السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يأتي العطاء بعد الصبر على القضاء
قال تعالى :
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}[الصافات:
103 - 105].
بعد أن رضي كل من سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل وسلما أمرهما لله تعالى وامتثلا للأمر بالقضاء، رفع الله
برحمته هذا القضاء
وتعلمنا هذه الواقعة ..
أنك إذا ما جاء لك قضاء من الله
إياك أن تجزع..
إياك أن تسخط ..
إياك أن تغضب..
إياك أن تتمرد...
ولكن سلم لقضاء الله فيُرفع هذا القضاء؛ لأن القضاء لا يُرفَع حتى يُرْضى به
. وهكذا لم يكن جزاء الصبر على القضاء لسيدنا إبراهيم عليه السلام افتداء إسماعيل بذبح عظيم فقط،
بل وزيادة على ذلك يسوق له المولى البشرى بمزيد من العطاء فيقول:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ}
[الصافات: 112].
أي أنه لم يرزقه بولد ثانٍ فقط، بل بولدٍ يكون نبياً وصالحاً
. وتأتي زيادة أخرى في العطاء الرباني لسيدنا إبراهيم عليه السلام فيقول -سبحانه وتعالى-:{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ} [الأنبياء: 72].
هكذا يتجلى عطاء المولى -سبحانه وتعالى- لسيدنا إبراهيم-عليه السلام- فلا يعطيه الولد الذي يحفظ ذكره فقط،
بل يعطيه الولد الذي يحفظ أمانة الدعوة أيضاً،
وكل ذلك نافلة من الله، أي عطاء كريم زائد وفضل كبير لأبي الأنبياء
منقول