الإخوة الكرام سلمهم الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أما بعد .. فحتى لا نشوش على بعضنا فيزهد في الخير ..
وددت لوكان ثمة ضوابط ليميز المسلم الخبيث من الطيب ؛ وقد كنت تطرقت لهذا الموضوع في هذا الملتقى فيما سبق .. وحاولت التنبيه على ما نبهتم إليه .. ما بين موضوعات وتعقيبات ..
وهنا أضع نقاطا على بعض الحروف .. :
طلب العلم أعم من دراسة متن على شيخ ، أو قراءة كتاب على شارح ..
بل أطلق العلماء السفر في الحصول ( تحمل ) حديث واحد ( الرحلة في طلب العلم )..
وما ذكره هنا لا يخرج عن ذلك ..
نعم يكتب في الشبكة أشباح ومجاهيل بل ومغرضون ..
ولكن في الوقت ذاته .. يكتب أخيار وأثبات ناصحون .. بل بعضهم له صيت باسمه الحقيقي ومع ذلك يكتب بغيره في الشبكة لأسباب عديدة ..
ومن الظريف أن منهم من يحيل إلى بعض مؤلفاته أو موقعه المشتهر باسمه أو الذي له وجود فيه ، توثيقاً لما يقول ، وهذا ليس من تحديث الأكابر عن الأصاغر كما لا يخفى ! بل هو لون آخر ، أشبه بتحديث الشيخ عن نفسه من رواية تلميذه عنه فيما سبق مما لم يذكره ! وما أعجب شأن الشبكة ونوازلها ! وإن كان الأمر يحتمل غير ذلك !
وظني أن في المسألة تفصيلاً :
فثمة مواقع معروفة مشهورة يشرف عليها أخيار أفاضل معروفون .. فهذه لا يظن فيها إلا الخير ؛ ومن يكتب فيها بغير اسمه فهو أشبه بالكتب المنسوبة إلى شخصيات يصعب تأكيد نسيتها إليه ، مهما حقق المحققون ، ومثال ذلك : شرح العقيدة الواسطية ، لأبي العز الحنفي ! مع أن هذا الشرح من الشروح القيمة المعتيرة ، بل والمقررة في بعض الجامعات الإسلامية ! ولدي قائمة عريضة بكتب من هذا القبيل ، كتب قيمة ، ثابتة المضمون - وهذا المهم - وإن كانت مجهولة المؤلف ، ولا أظنه يخفى على طلبة العلم مثل هذا النوع من التأليف ، ولدي منه بضعة كتب .
وثمة مواقع باطلة ، لا قيمة لها وإن وجد فيها حق ، فلم ينفع إبليس تعليمه لنا وقتا نافعاً لقراءة آية الكرسي ؛ فالأصل فيما منه الشر والفساد . فهذه لا يجوز النقل عنها في الدين لمنتفع لنفسه ، ولا تبرأ الذمة بأخذ العلم عن أهلها من أي أحد . ويمكن إلحاقها بما حذر منه العلماء من الكتب والمؤلفات . فالحذر منها واجب والابتعاد عنها مطلب شرعي : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأنعام68 .
وثمة قسم ثالث يخلط صالحاً وسيئاً ؛ فالحذر منه واجب ، والاعتماد على ما يرد فيه بإطلاق غير مقبول . وإن كنت أنصح بالابتعاد عن هذه المواقع ، وإن حملت في طياتها بعض الموضوعات العاطفية كنصرة المستضعفين ، أو المصطلحات المحبوبة كالجهاد ! فكم لوثت من فكر ! وكم أزهقت من روح ! وكم أفسدت من الدين ! وكم روجت للفتنة !
وهكذا الشأن في الأشخاص والكتبة .
وضابط الأمر فيما أظن :
طلب التوثيق والتحقق منه ؛ بأن يطلب من وقف على معلومة من مصدر يجهل أمره أو يشتبه في طرحه - المصدر من كتاب علم معروف أو شيخ معتبر ويراجعه ولو بين الفينة والأخرى ..
ولهذا نجد الإخوة في هذا الملتقى يحرصون على توثيق العلم الشرعي بخلاف غيره ؛ فيذكرون المصدر ، والرابط في كثير من الأحيان .. وإن كنا نطلب منهم المزيد في مراعاة ذلك ، ولا سيما المشرفون على القسم الشرعي .
وأما أن العلم لا يؤخذ من الشبكة - الذي يفهم من كلام أخينا السراب - ففيه تجوز ؛ فكم للعلماء المعتبرين من حضور في مواقعهم الخاصة ، والتي تتضمن دروساً مباشرة بالصوت أو بالصوت والصورة أيضا .. وكم للغرف من نفع ، وكم لمواقع الفتاوى من فضل . وكم للشبكة من نفع في تقريب العلم لمن لا يستطيع حضور دروسه بين يدي المشايخ ، كالمغتربين والنسوة !
وغاية ما هنالك أن يتثبت المسلم من الموقع ومن القائمين عليه بسؤال أهل العلم عنه إن كان ممن لا يستطيع التمييز بين المواقع النوثوقة من غيرها .
هذه بعض القضايا التي رأيت المشاركة بها حتى لا يشوش أمر الانتفاع بالشبكة فيما تحمله من نافع ، والله تعالى أعلم .
أخوكم / عبيد المبين .