حتى لاتقع الفتاة حتى تاثير كلمة الحب .
--------------------------------------------------------------------------------
تساؤل ولكن !؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: لست هنا أتحدث عن أعظم الحب وأكمل وأجمل الحب الذي يغني ويسلي عن كل محبوب وهو حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وإنما حديثي عن الحب الطبيعي بين الناس وعن حاجتهم إليه.
الحب غريزة فطرية لا ينفك عنه أحد ويحتاج إليه كل أحد ولا يصفو العيش ويرتاح البال وتزول الأقدار وتطرب النفس ويسعد البال بمثل الحب.
الحب يقضي على المشاكل وينسي المعايب ويفتح العين على المحاسن، وتنسى معه النقائص، ويتحمل بسببه المصاعب وتنفق في سبيله الأموال.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة*** ولكنّ عين السخط تبدي المساوي
الحب يطرب له العظيم والحقير والرجل والمرأة والطفل والشيخ الكبير ولا يستغني عنه القائد والأمير، بل الحب أصل كل عمل صالح وباطل، وكل حركة في العالم فأصلها الحب.
لا يتسلى عن الحب الشجاع بشجاعته ولا الغني بماله ولا القائد حين انتصاراته، فهذا القائد الشجاع المغوار عمرو بن العاص - رضي الله عنه -في نشوة الانتصارات في معركة ذات السلاسل لم ينسه الانتصار عن البحث عن الحب ولم يستغن بقيادته وشجاعته عن الحب، فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبحث عن هذه الكلمة العظيمة فيقول: «من أحب الناس إليك يا رسول الله؟» فيقول - صلى الله عليه وسلم -: «هذه» ويشير إلى عائشة، فيعود بالسؤال مرة أخرى: «أعني من الرجال» فيقول - صلى الله عليه وسلم -: «أبوها» فيعود بالسؤال مرة أخرى: «ثم من» فيقول - صلى الله عليه وسلم -: «عمر» ثم عد رجالاً. وأمسك عمرو عن المتابعة خشية أن يكون في آخرهم، ورضي بأن يعيش بالمقدار الذي يتصوره من الحب عن المعرفة القطعية بترتيبه في منزلة الحب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
كثيرًا ما تضعف العلاقات وتضعف المودة، وتغيب الرحمة وتنشأ الخلافات وينكشف الرصيد العاطفي بين أفراد الأسرة بسبب غياب كلمة الحب عن الأسماع، فبداية الخلافات من الشح بهذه الكلمة، كما أن الحلّ يبدأ بإشاعتها في جو الأسرة.
بل إن كثيرًا من المغازلات والعلاقات الفاجرة نشأت بسبب غياب كلمة الحب في البيوت، فيتصل الفاسق على هاتف الفتاة المسكينة فيسمعها تلك الكلمة التي تجعلها ترقص طربًا «ألو ألو أنا أحبك» ومن هنا تنشأ العلاقات وتتواصل الاتصالات ويبدأ خط الانحراف والتفكك في الأسرة.
ولو كانت هذه الكلمة شائعة في المنزل تسمعها الفتاة من أمها وأبيها كل صباح ومساء لما استطاع ذلك الفاجر أن يغتالها ولأغلقت في وجهه السماعة حينما قال لها " أنا أحبك " وقالت في نفسها: كلمة مشهورة معروفة.
وماقصد بها الا لتكوين علاقة مشبوهة .
والاطاحة بها في مستنقع مظلم .....
إن كل إنسان سوي يحتاج إلى الحب كحاجته إلى الطعام والشراب. كما أنه يشترط في الحب ما يشترط في الطعام، فإن أكل طيباً محتويا على الفيتامينات والبروتينات والنشويات وكان غذاؤه متكاملا، قوي جسمه وصح عقله وارتاح باله وسعدت نفسه، وأصبح ظريفا أنيقا جميلا لطيفا.
والعكس صحيح إذا أكل طعاما سيئاً هزل جسمه وضعف عقله وذهبت نظارته وتنغصت حياته.
وكذلك الحب: إذا غذيت النفس بالحب الطيب أورث ذلك أنساً وراحةً وسعادةً وفرحاً وسروراً، وإن تعلقت النفس بالحب الوهمي والحب الساقط تعذبت به وأورثها شقاءً وعنتاً وتعباً وعُقَدَاً نفسية فتسارعت إليها الأمراض، وهجمت عليها الأسقام، وتعقدت النفس وأصبحت كما يقول الشاعر:
وكأس شربت على لذت وأخرى تداويت بها منها
والذي أنصح به كل أسرة تعشق العيش السعيد في جلباب الحياء الجميل أن تشيع كلمة الحب بين أفرادها، وأن تكثر من كتابتها بجميع الخطوط والألوان وتزين بها جدران مواقع الجلوس والاجتماعات في المنزل.
أسأل الله - تعالى - للجميع حبا في عفاف وتواصلا في غير جفاف.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــقول ... للدكتور اليحي باختصار .
**
ومما زادني شرفا ً وعزّا .. وكدت بأخمصي أطأ الثريّى
دخولي تحت قولك ( يا عبادي ) .. وأن صيّرت أحمد لي نبيّا
كن أنت ....... كن كما أنت
مسلما
مسلما ........ كما صنعت
فالغير لايهم
وردد تسبيح القلب .
واشدو ... وطر مع السرب .
ولكن كما أنت .... وكما كنت
وكما خلقت .