مكان المستشفى
طلب الخليفة العباسي (( المعتضد )) من مستشاريه أن يختاروا له مجموعة من الأطباء لاختيار مكان للمستشفى الكبير الذي يعتزم الخليفة إقامته ، فقدموا له أكثر من 100 اسم طبيب ليختار من بينهم من يراه مناسباً .
طلب الخليفة اختصار الأسماء إلى خمسين ، ثم أربعين ، ثم ثلاثين ، ثم عشرين ، فعشرة ، فثلاثة ، وأخيراً اسم واحد فقط ، وكان هذا الاسم هو :
أبو بكر الرازي .
طلب الخليفة مقابلته ، ثم أبلغه برغبته باختيار مكان مناسب في بغداد (( فك الله أسرها ، وأصلح شأنها )) لبناء المستشفى .
فكر الرازي في أنسب الأمكنة لبناء المستشفى ، وبعد تفكير عميق ، خطرت بباله فكرة علمية بدأ في تنفيذها .
أحضر الرازي قطعة كبيرة من اللحم ، ثم قطعها إلى مجموعة من القطع الصغيرة ، ثم طلب من مجموعة من الصبية أن يحمل كل واحد منهم قطعة من اللحم ، وحدد له مكاناً يعلق فيه قطعة اللحم ويقف بجوارها حتى يأتيه .
ذهب كل صبي بقطعة اللحم (( مش عارفين أكل منها في الطريق أم لا )) ، وعلقها في المكان المحدد ، وهم مندهشون من الأمر .
أخذ الرازي يمر على الصبية ، وبيده ورقة ، وبدأ يتحسس قطعة اللحم ويشمها ، ويسجل ملاحظته ، وكرر هذا الأمر أكثر من مرة .
بعد فترة ذهب الرازي إلى الخليفة ليخبره بالمكان المقترح ، لكن الخليفة سأله أولاً عن حكاية اللحم المنتشر في بغداد والتي يتحدث عنها الناس .
قال الرازي أنه وضع قطع اللحم في نواحي بغداد المختلفة، ثم بدأ يلاحظ مدى سرعة تعفنها .
وطبعاً اختار الرازي الموقع الذي تعفنت فيه آخر قطعة لحم ، مما أثار إعجاب الخليفة .
القصة طبعاً عجيبة .
وهي تدل على الذكاء الشديد ، وسرعة البديهة .
وهنا نطرح تساؤل :
هل يتم مثل هذا الأمر في العصر الحديث ؟
أم أن المستشفى توضع حيثما أتفق ؟!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .