<div align="center">خروج النار</div>
قبل الساعة تخرج على الناس من قعر عَدَن نار تسوقهم الى محشرهم . وتبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا. وقيل تخرج من أرض الحجاز تضىء أعناق الابل ببصرى 0
وهذه النار من أشراط الساعة . أخبر بها الصادق الأمين مع جملة أمور أخرى. تسبق قيام الساعة 0
وخرجها سيكون آخر علامات الساعة . بمعنى أنها إذا خرجت يعقبها قيام الساعة من غير تخلل شيء آخر . وبعدها ينفخ في الصور .
وهناك نار أخرى . أخبر بوقوعها صلى الله عليه وسلم وقد خرجت من المدينة سنة 654 ورؤيت من مكة ومن جبال بُصرى.
والنار الأولى هي التي تُسمى الحاشرة . أما الثانيةفغيرها . والنار الحاشرة هي التي وردت في الأحاديث ضمن الآيات العشر التي تسبق قيام الساعة . وتكون آخر الآيات .
وما ورد : من أن النار أول أشراط الساعة فمحمول على النار الأولى التي خرجت في المدينة ورآها الناس 0
أو على أنها كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت العظيم والتهبت كما تلتهب النار . وكان ابتداؤها من قبل المشرق حتى خرب معظمه وانحشر الناس من جهة المشرق الى الشام ومصر . كما حدث في أيام المغول وغيرهم 0
أو على أنها أول أحوال يوم القيامة . باعتبار أنها متصلة بالنفخ والزلزلة. وسابقة عليهما.
وما وقع في الروايات من الاختلاف. في أنها تخرج من عدن أو من أرض الحجاز .
أو أن النار التي تخرج من عدن هي الحاشرة . وهي من أشراط الساعة . بخلاف التي تخرج من أرض الحجاز وقد خرجت من المدينة . فهما متغايران . وليس في حديث أبي هريرة أن نار الحجاز متعلقة بالحشر. فتكون آية مستقلة 0
عن حذيفة بن أسيد الغفارى رضي الله عنه قال : اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر . فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة . قال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها . ونزول عيس بن مريم عليه السلام ويأجوج ومأجوج . وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب . ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشرهم .
وفي رواية : تخرج من قعر عدن ترحل الناس 0
وفي رواية : كان صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن تحتها نتحدث وساق الحديث . قال الراوي : وأحسبه قال : نزل معهم إذا نزلوا وثقيل معهم حيث قالوا )
رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة 0
<span style='colorarkblue'><div align="center">والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته </div></span>