<div align="center">( ~ حياتك من صنع أفكارك ~ )
سعادة الإنسان أو شقاوته أو قلقه أو سكينته تنبع من نفسه وحدها ، إنه هو الذي يعطي الحياة لونها البهيج كما يتلون السائل بلون الإناء الذي يحتويه .
عاد النبي صلى الله عليه وسلم ، أعرابيا ً مريضا ً يتلوى من شدة الحمّى ، فقال له مواسيا ً مشجعا ً : "طهور " فقال الأعرابي : بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير لتورده القبور ، قال : " فهي إذن "
يعني أن الأمر يخضع للاعتبار الشخصي فإن شئت جعلته تطهيرا ، وإن شئت جعلته هلاكا ً
والنفس وحدها هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ما يغمرها من أفكار .
إن الإنسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال والأحجام في عينه ، وتكون نظرته إلى ما دونه أوسع مدى وأرحب أفقا ً .
وكذلك ارتفاع الإنسان في مدارج الارتقاء الثقافي والكمال الخلقي ، إنه يغر كثيرا من أفكاره وأحاسيسه ويبدل أحكامه على كثيرا من الأشخاص والأشياء .
ومن هنا كان الإصلاح النفسي الدعامة الأولى لتغلب الخير في هذه الحياة ، فإذا لم تصل النفوس أظلمت الآفاق ، وسادت الفتن ، ولذلك يقول الله تبارك وتعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
يريد الله عز وجل أن يبين لنا الصلة الوثيقة بين صفاء النفس وصفاء العيش فقال : " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض "
----------------
نقله لكم محبكم في الله سردوبي
وذلك للإفادة </div>