بيان بشأن المجزرة الصهيونية على قافلة الحريـّة
لشيخ/ حامد بن عبد الله العلي
الحمد لله الذي أمر بموالاة المؤمنين، والبراءة من أعداء الدين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعيـن :
أما بعد : فقد رأى العالم أجمع المجزرة التي اقترفها العدو الصهيوني في قافلة الحرية التي انطـلقت من تركيا لفك الحصار عن أهل غزة، وكانت تحمـل نشطاء مدنيين من مختلف بلدان العالم، حرّكهـم شعورهم بالمسؤولية تجاه المأساة الإنسانية الكارثية في غـزة المحاصرة.
حيث هاجم مئات الجنود الصهاينة المدعومين جـوّا، سفـن الأسطـول، مستخدمين الرصاص، والغازات، مما أوقع عددا من القتلى .
وهذه الجريمة الصهيونية النكراء ماهي إلاّ حلقة من حلقات سلسلة العداء للإسلام الذي يقوده التحالف الصهيوغربي بزعامة أمريكا، وأحد فصول المؤامرة التي جمعت هذه التحالف الشيطاني مع أنظمة عربية خائنة، وتستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، تمهيدا لتصفية قضية الأمة في فلسطين لصالح الصهاينة المتعدين.
ورغـم بشاعـة هذه الجريمة الصهيونية غيـر أنهـا تترجـم حالة اليأس التي يعيشها هذا الكيان المسـخ، وتعبـر عن تخبـّطه، وشعوره بالعـجز التام أمام إعصار المقاومة الفلسطينية، وفقدانه القدرة على كبح جماحهـا
كما أنها تؤكّـد نجـاح المهـمة التي إنطلقت من أجلهـا قافلة الحريـة، وتعلن وصول رسالتها إلى العالـم، والتي تتضمن ما يلي :
أولاً : لفت النظر إلى وحشية الكيان الصهيوني، وأنه كيان عنصـري، أسوء بكثير من نظام الفصل العنصري الذي كان في جنـوب أفريقيـا، وأنه يعيش خارج نطاق القيم البشرية، ولايستحق البقاء،
وتعريـة إدعاءاته المزيفة بأنـه شعـب ديمقراطي متحضر مهدد من شعوب متخـلفة .
ثانيـاً : تحميل النظام العربي الرسمي مسؤولية الحصار المجرم الذي يتولى كبره النظام المصري، إذْ لولا حصاره لغزة، وإصراره على مواصلة هذه الجريمة النكراء، لما احتاج أهـل غزة إلى قوافل بحرية تأتي تحت تهديد الصهاينة .
ثالثـاً : فضـح ما يسمى بمؤسسـات المجتمع الدولي، وعلى رأسها مجلس الأمن، والأمم المتحـدة، التي هي رهينة بيد التحالف الصهيوغربي، إذ تقـف صامتة تجاه الحصار الجائر، وجرائم الصهاينة، ولاتتحـرّك إلاّ ضـد المقاومة الشريفة في أنحاء العالم.
رابعـاً : تذكير العالم بمعانة أهل غـزة، وبضرورة التحرك السريع لرفع الحصار عنهم.
خامسـاً : توجيه المؤسسات الحقوقية العالمية إلى تبنـي مأساة شعب غزة المحاصر.
سادسـاً : رفض سياسة الصهاينة الهادفة إلى فرض الأمر الواقع في حصار غزة، وإفشـال جعل الحصـار ( حالة عادية )، وليس فيه أي إدانة للكيان الصهيونية .
هذا .. وإنَّ الواجـب اليوم نهوض المسلمين في مصر خاصة، وجميع أهل الإسلام عامة، واستدعائهم لغيرهم من غير المسلمين، من محبّي الحق، والعدل، والحرية، لإستنكـار هذه الجريمة الصهيونية في حق قافلة الحرية،
وللتحـرّك ضدّ الحصـار على غـزة، والعمل على إفشاله، وتصعيد الحرب ضـدّه، وتوجيه المسلمين كلَّهم ليسخِّروا طاقتهم للحيلولة دون تنفيذه، كلُّ بقدرته، وعلى قدر جهده.
وتقع على العلماء المسلمين المسؤولية العظمى، فالفرض الشرعي يحتم عليهم، تجميع الأمـة على رايـة الجهاد ضـد التحالف الصهيوغربي، وتوجيههـا نحو عدوها الصهيوني التاريخي، ووضعـها أمام هذا التحـدّي الأكبـر، واستنهاض كـلّ طاقاتها لمواجهـته، ودعـم كلّ فصـائل الجهـاد الإسلامي، وجهود المقاومة في البلاد المحتـلّة، وعلى رأسها المقاومة في فلسطين، ومواجهـة كـلّ جهود التطبيع مع العدوّ الصهيوني، الرسميّة، وغير الرسميّـة، وتعريـة المخطط الصهيوغربي بإشغــال الأمـّة الإسلامية بحرب نفسهــا، وذلك بمحاربـة مجاهديهـا، تحت المصطلــح الزائف المصنوع في دوائر الإستخبارات الصهيونية ( الحرب على الإرهـاب ) !
والأولوية في هذا التحـرّك لجعل الكيان الصهيوني يدفع ثمـن جريمته التي اقترفهـا اليوم في حقّ قافلة الحرية، لكي لايذهـب هدفها سدى .
هذا وإننا متفائلـون بأنَّ ما فعله الصهاينة سيـرتدّ عليهم، وستحقّق قافلة الحرية مكاسـب أكبـر بكثير مما لو وصلت إلى غــزة .
وأنَّ الصهاينـة قـد أبتلعوا الطعـم، {وسـيعـلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبـون}.
والله المستعان على ما يصفـون، وهو حسبنا عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكـلون .
منقول
طريق الاسلام