الشاعر - حاجز بن عوف الأزدي - يُعبر عن إحساسه بالفقد, من الموت , ليس بالخوف منه , بل أراد أن يفسد على الموت متعته حين يسلبه حياته , بأن يستمتع هو بالحياة , وحين يفاجئه الموت يجده قد قضى مآربه منها .
ألا علّلاني قبل نوح النوادب
وقبل بكاء المعولات القرائب
وقبل ثوائي في ترابٍ وجندلٍ
وقبل نسوز النفس فوق الترائب
فإن تأتني الدنيا بيومي فجأةً
تجدني وقد قضيت منها مآربي
> > >
الشاعر - أبو الصحمان القيني - ينسج على نفس المعنى , يخاطب أصحابه وندمانه , ألا عللاني , أي اسقياني , لاستمتع بالحياة , قبل أن يجيء الموت , وترتقي نفسي فوق الجوانح , وتصدح على قبري النوائح , ثم يعبر عن فقده , وخوفه الشديد من غدٍ , إذ يموت ويدفن ويغادره أصحابه , ويبقى وحيداً .
ألا علّلاني قبل صدح النوائح
وقبل ارتقاء النفس فوق الجوانح
وقبل غدٍ يا لهف نفسي على غدٍ
إذا راح أصحابي ولست برائح
الجوانح : أوائل الضلوع تحت الترائب , ويعني ارتقاء النفس , صعودها إلى أعلى بنيّة الخروج من الجسد - الموت -
> > >
فراق الأحبة , إحساس بالفقد سجّل الشعراء فيه أروع الأناشيد , ورصدوا أعمق المشاعر الإنسانية حيال بعض , في صور فنية مؤثرة .
الشاعر - ابن دراج القسطلي - يصف لحظة خوفه من فراق حبيبته , يصور هذا الشعور الذي راوده , بشكل طائر غاشم انتشله من بين حبيبته , وطار به بعيداً " البين : هو البعد - الفراق " ويصوّر شعور حبيبته , بأنها أصابها الذعر من خوف الفراق , وأن جوانحها - أضلعها - تكاد تطير من شدة وجيب وخفقان صدرها .
: وطار جناح البين بي , وهفّت بها
جوانح من ذعر الفراق تطير
> > >
الشاعر - نُصيب - يشدّه حزن حمامة , نائحة على غصن شجرة , ويتفكر في حسّها المرير بالفقد , وحزنها الدائم , كأنها تبكي فقيد زمنه قديم .
ويصوّر فرط إحساسه بالبين - الفراق - يقول : لقد روعني وأصابني بالفزع نوح هذه الحمامة , وقد جاوبتها حمائم أخرى , وقد ذكرني بفراق أحبتي .
لقد راعني للبين نوح حمامةٍ ,
على غصم بانٍ , جاوبتها حمائم
هواتف أما من بكين فعهده
قديم , وأما شجوهن فدائم
> > >
الشاعرة - ليلى الأخيلية -تبكي حبيبها - توبة - تبدأ بالتآسي من حال الفقد والإذعان لفعل الدهر و فهى تُدرك أن كل جديد أو شباب إلى بلى , وأن كل إنسان إلى طريق الله صائر - الموت - وأن كل اثنين ائتلفا على الحب سوف يفترقان , ولكن فجعها وحزنها على حبيبها - توبة - شديد - فتقسم أن لا تبكي على أحد بعده , وأن لا تشغل بالها بمصيبة أحد .
فكل جديد أو شباب إلى بلى
وكل امرىء يوماً إلى الله صائر
وكل قريني ألفةً لتفرق
شتاتٍ , وإن ضنا وطال التعاشر
فأقسمت أبكي بعد - توبة - هالكاً
وأحفل من دارت عليه الدوائر
> > >
كأنك بدعٌ لم ترَ البين قبلها
ولم تك بالآلاف قبل مُفجّعاً
كأنّا خُلقنا للنّوى , وكأنما
حرامٌ على الأيام أن نتجمعا
شعر : الصِمة القشيري
> > >
تمتع من شميم عرار نجدٍ
فما بعد العشية من عرار
ألا حبذا نفحات نجدا
وريّا روضه غُبّ القطار
شعر : الصمة القشيري
> > >
كنت السواد لمقلتي
فبكى عليك الناظرُ
من شاء بعدك فليمت
فعليك كنتُ أحاذرُ
شعر : إبراهيم بن العباس الصولي
> > >
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجرٌ
تنبؤ الحوادث عنه وهو ملمومُ
شعر : تميم بن مقبل
> > >
فما بالي أفي , ويُخان عهدي
وما بالي أُصادُ ولا أصيدُ
شعر : المرقش الأكبر