قال ابن تيمية: " أن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار
فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز و جل" الوابل الصيب.
وقال ابن القيم متحدثاً عن قضاء الله تعالى على عبده: "كل قضائه عدل في عبده فإنه وضع له في موضعه الذي لا يحسن في غيره،
فإنه وضع العقوبة ووضع القضاء بسببها وموجبها في موضعه فإنه سبحانه كما يجازي بالعقوبة فإنه يعاقب بنفس قضاء الذنب، فيكون
حكمه بالذنب عقوبة على ذنب سابق فإن الذنوب تكسب بعضها بعضا وذلك الذنب السابق عقوبة على غفلته عن ربه وإعراضه عنه،
وتلك الغفلة والإعراض هي في أصل الجبلة والنشأة فمن أراد أن يُكمله أقبل بقلبه إليه وجذبه إليه وألهمه رشده وألقى فيه أسباب
الخير ومن لم يرد أن يُكمله تركه وطبعه وخلى بينه وبين نفسه؛ لأنه لا يصلح للتكميل وليس محله أهلاً ولا قابلاً لما وضع فيه من
الخير" شفاء العليل .
وقال: " إن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة ويوقع في سكرة العشق" روضة المحبين.
وقال أيضا: "أن الذكر أصل موالاة الله عز و جل ورأسها، والغفلة أصل معاداته ورأسها، فإن العبد لا يزال يذكر ربه عز و جل حتى يحبه
فيواليه ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه" الوابل الصيب.