مما يروى من سيرة ابن تيمية ان ثلاثة رهبان من الصعيد . ناظرهم واقام عليهم الحجة بانهم كفار وماهم على الدين الذي كان عليه ابراهيم والمسيح . فقالوا له : نحن نعمل مثل ماتعملون
انتم تقولون بالسيدة نفيسة ونحن نقول بالسيدة مريم . وقد اجمعنا نحن وانتم على ان المسيح ومريم افضل من الحسين ومن نفيسة , وانتم تستغيثون بالصالحين الذين قبلكم ونحن كذلك .
فقال لهم : وان من فعل ذلك ففيه شبه منكم , وهذا ماهو دين ابراهيم الذي كان عليه فان الدين الذي كان ابراهيم عليه ان لا نعبد الا الله وحده , لاشريك له . ولاند له , ولاصاحبة له , ولا ولد له , ولا نشرك معه ملكا ولاشمسا ولا قمرا ولا كوكبا و لا نشرك معه نبيا من الانبياء ولاصالحا : (( إن كل من في السموات والارض الا ءاتي الرحمن عبدا ))
وان الامور التي لا يقدر عليها غير الله لا تطلب من غيره مثل انزال المطر وإنبات النبات وتفريج الكربات والهدي من الضلالات وغفران الذنوب , فانه لا يقدر احد من جميع الخلق على ذلك ولا يقدر عليه الا الله . والانبياء عليهم الصلاة والتسليم ـ نؤمن بهم ونوقرهم ونتبعهم ونطيعهم : ( ان اعبدوا الله واتقوه واطيعون ).
فجعلوا العبادة والطاعة لله وحده .. فلو كفر احد بنبي من الانبياء وآمن بالجميع مانفعه أيمانه حتى يؤمن بذلك النبي . وكذلك لو آمن بجميع الكتب وكذب بكتاب كان كافرا حتى يؤمن بذلك الكتاب وكذلك الملائكة واليوم الاخر .
فلما سمعوا ذلك منه قالوا :
الدين الذي ذكرته خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه , ثم انصرفوا من عنده .
المرجع ... الجامع لسيرة شيخ الاسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون
__________________