السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيثار صفة جميلة في النفس البشرية عامة، وفي نفس المؤمن خاصة، وقد امتدح الله الأنصار في كتابه الكريم حين
قال: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (الحشر: 9)،
ئومن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هذه الصفة تتراجع كغيرها من القيم الجميلة التي تراجعت في حياتنا،
والمتأمل في هذه الآية يجد أن كلمة «أنفسهم.. وبهم» توضح أن المرغوب من الإيثار هو الإيثار
على النفس بما لا يضر بالآخرين، أما أن يؤثر الشخص بوقته، وجهده، وماله الآخرين من الأصدقاء والمعارف،
ويترك أسرته وهو واهم أنه يفعل الخير،
وينسى أنه يضيع أهله بذلك، وكفى به إثمًا، فهذا لا يجوز.
فالأصلح أنه إذا أراد أحد أن يتحلى بهذه الصفة فليوف الآخرين حقهم،
ويأخذ من وقت راحته ومن ماله الشخصي، وبهذا يكون قد حقق الحسنيين: فعل الخير،
والإحسان للأهل، دون أن ينفر الآخرين من التدين.
داليا أمين