مرض التهاب السحايا
إن هذا المرض أصبح كابوسا لكثير من الأهالي في مجتمعنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة ويزداد الأمر سوءا لأن هذا المرض ما فتئ يعود علينا بزيارته الثقيلة مرة أو مرتين في العام بشكل وباء منتشر يحصد عددا غير قليل من فلذات أكبادنا إما موتا أو إنهاكا شديدا ومضاعفات خطيرة.
• فما هو هذا المرض المرعب ثقيل الظل؟
إن مرض التهاب السحايا هو التهاب الأغشية الدماغية التي تحيط بالمخ (الدماغ) وتوابعه من نخاع شوكي ونخاع مستطيل ويصيب الكبار والصغار ولكن خطره أكبر في سن الطفولة و سيكون تركيزنا في هذا المقال على التهاب السحايا لدى الأطفال.
• كيف ينتشر أو يتنقل هذا المرض؟
ينتقل هذا المرض إما عن طريق الجهاز التنفسي والتهابه بواسطة الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال بحيث يبقى في المسالك التنفسية العليا ثم يتسرب إلى الدم والدورة الدموية ليصل إلى الدماغ والأغشية السحائية المحيطة.
وقد يحدث الانتقال مباشرة عن طريق الدم والدورة الدموية للسحايا من مناطق أخرى مثل الأذن ، الجهاز الهضمي أو الاصابات والحوادث (Trauma ) وغيرها، وتستمر الميكروبات في فترة حضانة من يوم إلى أسبوع ثم تبدأ أعراض المرض المزعجة .
• أعراض التهاب السحايا:
تعتمد الأعراض على عاملين مهمين هما:
1. سن الطفل المصاب.
2. نوع الميكروب أو الجرثومة المسببة.
- ويمكن ملاحظة الأعراض التالية:
1. حرارة شديدة ورعشة.
2. صداع مؤلم خاصة في مقدمة الرأس .
3. تقيئ متكرر.
4. اضطراب التنفس.
5. تشنج عصبي خاصة في الرقبة.
6. ظهور طفح جلدي أحيانا .
7. انتفاخ مقدمة الرأس (اليافوخ) عند الأطفال الرضع أقل من سنة.
8. تجنب الضوء الشديد وعدم احتماله .
أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة حتى ستة أشهر.
تكون الأعراض غالبا كالتالي:
1. بكاء شديد ومستمر.
2. رفض الرضاعة.
3. هيجان.
4. انتفاخ اليافوخ في مقدمة الرأس.
5. إرهاق وذبول عام للمولود الرضيع .
• ما هي أسباب المرض؟
- التهاب السحايا إما أن يكون بسبب الفيروسات أو بسبب التهاب بكتيري أو فطري ويتم التحديد بعد إجراء فحص السائل الليكوري وعمل مزرعة.
- ويكثر التهاب السحايا البكتيري في فصل الشتاء وعند الأطفال الرضع من عمر شهر إلى سنتين.
- بينما يكثر الالتهاب بسبب الفيروسات في فصل الصيف و الخريف وفي سن من ثلاثة إلى ثمان سنوات.
- أما إذا كان التهاب السحايا بسبب الفطريات فهو نتيجة ضعف جهاز المناعة مثل مرض السرطان والإيدز أو من يتناولون أدوية مثبطة لجهاز المناعة والمقاومة.
• كيف يمكن تشخيص المرض؟
- يتم التشخيص عن طريق القصة السريرية والأعراض المرضية المصاحبة للمرض ومن ثم أخذ عينة من السائل (الليكوري) النخاعي المحيط بالأغشية الدماغية عن طريق أسفل الظهر.
• ما هي المضاعفات التي يمكن أن يتسبب بها هذا الداء؟
هناك العديد من المضاعفات الخطيرة التي يسببها المرض منها.
1. نوبات الصرع .
2. الصمم .
3. الشلل .
4. استسقاء الرأس ( HYDROCEPHALUS) حيث يتراكم السائل الليكوري داخل الرأس بسبب مجاريه فيزيد حجم الجمجمة وقد يؤدي الضغط إلى تلف كثير من خلايا الدماغ .
5. ارتفاع الضغط داخل جمجمة الرأس .
6. انتقال المرض أو الميكروبات إلى أماكن أخرى من الجسم .
7. الوفاة .
• هل هناك من علاج لهذا المرض؟
لا بد من التنويه إلى أن العلاج يجب أن يبدأ عند الشك في المرض بعد أخذ عينة السائل( الليكوري) النخاعي مباشرة.
يكون علاج التهاب السحايا الفيروسي عبارة عن علاج الأعراض والظواهر المرضية.
• يكون العلاج عبر الخطوات التالية:
1. عزل المريض لمنع العدوي
2. المحافظة على الوضع العام للجسم من ثبات نسبة السوائل والأملاح وتعويض الناقص منها من خلال القيء وقلة الأكل.
3. خفض الحرارة لأن زيادة الارتفاع عن 40 درجة مئوية عادة يؤدي إلى تلف خلايا المخ فما بالنا عند وجود التهاب السحايا.
4. إعطاء المضادات الحيوية .
حفظ الله اطفال المسلمين وعافاهم من الامراض -----
• ما هي طرق الوقاية من هذا المرض؟
- ولتجنب هذا المرض أو تقليل انتشاره لابد من الالتزام بما يلي:
اتباع وسائل الوقاية والنظافة العامة.
1. تجنيب الأطفال من زيارة المستشفيات وخاصة مستشفيات الأطفال.
2. الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتي لا تتوفر فيها التهوية المناسبة والظروف الصحية الملائمة.
3. مراجعة الطبيب عند الشك بالمرض في أسرع وقت ممكن.
4.عزل المرضى المصابين عن باقي الأطفال وعلاجهم بسرعة بالعلاج الملائم.
5. الاهتمام بالتوعية الصحية العامة وخاصة للمخالطين مباشرة للمرضى والذين يمكن إعطاؤهم العلاج الواقي مثل (الريفاميين).