القوقعة
حين نشعر بالضياع والتشتت .. بالألم و التمزق .. بالغربة وسط الوطن ..
حين تنطق الأقلام .. وتتبعثر الكلمات بين السطور باحثة عن نقاط الحروف ..
حين تتلاشى أحلامنا وتتمزق كسحابة الصيف أبحرت في سماء الأمنيات ..
حين لا نجد من يفهم .. يفهمنا .. على صفحات الزمن ..
فتتباعد الخطوات ..
وتغوص الأرجل في رمال المستحيل ..
و يأتي دخان اليأس فيعمي الأبصار ..
و تتوارى الأرواح في أوحال الدنيا ..
حين وحين وحين ...
من يسمعنا ؟؟؟؟
من يفهمنا ؟؟؟؟
من ينتشلنا من واقع مسموووم ؟؟؟؟
من بيت الهمووووم؟؟؟
من أوكار الغموووم ؟؟؟
علامات استفهام كثيرة تقف حائرة في ذاتها ... متشابكة مع حروف كلماتها ...
تسأل هي أيضا من يفك طلاسم حروفي .. كلماتي ..آهاتي ..
وتغرق في بحار التردد والارتباك ...
بلا وعي ولا إدراك ...
وفي لحظة ....
تجد نفسك تكاد تقيدك شباك...
تحبسك ...
في ...
قوقعة حجمها يصغر حجمك بكثير ..
قوقعة حب الدنيا وهوى الشهوات و اللذات ..
لكن انتظر ...
ولا تخف ...
لم يحكم عليك بالمؤبد فيها بعد ..
هي هفوة ..
أو زلة ..
أو خطأ صغير حبسك ..
فأبشر ...
واطمئن ...
مازال في جوفك نفس يتردد ...
وفي قلبك نبض يهز الوجدان ...
قم ..
قم ..
احتضن مصحفك ..
افرش سجادتك ..
انفض عن نفسك غبار الدنيا ..
طهر نفسك بتوبة صادقة ..
جدد إيمانك بيقين مطلق ...
واصرخ ..
نعم اصرخ بصوت يشق ظلمة الليل ..
يحطم جدران الصمت ..
" اللهم إني تائب عائد إليك ، فاقبلني مع التائبين ، ربي يا أرحم الراحمين "
والآن ..
ولدت من جديد ..
لتعيش بلا إله إلا الله ..
وتموت عليها بإذن الله ..
فقم ..
ولا تؤجل سعادتك لغد لا تدري إن كان لك بعد اليوم من غد !!!