الأسرة و دورها في مواجهة التطرف و الفكر المنحرف
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله،
و على أله و أصحابة و من اهتدى بهداه، أمــا بعد
لا أحد ينكر أن دور الأب و الأم فعّال و حيوي في بناء المجتمعات
و التقدم بها نحو الأمام فهما عنصران في تربية الجيل القادم
و مساعدتهم للخروج إلى بر الأمان و انتشالهم من فخ و مصيدة الانحراف الأخلاقي
الذي قدَ ينشأ عن طريق البث المفتوح و الانترنت أو حمايتهم من الانحراف الفكري
المتمثل في الغلو و التطرف و الفساد.
قال تعالى " يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارًا وقودها الناس و الحجارة "
التحريم (6)
قال تعالى " يأيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون "
الأنفال (27)
و عن أبن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
" كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته و الأمير راع و الرجل راع على أهل بيته
و المرأة راعية على بيت زوجها و ولده كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته " متفق عليه
فيجب على الأب أن يحرص على متابعة كل فكرِ دخيل و أفكارا شاذة منبوذة
على أسرته و أولاده و السعي الجاد لمعالجة هذا الفكر أولا بأول بحكمة و صبر و دراية
قبل أن يتمكن هذا الفكر في نفوس أبنائه و يؤثر في أخلاقهم .
دور الأسرة في مواجهة التطرف بالأسس التربوية السليمة بتخصيص ما يلي :
1- اختيار الزوجة الصالحة و سؤال الله الذرية الصالحة
و الاستعانة بالله على تربيتهم و الدعاء لهم و تجنب الدعاء عليهم .
2- غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد و تدريبهم على حفظ كتاب الله الكريم و تحصينهم بالأذكار الشرعية
و متابعتهم منذ الصغر، و أمرهم و حثهم على أداء الصلاة في جماعة المسجد .
3- إبعاد المنكرات و الفساد عنهم و تعويدهم على الرجولة
و إبعادهم عن جلساء السوء خاصة في سنّ المراهقة .
4- متابعة و مراقبة مصادر التلقي المشبوهة و المفتوحة
من فضائيات و انترنت التي تبث القيم الفاسدة و الأفكار العدوانية و التطرف و الغلو.
5- الحرص من الأب و الأم بأن يكونا قدوة صالحة لأبنائهما بالمثل الأعلى
المبني على الكتاب و السنة المطهرة و أن يصلحا ما بينهما و بين الله
لكي يصلح الله لهما ذريتهما .
6- توجيه الأبناء للعلم النافع و مصادر التلقي الصحيحة النافعة البناءة
و ذلك بسؤال العلماء المخلصين و النهل و الأخذ من علمهم
لكي لا تلوى أعناق النصوص و تحمل ما لا تحتمل بسبب الجهل بها
فهناك أيد خارجة و فئة ناشزة ضالة و مضلة و هي معول هدم و فساد
لشبابنا و مجتمعنا السعودي و مملكتنا الحبيبة حماها الله و قادتها
و المخلصين و علمائها الربانيين و شعبها من كل سوء و مكروه.
فيجب علينا أن نكون أسرة واعية و يجب علينا أن نحمي أولادنا
بالثوابت الدينية الصحيحة و الأسس التربوية السليمة .
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام
على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على أله و صحابته أجمعين.
إعداد الشيخ / أحمد العسيري
جعله الله في موازين حسناته
و غفر الله له و لوالديه و لذريته و للمسلمين أجمعين ،،
محافظة الخرج