعظم مما يؤملون .
اللهم امنحهم من سعة الصدر , وقوة الصبر , وثبات الحجة , وسلامة الطريقة , وإخلاص النية , وحسن العزيمة , ما ترضاه لهم وتحبه .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك رداجميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
الشيخ : سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك
لجينيات